ارتبط اسم العم محمد غانم الألمعي، بالسوق الشعبي في بلدة الحبيل جنوبي رجال ألمع، حين اتخذ منه مكانا لتوفير قوت يوم أبنائه منذ عقود، من خلال بيع أكلة شعبية تعد إرثا ثقافيا واجتماعيا ورثه عن أجداده. فالعصامي الألمعي، استطاع أن يشكل له أرضية لبيع «الحنيذ» وسحب البساط من العمالة الوافدة التي تزاحمه في السوق، على الرغم من تنوع الأكلات الشعبية وما تتطلبه من جهد، ويطرأ عليها من إضافات للحفاظ على جودة مذاقها. ويرى الألمعي البالغ من العمر (90 عاما)، أن للحنيذ طعما ونكهة رائعة يستخدم في إعداده أشجار عطرية مثل المرخ والشقب، تجلب من المناطق الساحلية «القنفذة، والبرك، والقحمة»، ويفضل الاعتماد على الطريقة القديمة في تجهيزه منذ وقت مبكر داخل المطابخ ومن ثم الذهاب به إلى السوق الشعبي. وأكد أن الخبرة لها دور كبير في تجهيز الوجبة ولذتها ولإعدادها الأكلات الشعبية لها طابع خاص، ولاتزال تحافظ على الأصالة القديمة بعيدا عن الوجبات التي تقدم في المطاعم، مشيرا إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار المواشي في الآونة الأخيرة، إلا أن الإ قبال على شراء الحنيذ يزداد من قبل المتسوقين.