×
محافظة المنطقة الشرقية

مصادرة أكثر من «72» ألف كيلو جراماً من المواد الغذائية بالاحساء

صورة الخبر

هناك يتوقف الزمن بين يديك لتهرب الكلمات، فتشعر بالعجز عن وصف ما تراه حولك من روعة وافتتان. تحاصرك الدهشة في دبي فيستيفال سيتي مول ويصيبك الانبهار، فلا تدري هل أنت في عالم الأرض أم في غيره من الأكوان؟ تعلن الأنوار عن وجودها، وهي تتهادى هائمة من حولك مداعبة تلك الإطلالة التي مزجت بين القديم والحديث لتخطف القلوب قبل الأبصار. هنالك يسود السكون على الرغم من صخب المكان، لتشعر بأنك وحدك، دون غيرك، تمتلك تلك البقعة من الأرض، فلا تملك إلا أن تقول إنك بالتأكيد أمام صرحٍ عظيم، تستطيع أن تستنشق فيه رائحة الزمن القديم، وسط كل ما حولك من حداثة وطراز معماري أنيق. هنالك فقط تجده متربعاً على عرش ضفاف خور دبي العريق، ليمثل واجهة مائية لا مثيل لها في قلب مدينة دبي. إليه ذهبت، وبين أرجائه تجولت، ومع زائريه تحدثت، لأنقل لكم تفاصيل جولة مثيرة في أحد أهم المراكز التجارية في مدينة الأرقام القياسية. الطريق إليه كان كفيلاً بأن يجعل سيارتي ترتاد قلب دبي، إمارة الأرقام القياسية التي لا أملك أمامها سوى الاستسلام لحالة الصمت والتأمل والانبهار التي تنتابني في كل مرة أذهب إليها. ها هي تطل كلؤلؤة من الأفق البعيد تدهشنا وتفاجئنا وتبهرنا كعادتها. تلمع من بعيد كنجمة ساطعة تداعب القمر بأناملها الرقيقة، تناطحه بناطحاتها عبر سحابات سمائها البعيدة، وتغمز بعينيها لتتصدر العالم بإرادتها محققة أرقامها القياسية. مدينة تفرض عليك ما إن تطأها قدماك إلا أن تستخدم صيغة التفضيل دائماً: الأكبر، والأضخم، والأجمل.. فهي لا تأبى إلا تصدر العالم بكل ما هو فريد ونادر. بداية من أعلى ناطحة سحاب في العالم مروراً بأطول خط مترو يعمل إلكترونياً، فالجزر الصناعية، ثم أفخم الفنادق على وجه الأرض، فأكبر الأسواق العالمية والمراكز التجارية، والعديد والكثير من الإنجازات التي لا تعد ولا تحصى، كانت دبي التي استحقت بجدارة أن تحفر لنفسها مكاناً في قلب العالم لتصبح واجهته السياحية الأولى ومقصد الاستثمار العالمي. هكذا، كانت تشق بي السيارة شوارعها وميادينها المختلفة، إلى أن وقعت عيني على هذا الصرح الذي نجح في أن يقتنص له مكاناً عبقرياً أسطورياً مطلاً على أقدم منطقة لا تزال تحتفظ بعبق تاريخها وتراثها القديم. ها أنا أجدني أقف مشدوهة أمام إطلالة دبي فيستيفال مول على خور دبي. إحساس يداهمك بأن صفحات تلك المياه المتهادية أمام عينيك تخفي وراءها الكثير من الحكايات والأساطير. فما إن تصطدم عيناك بتلك البقعة الأصيلة التي تلقب خور دبي إلا ويشد انتباهك الجانب الآخر من الضفة، ها هو ذاك المثلث الذي يحمل بين راحتيه رائحة تاريخ الأجداد، والذي كان يعد في الحقب القديمة من أكبر المراكز التجارية النشطة والمتطورة نظراً إلى موقع المدينة الحيوي، حيث تقع دبي على شاطئ ميناء طبيعي، ويمثل الخور الذي يمتد 10 أميال أفضل الموانئ الطبيعية في جنوب الخليج. أقف أمامه فاسترجع أهميته التي كانت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لسكان دبي القديمة في هذا الوقت خصوصاً لغواصي اللؤلؤ والتجار وصيادي السمك والبدو الذين كانوا يفدون إلى قرى الساحل موسمياً لمزاولة الغوص والصيد، لتنقسم مدينة الأحلام مع مرور الزمن إلى 3 مناطق رئيسية: ديرة على الضفة الشرقية للخور، وهي المنطقة الأكبر والمركز التجاري الرئيسي، وبر دبي، والشندغة على الضفة الغربية للخور التي كان يفصل بينها وبر دبي حاجزاً رملياً يدعى الغبيبة، وعادة ما كان الخور يغمر هذا الحاجز بمياهه وقت المد. مشهد منطقة الخور كاد أن ينسيني مهمتي في زيارة دبي فيستيفال مول الذي جذبتني إطلالته العبقرية. لا أعرف لماذا انتابني إحساس بأنني سأرى مركزاً تجارياً مختلفاً، شعرت أن تلك الأسوار التي تتميز بتصميمات مبهرة، تخفي خلفها الكثير من عالم الغموض والأساطير، ويبدو أن إحساسي صدق، فمع أولى خطواتي في دبي فيستيفال مول دخلت في حالة من حالات الصمت والتأمل، وسيطر عليّ تساؤل فرض نفسه: من أين أبدأ؟ وكيف تكون نقطة الانطلاق؟ وكيف سأنقل وأرصد ما علمته ورأيته؟ أسوأ الحالات التي يمكن لإنسان أن يمر بها هي تلك الحالة من العجز التي تنتاب القلم الذي تحتضنه بين يديك، هكذا تحدثت مع نفسي ما إن بدأت أتوغل بين دروب دبي فيستيفال مول، هذا الصرح الضخم الذي يقع على بعد أقل من 5 دقائق من مطار دبي الدولي، ليطل بعصريته على الواجهة المائية، ويجسد بتصميمه روح القرن الواحد والعشرين ليقدم تجربة حيوية غنية للعيش ضمن أرقى أنماط الحياة أيضاً وليس للتسوق فحسب. أطلقت العنان لقدمي في مساحة ذاك المركز التجاري الضخم بين المحال التجارية ذات الماركات العالمية والمطاعم المتنوعة، تخيل معي أنك تتجول بين المئات من أفخم المقاهي، وعليك أن تقرر وتختار وجبتك المفضلة، أي حيرة يمكن أن تنتابك وكيف ستحسم قرارك؟ فكل شيء متاح. لا أبالغ حين أقول إنني شعرت بأنني دخلت دولة بأكملها منقطعة النظير، تحقق التكامل لمواطنيها، ولا يمكن أن تتخيل وأنت على أرض فيستيفال مول بأنك تحتاج إلى شيء من الخارج، كل ما تتخيله أو تتصوره تجده متاحاً بسهولة بين يديك، فقط لا عليك سوى أن تتبع اللافتات والإشارات المكتوبة والمعلقة في سماء المول، أو أنك تسأل الاستعلامات المنتشرة عبر أرجاء المكان. أصول وأجول بين متاجر الأزياء العالمية فأجد نفسي نسيت مهمتي الأساسية، لأذوب مع الزائرين الذين انخرطوا في تأمل وشراء مستلزماتهم من المحلات التي تحمل الماركات العالمية. ريفيتا براون، البريطانية الأصل، والتي تركت إنجلترا منذ وقت طويل، لتستقر مع عائلتها على أرض الإمارات، قطعتُ جولتها داخل أرجاء المول لأسألها عن انطباعاتها عن المكان. تقول: أهوى كل ما يرتبط بالكلاسيكية، بدءاً بالطعام، مروراً بالأزياء وحتى جولات التسوق، والحقيقة أنني أشعر أن (فيستيفال مول) ينتمي إلى هذا النوع الكلاسيكي بدءاً من بواباته والزخارف المنحوتة على جدرانه، إلى المطاعم والمقاهي، لذا لا أتسوق ولا أشتري مستلزماتي إلا من هذا المركز التجاري الضخم، والذي يعتبر من أجمل وأقدم المراكز التجارية في الدولة. تقاطع حديثنا صديقتها روزا سايمون، قائلة: الحقيقة أنني أشعر بأنني في مدينة داخل المدينة، ويكفي أن المنطقة بأكملها بجانب أنها تجارية تسويقية، فإنها سكنية أيضاً. ولا أبالغ بقولي إننا سكان تلك المنطقة لا نشعر بالحاجة إلى الخروج منها، فكل مستلزماتنا في متناول الأيدي. أعرف العديد من الأمور المتعلقة بذلك المركز التجاري، هكذا يبادرني راؤول فردريز، من ساكني المنطقة ومن أقدم رواد فيستيفال مول، مضيفاً: أعرف العديد من الأمور المتعلقة بذلك المركز التجاري، وكما يقولون إنه بني علي يدي، فأنا شهدت مراحله بحكم سكني في المدينة وأعرف أنه يضم أكثر من 85 مطعماً ومقهى، تشتمل على أسماء شهيرة، وتلبي خيارات تناول الطعام المتنوعة على الواجهة المائية جميع الأذواق والثقافات التي ترتاد هذا المول. أما عن مكاني المفضل فهو مرسى المطاعم الذي أجد فيه مفهوماً جديداً لتناول وطريقة عرض الطعام ويكفي إطلالته الساحرة على منطقة في قدم وأصالة خور دبي. قبل أن ينهي جولته، وهو في طريقه للخروج، استوقفت رالف زتمان، أحد ساكني فيستيفال سيتي. يقول: أعشق تلك المنطقة فهي بالفعل تقدم نمط حياة مجتمعية لا مثيل لها من حيث الفخامة والخصوصية والراحة. وعلى الرغم من أنها تتألف من 3 مناطق متميزة، هي مرسى الخور، ودبي فيستيفال سيتي مول، والبادية، فإنني اخترت السكن في الأولى ولم أشعر لحظة ببعد المكان لأن المنطقة بأكملها تترابط عبر شبكة طرق داخلية بطول 30 كيلومتراً، من خلال منتزه واسع على أطراف الخور. أليسون بروك التي تتناول طعامها في أحد المطاعم العالمية المنتشرة في المركز التجاري، تقول إن أكثر ما أعجبها في فيستيفال سيتي مول نجاحه باقتدار في أن يوفر لزائريه مشاهدة لوحة جميلة تجمع لمحات من مكان قديم مطل إطلالة ساحرة على إرث حضاري ثري، فضلاً عن توفير تجربة تسويقية بأسعار جيدة في متناول الجميع، وتختتم حديثها بقولها: الحقيقة أن الرحلة إلى مدينة دبي لا تُنسى وستظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد.