قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون إن بلاده ستستأنف الرحلات من منتجع شرم الشيخ في مصر اليوم الجمعة بعد الاتفاق على إجراءات أمنية إضافية مع القاهرة. وعلقت بريطانيا رحلاتها الجوية بعد حادث تحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء. واستقبل كاميرون أمس الخميس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبحثا الموضوع. وقال مكتب كاميرون في بيان «بعد إجراء المزيد من المناقشات مع شركات الطيران والمصريين اتفقنا على مجموعة من إجراءات الأمن الإضافية التي ستتخذ سريعا.»وأضاف «ومن ثم قررت الحكومة بالتشاور مع شركات الطيران استئناف الرحلات من شرم الشيخ إلى بريطانيا غدا.» من جانبه نفى وزير الطيران المدني المصري حسام كمال، ما يتردد عن تفخيخ الطائرة الروسية المنكوبة، موضحا أن جميع مطارات بلاده تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة، وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدني المصري، وهيئات التفتيش الدولية. وشدد الوزير المصري، في تصريحات صحفية له أمس الخميس، على أن سلطات بلاده تتعاون مع مفتشي هيئة الطيران الأمريكية «FAA»، ومع الجانب البريطاني، في تطبيق أي إجراءات إضافية مطلوبة. وبخصوص ما تداوله البعض عن فرضية إسقاط الطائرة الروسية، عن طريق تفخيخها داخليا، قال وزير الطيران المصري: «إن لجنة التحقيق لم يظهر لديها حتى الآن أية شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية». واعتبر الكرملين الخميس كذلك أن السيناريوهات المختلفة بخصوص تحطم طائرة ايرباص الروسية السبت في سيناء ليست إلا «تكهنات». وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي أن «جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغي أن تصدر عن المحققين، ولم يردنا أي إعلان من المحققين حتى الساعة»، مضيفا إن «جميع التفسيرات الأخرى ليست إلا تكهنات». وكان وزير الخارجية البريطاني صرح بأن هناك «احتمالا كبيرا» بأن يكون تنظيم داعش هو من أسقط الطائرة الروسية في سيناء.. وقال في تصريحاته لـ»سكاي نيوز» حول كيفية الوصول إلى هذا الاستنتاج إن التنظيم أعلن مسؤوليته فور وقوع الحادث، كما أن مراجعة الصورة الكاملة للمعلومات الاستخباراتية المتوفرة تعزز ذلك». وقال «هناك احتمال كبير، ولكن لا يمكن أن أقول إنه قوي». من جهة اخرى نفى رئيس الوزراء البريطانى أن تكون بريطانيا وراء ظهور تنظيم «داعش» وقال فى المؤتمر الصحفى، أمس، مع الرئيس المصري الذي يزور لندن، ردًا على سؤال عن أن الكثيرين فى الشرق الأوسط يرون أن بريطانيا كانت وراء إنشاء تنظيم «داعش» الإرهابى، بسبب التدخل العسكرى فى العراق وليبيا «ألا تعتقدون أن عليكم مراجعة سياساتكم تجاه المتطرفين دون أى استثناءات» وأضاف «كاميرون» ستجد كثيرًا من يقول إن التطرف الإسلامى جاء نتيجة للإجراءات التى تمت فى العراق وليبيا، ولكن الحقيقة أن المشكلة أمام من يقولون ذلك أن أكبر تطرف وحادث إرهابى فى التاريخ كان فى تفجير برجي نيويورك وكان ذلك قبل الإجراءات التى تمت فى العراق وما حدث فى ليبيا، لافتًا أن المشكلة أن هناك تطرفًا متأسلمًا متناميًا وهذه ليست معركة بين ثقافتين مختلفتين وإنما هى معركة داخل الإسلام نفسه لأن الإسلام هو دين السلام والذى يدين به ملايين الناس، ولكن هناك أقلية تحاول أن تستأثر بهذه القيم السامية وتسممها وترسل بها إلى الأفكار المتطرفة والمتشددة وتبرر بها القتل والتدمير والتخريب سواء فى دول المنطقة أو دول العالم وهذا ما يفعله تنظيم داعش فى سوريا والعراق وباقى التنظيمات الإرهابية فى الدول الأخرى،مشيرًا إلى أن هناك فكرًا إرهابيًا متطرفًا لابد من مجابهته والوقوف أمامه. من جانبه شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على حاجة العالم أكثر من أى وقت مضى لتحالف الشعوب والحضارات لمواجهة خطاب التشدد والتطرف والكراهية ونبذ الآخر، والتى تمثل جميعها بيئة خصبة لانتشار الإرهاب وما يمثل من تهديد للأسس والقيم المجتمعية.