أعلن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للآثار عن إكمال حصر جميع المواقع الأثرية والتراثية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والبدء في تصاميم المشروعات المتعلقة ببرنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي. ولا شك في أنها خطوة على الطريق الصحيح للحفاظ على كنوز من الشواهد الحية على تاريخ الإسلام منذ أيامه الأولى واستحضار مواقع شهدت تضحيات النفوس المؤمنة والعقول الموفقة لهداية الرحمن، كما فيه توعية الأجيال المتعاقبة على أهمية ما لديهم من تاريخ وتراث وحضارة يفخرون بها. ولعله من المفيد، بعد حصر المواقع والحفاظ على الموجود منها، أن تقوم هيئة السياحة والآثار بإعادة بناء ما اختفى واندثر، وهو أمر ليس صعبا مع تطور العلم وفن العمارة. ولا بد أن يكون واضحا للجميع أن هناك فرقا كبيرا بين هدف الحفاظ على الآثار باعتبارها من مكون التاريخ وأبرز شواهده وبين ما يقوم به بعض الجهلة من تصرفات منافية للدين، وهنا يأتي دور التوعية وتصحيح المفاهيم وتثقيف الناس وتعليمهم الصحيح من دينهم، وليس محاربة العناية بالآثار وطمسها من الوجود. نرجو أن يدرك الجميع هذا الفرق وحينها لن نجد من يعادي الآثار بحجة حماية دين.