×
محافظة الجوف

أمير الجوف يبدأ جولة على المحافظات ويلتقي بالمواطنين غدًا

صورة الخبر

خلال أسبوع واحد أطلق وزير البترول والثروة المعدنية تصريحين متناقضين، ولا تعلم هل كان معاليه في عجلة من أمره أم أن الوقائع والمعطيات تغيرت خلال هذا الأسبوع، أعلن في الأول أننا ندرس رفع أسعار الطاقة (الرياض، 28 أكتوبر الفائت) وفي الثاني قال إننا لسنا بحاجة ماسة لفعل ذلك (ذات الصحيفة، 4 نوفمبر الجاري) وتتالت خلال الأسبوع الماضي إفادات الأساتذة الخبراء والمستشارين المؤيدة للرفع، وأتوقع أن تنهال هذا الأسبوع أيضا مقولات معاكسة مؤيدة للتأني، ربما تكون ظاهرة صحية ذلك أنهم جميعا يساهمون في شرح كل تصريح على حدة، سواء مع هذا الوزير أو ذاك، لنفهم نحن المراد لا ما نريد. أعتذر أنا أيضا لتكرار الكتابة، خلال أسبوع تقريبا، عن ذات الموضوع دعم الطاقة، وكان خلاصة رأيي المتواضع أننا ما زلنا بعيدين عن وقت رفع الدعم عن الطاقة، وأن دون ذلك خطوات كثيرة حري بنا اتخاذها قبل اتخاذ هذا القرار، عددت بعضها في مقال (نصيحة ملغمة، 26 أكتوبر الماضي) أي قبل التصريح الأول للوزير بيومين مما كسا المقال بعدم مصداقية كبيرة. فوجئت بداية بالتصريح الأول للوزير، فعدا أنه بدا متسرعا، كنت أظن أن رفع أو عدم رفع الدعم عن الطاقة قرار مالي اقتصادي بحت، وأنه أقرب لوزارة المالية أو الاقتصاد والتخطيط بحكم أنه قرار سيخطط لتنفيذه وإن بجدولة التنفيذ أو تدريجه، لأنه ليس من القرارات التي يمكن تنفيذها غدا. صحيح أن معاليه قال إن الموضوع قيد الدراسة، لكن من الأولى بدراسته؟ وزارة تنتج البترول وتبيعه، أم وزارة تتسلم الريع وتوزعه، أم وزارة تخطط لاقتصاد البلد وتنوعه؟، لا أقصد هنا تضارب الصلاحيات ولكن تضارب التخصصات. بعيدا عن هذا التضارب، في التصريح الأول تجاوز الوزير فكرة الدراسة وقال سيتم السماح لأسعار الطاقة مثل البنزين وغيره بالارتفاع تأثرا بأسعار النفط العالمية، مما يشي بأننا لسنا إزاء دراسة إنما قرار، أو ربما أن الدراسة قد انتهت إلى ذلك القرار، إلا أن الوزير لم يخبرنا كيف ومتى. في التصريح الثاني يتراجع الوزير عما سبق، وآمل أن السبب مراعاة تأثير ذلك على جيوب المواطنين، وكما استطرد في تصريحه الثاني، لدينا ثروات معدنية أخرى يمكنها المساهمة في تنويع القاعدة الاقتصادية، السؤال الناشب: لم تأخر هذا القرار طويلا، هي وزارة للنفط والمعادن، فكيف استمر النفط يشكل 90% من وارداتنا على مدار عقود، ولم تدنت نسبة مساهمة المعادن وهي كثيرة، والحمد لله، لكنها غير مستغلة، سؤال أخير، إذا أذن معاليه، لماذا لا نفكر في التنويع إلا وقت الأزمات؟.