على رغم أن كمية الأمطار التي هطلت على مدينة حفر الباطن الثلثاء الماضي، لم تتجاوز 63 ملم، إلا أن السيول أغرقت جميع أحياء المدينة، والتي شهدت تجمعات مياه. فيما أخفقت قنوات التصريف المكشوفة والمغطاة التي استحدثتها البلدية ومشاريع درء أخطار السيول في تصريف المياه عن المدينة المحاصرة بالأودية، وهو ما أدى إلى غرقها، ووفاة طفل (12 سنة) غرق في مستنقع بالقرب من عمارة قيد الإنشاء، وكذلك مقيم باكستاني تعرض إلى صعق كهربائي. فيما تسلم الدفاع المدني 400 بلاغ، وتم إيواء 36 شخصاً، وإنقاذ 56 شخصاً من مركبات غرقت، وتضرر 27 منزلاً و17 سيارة. وتداعت قيادات بلدية حفر الباطن إلى اجتماع «طارئ» أمس، ترأسه رئيسها نايف بن سعيدان، وحضره مشرفون على فرق الطوارئ والنظافة، ومقاولي البلدية، لتقويم عمل فرق الطوارئ في البلدية أثناء هطول الأمطار. وعلمت «الحياة» أن الاجتماع كان «عاصفاً»، وجهت فيه انتقادات «حادة» إلى الفرق على أدائها خلال فترة هطول الأمطار وما بعدها، و«القصور» في معالجة تداعيات الأمطار. وأوضحت بلدية حفر الباطن في بيان صحافي وزعته أمانة المنطقة الشرقية أمس، أن «الاجتماع عقد لتقويم الأعمال ووضع خطط إضافية للخطة السابقة المعمول بها، وعلى وجه السرعة؛ لسحب المياه المتبقية في شوارع وطرق بعض أحياء المدينة، وكذلك نظافة مخلفات السيول من الأتربة والعوالق الأخرى الموجودة في قنوات التصريف المكشوفة والمغطاة، وكذلك الشوارع والطرق». ولجأت «البلدية» إلى إعادة تقسيم المدينة إلى مربعات، للتعامل مع كل مربع على حدة. وأوضح ابن سعيدان في تصريح صحافي: «إنه تمت إعادة تقسيم حفر الباطن إلى 6 مربعات بخلاف الطرق الرئيسة، بحيث يغطي المربع الأول، الذي يقع شمال طريق الملك خالد، وشرق طريق الملك عبدالعزيز، أحياء: أبو موسى الأشعري، والباطن، والفيحاء، والروضة. أما المربع الثاني فيقع شمال طريق الملك خالد، وغرب طريق الملك عبدالعزيز، يشمل أحياء: العزيزية، والتلال، والنهضة». ويقع المربع الثالث جنوب طريق الملك خالد، وشرق طريق الملك عبدالعزيز، وشمال طريق الملك عبدالله. ويشمل أحياء: البلدية، وفليج، والصناعية، والخليج، والربيع. ويشمل المربع الرابع، الواقع جنوب طريق الملك خالد، وغرب طريق الملك عبدالعزيز، وشمال طريق الملك عبدالله، أحياء: الخالدية، والربوة، والنزهة. أما الخامس، ويقع جنوب طريق الملك عبدالله، وشرق طريق الملك عبدالعزيز، وشمال طريق الملك فهد، فيشمل أحياء: المصيف، والواحة، والمروج، والمحمدية، والصفا، إضافة لطريق الملك فيصل. ويقع المربع السادس جنوب طريق الملك عبدالله، وغرب جزء من طريق الملك عبدالعزيز، وجنوب جزء من طريق الملك فهد، ويشمل أحياء: الفيصلية، والسليمانية، والرابية، والنايفية، والريان، والوادي، والنخيل، والرائد، والإسكان، والمنار، وقرطبة، والورود. والشفاء، والجامعة، واليرموك. إضافة إلى طرق: الملك عبدالعزيز، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله. وأكد رئيس بلدية حفر الباطن أنه يتم «تقويم الوضع على الطبيعة لجميع أحياء المدينة أثناء هطول الأمطار، وجريان السيول، وبعد توقف هطول الأمطار والمساندة الفورية، من خلال تزويد جميع مشرفي الفرق بما يحتاجون إليه من معدات وآليات ومضخات بحسب تقويمه لخطورة الوضع في كل مربع؛ لتنظيف قنوات التصريف المكشوفة والمغلقة وتصريف مياه الأمطار، وكذلك نظافة الطرق من مخلفات السيول من الأتربة وغيرها، وسحب أي مياه راكدة في المربعات. وكذلك تنفيذ أعمال لنظافة القنوات المكشوفة والمغلقة وبصفة مستمرة لتصريف مياه الأمطار، ومن ثم كنس بقايا