الدوحة - الراية: كرّمت مسابقة الشيخ غانم بن علي آل ثاني للقرآن الكريم 546 فائزًا في النسخة العاشرة التي بلغت قيمة جوائزها 5 ملايين، في احتفال أقيم بفندق راديسون بلو وشهد الحفل أيضًا تكريم رؤساء مراكز التحفيظ الفائزة بالمراتب الخمس الأولى بالمسابقة، وكذلك تكريم أعضاء اللجنة المنظمة التي أشرفت على فعاليات المسابقة. شهد الحفل العلّامة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة، وعدد من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كما شهده جمع غفير من أولياء الأمور والمحفّظين والطلاب الفائزين بالمسابقة. كما حضره ضيوف الشرف من المملكة المغربية: الدكتور العربي بوسلهام، والقارئ الدكتور عبد الفتاح الفريسي، والدكتور إسماعيل الأشقري. وتزامن الحفل مع مرور 10 سنوات على تنظيم المسابقة، وتخلله عرض فيلم تسجيلي حول مسيرة المسابقة، وتلاوات مختارة بأصوات ندية للفائزين في النسخة العاشرة. وانتهز الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني، رئيس الجنة المنظمة للمسابقة، مناسبة الحفل ليؤكد على استمرار تنظيمها سنويًا، بأفكار جديدة ومتطورة مستعرضًا تطورها منذ بدأت عام 2006 بمشاركة 266 طالبًا، وتطورها هذا العام؛ حيث بلغ عدد المشاركين فيها 1814 طالبًا وطالبة. وأشار إلى امتداد نشاط المسابقة بفتح فروع خارجية، شملت تنظيم اختباراتها في الهند منذ 3 سنوات، وتنظيم مجلس سماع الحديث النبوي على مدى 4 سنوات. وأعلن أن مجلس الحديث النبوي، سينتظم قريبًا بسماع أحاديث صحيح الإمام البخاري. وأشاد بدعم الشيخ غانم بن علي آل ثاني للمسابقة، طوال 4 سنوات، وتخصيص 5 ملايين ريال للميزانية والفائزين هذا العام، وثمّن دعم وزارة الأوقاف للمسابقة، ممثلة في إدارتي الدعوة والمساجد. ووزّع الشيخ خالد آل ثاني ود.العربي بوسلهام، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، جوائز مالية وشهادات تقدير على الفائزين. الداعية عبد الفتاح الفريسي قطر تقدّم نموذجًا خاصًا للمجتمع المسلم أشاد د. عبد الفتاح الفريسي، الداعية والأكاديمي المغربي المعروف، بالمسابقة وراعيها ومقدِّم جوائزها، الشيخ غانم بن علي بن عبدالله آل ثاني، ووصفه بـ"الرجل المخلص لدينه ولكتاب الله". وأكد أن السعادة الحقيقية لا تكون إلا في ظلال القرآن، بتلاوته، وتدبّر معانيه، والعمل به، ووصف القرآن بأنه "روح الأمة" وأن الأمة بغير القرآن لا قيمة لها. وقال في كلمة ألقاها خلال الحفل: إن الأمة الإسلامية عندما أخلصت للقرآن، انطلقت في نموذج عجيب في تاريخ البشرية، وقدّمت للإنسانية نموذج الإنسان المبدع في الدين والدنيا. وذكر أن المسلم عندما أخلص للدين، سعد وأسعد غيره. وشدّد على أن الأمة تحتاج لمزيد من الالتصاق والمصالحة مع القرآن الكريم، بالحفظ والفهم والتدبّر، لتُقيم به صرح الدنيا، وتسعد به في الآخرة، موضحًا أن "القرآن يقيم الإنسان ويشيد العمران". ودعا د.الفريسي للعناية بالقرآن الكريم، حفظًا وفهمًا وتدبرًا وتطبيقًا، كما اعتنى به الأولون. وأشاد بجهود قطر في خدمة القرآن الكريم، والعناية بحفظته، وقال: "قطر تقدّم نموذجًا خاصًا للمجتمع المسلم الذي يعتز ويتمسّك بأصوله وتقاليده، ويعيش عصره. العلامة يوسف القرضاوي: الأمة لن تنهزم ما دامت تحفظ القرآن شدّد العلّامة د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على انتصار الإسلام، رغم ما يتعرّض له المسلمون، من مؤامرات الأصدقاء وكيد الأعداء. وأكد أن الأمة لن تنهزم ما دامت تحفظ القرآن وتعمل به، ووصف كتاب الله بأنه "رأس مال المسلمين" مؤكدًا أن الأمة لن تنتصر باتباع المذاهب الرأسمالية والاشتراكية، ولكن تنتصر باتباع القرآن. وقال في كلمة وجهها للحضور في حفل تكريم الفائزين بمسابقة الشيخ غانم بن علي بن عبدالله آل ثاني للقرآن الكريم: "ثقوا أن الأمة بخير، ما دام هناك طلاب وطالبات في سن صغيرة، يعكفون على حفظ القرآن، وتجويده، وفهم معانيه". وأكد أن الأمة الإسلامية "ستظل تحمل القرآن، عقيدة في قلبها، وفكرة في رأسها، وأخلاقًا في حياتها، وعبادة في معاملاتها بين الناس، وسيظل القرآن موجهًا للأمة". ونصح الشباب والفتيات حفظة القرآن الكريم "أن يكونوا قرآنيين، يحفظون كتاب الله في صدورهم ويقيمون حدوده بجوارحهم وفي معاملاتهم وسلوكهم". وطالب بأن يكون الحافظ عاملاً بالقرآن داعيًا إلى الله، موضحًا أن المسلم "ينبغي أن يكون ابنًا للقرآن وعاملاً به وله". وأشاد الشيخ القرضاوي بمواقف قطر "التي تسير في رحاب الحق، لا في ركاب الباطل". وأعرب عن يقينه بأن "الحق سينتصر وسيبقي، وأن المبادئ الزائفة ستزول"، مستدلا بقول الله عز وجل: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".