لماذا مدينة كبورنماث (مدينة جنوب انجلتراً) من المدن الأكثر سعادة في بريطانيا؟، للإجابة على هذا السؤال أجرت شركة فيرست دايركت "First Direct" استبياناً كانت نتيجته أن 82 % من الذين أجابوا على الاستبيان أكدوا أنهم سعداء فى حياتهم التي عرفت بكونها مدينة التعدد النباتي والحيواني، وهذا يقودنا إلى سؤال عن مدى تأثير هذا التعدد النباتي على صحة الإنسان، حيث وجدت دراسة اجرتها مؤسسة Green Plants for Green Buildings، أن أجزاء النبات الداخلية تعمل كمنقيات للجو من بعض المواد الكيميائية، كالبنزين، والفورمالدهيد، كما أن النبات يزيد من نسبة الرطوبة بنسبة 15% في الغرف المغلقة، و3-5% في الغرف ذات التهوية حيث إن وجود الرطوبة في جو الغرفة يحد من تأثير الأغبرة المختلفة والتي تؤثّر سلبياً على العين والجهاز التنفسي لدى الإنسان، وعندما يوضع النبات على مقربة من جهاز الحاسب الآلي حيث تكثر جزيئات الغبار والكهرباء الساكنة يقلل من تأثيرها على الجهاز التنفسي للإنسان، ولقد أثبتت الدراسات أنّ الموظفين الذين يقضون أكثر من أربع ساعات عمل في وجود بعض النبات بجانب جهاز الحاسب الآلي يكونون أكثر إنتاجاً وأفضل صحة من الموظفين الذين لا توجد نباتات بجانب أجهزتهم، كما أنّ الدراسات المختلفة أثبتت أيضاً أهمية النباتات على صحة الإنسان النفسية، هذا الإنسان الذي اعتاد العيش قديماً في بيئات مفتوحة، وكانت له علاقات مباشرة مع الطبيعة يجد نفسه الآن في غرف مغلقة لمدة قد تفوق 80% من يومه، فنظرة بسيطة لمساحة خضراء قد تخفف الضغط النفسي الذي قد يتعرّض له أثناء يومه، سواء في العمل والاحتكاك بالناس، أو في بيته ومعايشته لمشاكله اليومية، ولهذا تقوم بعض الجامعات بعرض فيلم عن النباتات والأشجار مباشرة بعد عرض فيلم تعليمي، يتعرّض المشاهد فيه لعدد من المناظر التي قد تؤثِّر سلبياً على نفسيته، وفي دراسة أحد المستشفيات وجد أن المرضى الذين تعرضوا لعمليات جراحية وكانت غرفهم مطلة على مساحات خضراء كانوا أسرع شفاء في مرحلة النقاهة بعد العملية، وأقل عرضة للمضاعفات المختلفة وهذه النتيجة ظهرت أيضاً في مكاتب الموظفين التي تطل على مساحات خضراء، حيث كانوا أكثر إنتاجية وفي دراسة بحثية عن خلايا شبكية العين وعلاقتها بالألوان وجد أن 80% من خلايا شبكية العين مخصّصة لاستقبال اللون الأخضر مقابل 20% للونين الأحمر والأزرق، وهذا يفسر الراحة النفسية والإشباع البصري الذي يسبّبه التعرض للون الأخضر. ومع كل هذه المميزات التي يمتاز بها النبات إلا أنه هناك مواد تستخدم قد ثؤثر بشكل مباشر على صحة الانسان ونظراً لوجود هذه النباتات على مقربة من الإنسان فإنها تشكل خطراً بالتسمم بالمبيدات أو الأسمدة أو حتى ملمعات الأوراق، ويكفي أن تعلم أن المبيدات هي السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن يؤدي استنشاق هذه المواد إلى الغثيان وصعوبات التنفس والاكتئاب والتهاب العين والدوار وغيرها من الأعراض والأمراض. ليست المواد فحسب ولكن قد يكون النبات بنفسه ضار حتى لو كان ذا شكل بهيج ومن هذه النباتات لسان الحماة والمكحلة الياقوتية، والكوبية، والنرجس، ونبات الصفير، ونبات الدفلى، واللبلاب الانجليزي، والقزحية، ونبات الديفنباخيا ونبات الاسباتيفيلوم أما النباتات المأمونة أكثر هي الدراسينيا الأريجية والتين البنجاميني ونخلة الأريكا الصفراء وغيرها. كل الدراسات تثبت حقيقة واحدة، وهي "أهمية النبات وتأثيره على الصحة النفسية للإنسان، والتي بدوها تؤثّر على الصحة الجسدية له، فإذا كانت البيئة من حوله مريحة فإنّه بالتالي سيعيش بشكل أفضل، ويتعامل معها براحة أكثر". * إدارة صيانة الأراضي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث