قالت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس (الخميس) إنها لا تصدق القول بأن الغارة الأميركية على مستشفى تابع لها في أفغانستان الشهر الماضي جاءت من طريق الخطأ، مشيرة إلى أن تقارير حصلت عليها افادت بأن تفيد الغارة استهدفت أشخاصاً كانوا يحاولون الهرب من المبنى المستشفى. وصرح المدير العام لـ «أطباء بلا حدود» كريستوفر ستوكس للصحافيين بان المنظمة تنتظر تفسيراً من الجيش الأميركي حول الحادث، مشيراً أثناء تقديمه تقريراً داخلياً أعدته المنظمة عن الحادث إلى أن "كل المعلومات المتاحة حتى الآن تظهر ان (مسألة) ارتكاب الخطأ يصعب فهمها وتصديقها في هذه المرحلة". وجاء في التقرير أن عدداً كبيراً من طاقم المستشفى قالوا إنهم "شاهدوا أشخاصاً يتعرضون لإطلاق نار على الأرجح من الطائرة" أثناء محاولتهم الفرار من المبنى الرئيس بالمستشفى. وتابع ستوكس أنه "انطلاقا مما نراه الآن، فان هذا العمل غير شرعي، وفقاً لقوانين الحرب، ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة لا نملك إجابات عليها بينها من اتخذ القرار النهائي؟ ومن اعطى تعليمات باستهداف المستشفى؟". وأشار عدد من المسؤولين الأفغان إلى أن عدداً من مقاتلي "طالبان" كانوا يستخدمون المستشفى قاعدة لهم، في وقت نفت المنظمة ذلك، مشددة على أن المنشأة كانت تحت إدارتها طوال الوقت ولم يكن هناك أي مقاتلين مسلحين داخلها قبل الهجوم أو خلاله. وكان المستشفى يعالج مقاتلين جرحى من الطرفين فضلاً عن المدنيين، لكن المنظمة تشدد على التزامها بسياسة حياد صارمة، فيما أشار ستوكس إلى أن "علاج المقاتلين الجرحى ليس جريمة". ولفتت المنظمة إلى أن "موقع المستشفى كان معروفاً بوضوح لدى القوات الأفغانية وطالبان وكان يمكن التعرف عليه بسهولة كونه مستشفى". وقال ستوكس إن مبنى المستشفى "كان في تلك الليلة أحد المباني القليلة المزودة بالكهرباء وكان مضاء بالكامل". وقتل 30 شخصاً على الأقل عندما ضربت الغارة مستشفى تابعاً للمنظمة في قندوز بشمال أفغانستان، عندما كانت القوات الأفغانية تخوض قتالاً لاستعادة المدينة من قوات حركة "طالبان" التي كانت احتلتها قبل أيام. وقالت الولايات المتحدة إن المستشفى قصف من طريق الخطأ، في وقت تجري كل من واشنطن و"حلف شمال الأطلسي" (ناتو) تحقيقاً منفصلاً غير أن ملابسات الحادث الذي يعتبر بين الأسوأ من نوعه خلال الصراع المستمر منذ 14 عاماً لا تزال غير واضحة. وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر في الشهر الماضي، أنه كان من المتوقع صدور التقرير الذي يعده حلف شمال الأطلسي عن الحادث في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنه تأخر مع استمرار التحقيقات.