في دورته الجديدة لسنة 2015 افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة معرض الشارقة الدولي للكتاب. ورغم أن موعده كحدث ثقافي فكري يأتي مختتما دورة كاملة من فعاليات معارض الكتب التي تشهدها الدولة، إلا أنه كحدث ثقافي يجعلنا نتذكر «قبل الثمانينيات»، فنشعر بأنه يأتي تدشينا لدورة جديدة مليئة بالفعالية من الإبداع الأدبي إلى الفني إلى الفكري، ومن «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض عجمان الدولي للكتاب، و«معرض العين تقرأ»، بالإضافة لعدد من معارض الكتب المتواضعة التي تقيمها بعض المؤسسات من بينها جامعات. معارض الكتب أصبحت تظاهرات إنسانية كونية ملحة، ربما تحت شعار الكتاب ملامسة للواقع ولم تعد تقليدا راسخا في حياة الناس، وهي تظل محتفظة ببريقها ورونقها في كل مكان دون أن تتصور أنها ستفقد أهميتها حتى بوجود التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة التي تسهل الحصول على الكتاب وتوفر الوقت والجهد. ولأننا في مرحلة نشعر بأننا نحتاج فيها إلى مواجهة واقعنا مواجهة مباشرة غير افتراضية فستبقى ملامسة الكتاب مطلوبة لا من قبل الكتّاب والجيل السابق الذي تربى عليه وإنما من كل شرائح المجتمع. في السابق والمقصود بها فترة الثمانينيات، كنت تشاهد أكثر مرتادي معرض الكتاب من فئة طلبة الجامعات، جامعة الإمارات على وجه التحديد، ومن خريجي الجامعات الجدد الممتدة بينهم وبين الكتاب الورقي جسور التواصل، وكنت تشاهد تجمعات هؤلاء ومشاركتهم في البرامج الفكرية المصاحبة ولقاءاتهم ضيوف المعرض ونقاشاتهم وجها لوجه. الآن، وعلى الرغم من تجدد المعارض وتطورها تقابلك في حياتك وجوه خريجي وطلبة جامعاتنا الكثيرة العدد، وحين تسأل إن كانوا قد سمعوا بمعرض الكتاب فيجيبك أحدهم: لا. تسأل آخر: هل سمعت به؟ فيجيبك: ولا أدري متى! تسأل: هل ستذهب؟ يجيبك: ما عندي وقت! تسأل: ألا تحتاجون إلى الكتب في أبحاثكم؟ فيجيب: ما نحتاج! تسأل: لماذا؟ يجيب: لأن عندنا كل شيء في مكتبة الجامعة ولدينا كمبيوترات! فتتحسر على الجامعات كمؤسسات كيف تمارس دورها في المجتمع فقط بشراء الكتب التي يحتاج إليها الطلبة دون تعويدهم على البحث عنها، وإن ذهبوا إلى مكان كمعرض الكتاب لوحدهم «تلعوزوا»!.