في كثير من البلدان العربية تكون هناك صعوبات لدى العاملين للوصول الى المسؤول الاول في المنظمة، إما لحل مشكلة أو اقتراح يساعد في الوصول الى اهداف المنشأة أو توفير أو زيادة في المكاسب، تتفاوت نسبة هذه الصعوبة من بلد لآخر الا انها من المستحيل أن تنعدم بحكم ثقافة المجتمع الادارية، والعاجيّة التي يعيش بها المسؤول التي قد يكون هو سببها أو حاشيته التي تحيط به في كل مكان وزمان. في أوروبا وأسيا وأمريكا قد يكون الوضع مختلفا ولكن أيضا قد تكون النتيجة ليست مطابقة ولكنها متشابهة فإن كنت ترغب في مقابلة مسؤول فعليك شرح ما تريده مسبقا ومن ثم ينظرون في أمرك هل موضوعك يستحق ذلك أم لا وإن كان يستحق فقد تنتظر لمدة طويلة لتجد موعدا متاحا وإن وجدت الموعد قد لا يكون الوقت كافيا. لذلك وبحكم أن الحاجة هي أم الاختراع فقد فكر أصحاب هذه المعاناة الذين لم يركنوا للوم واللطم والشكوى البائسة وتكرار الكلام في المشكلة كل صباح ومع كل زميل كما يحدث عندنا إلى إيجاد حل فعال لهذة المعضلة، فقاموا بابتكار ما يسمى «حديث المصاعد» وهو ما يعرف بـ «Elevator Speech» وكان حلا جذريا لتلك المعضلة، كل ما عليك هو القدوم في نفس الوقت الذي يحضر فيه المسؤول الى مقر العمل ومن ثم تمثيل صدفة الالتقاء به عن المصعد من دون ترتيب مسبق ثم تبادر بالسلام حين يفتح بابه وبالتالي سيكون من غير اللائق أن يتجاهلك ويدخل للمصعد وحيدا وعلى الغالب وما أثبتته 94% من التجارب أنه سيأخذك معه في المصعد حتى وإن كان خاصا به فقط، هنا تكون الفرصة الذهبية قد حلت بين يديك فتبدأ بطرح ما تريده باقتضاب واختصار والاهم باسلوب شيق فالوقت كالسيف الحاد هنا، ولا يمنع ان تخطئ في اختيار الطابق لتكسب مزيدا من الوقت حال توقف المصعد، في الغالب سيستمع المسؤول اليك بل وبإنصات ثم ضع في بالك أن لا تقول كل ما لديك حتى لا تجعله يتخذ قرارا انيا أو فوريا خوفا من ان يكون ذلك سلبيا أو في غير صالحك، فاجعل للموضوع بقية وتكملة وتعذر بأنك تقدر وقت المسؤول وبالتالي هو سيطلب منك أن تزوره في مكتبه وسجعل مدير مكتبه يخصص لك وقتا لتطرح ما لديك بشكل مناسب، والمهم أن يكون لحديثك- مهما كان- نصيب وافر من مصلحة المنظمة وتنمية مواردها وتحقيق أهدافها. هذا الحل أثبت فعاليته وأصبح يحدث هاجسا للإدارات الوسطى من وصول أي مشكلة للمسؤول الأول ومتخذ القرار مهما بلغت أشغاله ومسؤولياته. سياسة الباب المفتوح التي يتغنى بها بعض مسؤولينا لم تكن سوى شعارات في الغالب، فإن كانت واقعا فهي تحظى بكثير من عدسات التصوير والتعليقات الرنانة على صورها أو أنها مجرد شكليات لا تصل لحل للمشاكل واتخاذ القرارات وإزالة العقبات، فليس من المهم أن يكون باب المسؤول مفتوحا بقدر أن يكون فيه اغلاق للمشاكل. يا ترى لو طبقنا حديث المصاعد في عالمنا العربي فكم من مصعد سيمتلئ بالموظفين والمسؤولين؟ وهل سينتقل العمل من المكاتب الى المصاعد؟. بإذن الله ألقاكم السبت المقبل في أمان الله.