الغبار والأتربة الموجودة على الطرق والشوارع في جميع أحياء ومربعات المدينة». ولفت ابن سعيدان أنه تمت الاستعانة بآليات ومعدات الدفاع المدني، وفرع وزارة المياه، وشركة الكهرباء السعودية، والشركات الخدمية الأخرى التي تعمل في حفر الباطن، وجهات حكومية أخرى، في حال الطوارئ، إذا تطلب الأمر ذلك. وقال: «تم التأكيد على الجميع بالاستعداد التام قبل هطول الأمطار وأثناءها، وبعد توقفها، والقيام بجميع ما يلزم من أعمال لسرعة تصريف مياه الامطار ونظافة الطرق والشوارع. وأبدوا الاستعداد الكامل». وذكر أن «البلدية» جهزت 15 فرقة طوارئ، مُدعمة بـ٥٨ معدة. «المحافظة» تستعيد لقب «عاصمة الربيع» بعد أمطار «الوسم» < ما إن تنتهي ساعات العمل الرسمية حتى تخرج معظم العوائل في حفر الباطن، في نزهات برية للاستمتاع بالأجواء الربيعية، ورؤية تجمعات المياه في البراري في أجواء افتقدتها المحافظة كثيراً. فالمحافظة التي كان يطلق عليها سابقاً «عاصمة الربيع»، واعتبرت أراضيها «قبلة عشاق المخيمات» في الخليج العربي قاطبة، خسرت هذا اللقب في الأعوام القليلة الماضية. بيد أنه يتوقع أن تكتسي أراضيها بحلة خضراء هذا العام، ولا سيما أن الأمطار التي هطلت كانت في «نوء الوسم»، الذي يرتبط هطول المطر فيه، عند خبراء الطقس، بانتشار الربيع لتكون مقصداً لعشاق التخييم والبراري. وأوضح الخبير في تنبؤات الطقس نواف العنزي أن الأمطار تعتبر الحال الثانية التي «ما زالت تؤثر بشكل خفيف إلى متوسط منذ دخول الوسم»، مشيراً إلى ترقب حال أخرى مقبلة، «قد تكون أفضل، والمبشرات موجودة في شمال وشمال شرق المملكة والكويت»، مؤكداً أن حفر الباطن ومناطق منابت الأعشاب البرية، «تحتاج إلى كمية عالية من الأمطار، إذ إن السنة الماضية كانت جافة وغبارية، فإذا ثبتت التنبؤات بأمطار غزيرة، وتحديداً على حفر الباطن وضواحيها، فسنرى بداية العشب «الباذر» بعد شهرين أو أقل». وتنتشر العائلات في المناطق الصحراوية غرب حفر الباطن وشرقها وجنوبها، بحثاً عن «مناقع الماء» و«الخباري». فيما تنشط تجارة لوازم الرحلات البرية، إذ يلحظ الزائر في محطات الوقود انتشار مستلزمات الرحلات، من حطب وفرش ومستلزمات الطبخ وإعداد الشاي والقهوة. وتنشط الرحلات البرية والتخييم، فتختار العوائل اللجوء إلى المخيمات المنصوبة الجاهزة في المناطق القريبة. وقال عبدالله المنيع (صاحب محال بيع لوازم الرحلات): «إن بيع مستلزمات الرحلات يعتبر نشاطاً مهماً في حفر الباطن، وتصل مبيعاته السنوية إلى نحو ثلاثة ملايين ريال»، مضيفاً: «إن هواة الرحلات أصبحوا أكثر احترافية من السابق، إذ يتم تجهيز المخيمات والسيارات بالحاجات للمتنزه، وأصبحت هناك سيارات مجهزة تجهيزاً كاملاً للرحلة، إضافة إلى مخيمات فاخرة تحوي قنوات فضائية وسخانات مياه». وعن أهم حاجات المتنزهين، أوضح المنيع أن «المتنزهين يحرصون على «العزبة»، وهي عبارة عن حقائب مختلفة الأحجام، تحوي أدوات تحضير القهوة والشاي بشكل مرتب ومنظم، تراوح أسعارها بين 300 وثمانية آلاف ريال، إضافة إلى حرصهم على الخيام الصغيرة الخاصة بالنوم والفرش الجاهزة». وفيما يخص أهم المستلزمات الحديثة، التي كثيراً ما يتم الحرص عليها، قال: «إن كشاف العقارب يحرص عليه كثيرون، لحمايتهم من اللدغات، إضافة إلى مولدات الطاقة مختلفة الأحجام، والمولدات عبر شرائح الطاقة الشمسية، التي أصبحت مطلوبة من كثيرين. وتأتي أجهزة تحديد المواقع والتراسل اللاسلكي، وأجهزة الجوال عبر الأقمار الاصطناعية مطلباً مهماً لهواة الرحلات، وخصوصاً الذين يذهبون إلى أماكن بعيدة وتستغرق رحلاتهم فترات طويلة