×
محافظة المنطقة الشرقية

“نادي قلوة” يعلن انطلاق تدريبات الفريق الأول والأولمبي لكرة القدم على ملعب النادي

صورة الخبر

سألني صديقي هل تقرأ للقراءة أم للاستفادة؟ سؤال مهم عندما نتعمق في مدلولاته، فنحن نقرأ بحكم العادة أو البحث عن معلومة أو لتحقيق غرض ديني أو دنيوي. لكن ماذا يبقى من قراءتنا مترسخا في سلوكنا ونظرتنا للعالم وتعاملنا مع المتغيرات. أجزم أن أول ما يتبادر للذهن أن كثيرين يقرأون لتحقيق فائدة، هذا بعيدا عن العوارض اليومية التي تحاصرنا بها وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات قد لا تكون ذات قيمة، وكثير منها كذلك. إلا أن السؤال الأهم هل نحقق الفوائد التي نبحث عنها من القراءة؟. نحن نقرأ القرآن يوميا سواء من المصحف بأنواعه أو من الذاكرة، فهل نتأثر بما نقرأ، أو نغير شيئا بعد أن نغلق الكتاب ونتوقف عن القراءة. الأغلبية سيجيبون بالنفي، لكننا لا نفقد الأمل بل نستمر في القراءة لعل الله ينفعنا بما نقرأ. ينطبق الأمر على ما نقرأ في كتاب أو موقع أو وسيلة إعلامية. نحن نقرأ، ومنا من لا يستطيع أن يمضي يومه دون أن يقرأ شيئا جديدا. كل هذه القراءات في الرأي السائد لا تنفع، فهي إذا مضيعة للوقت. قبل أن أجيب صديقي تذكرت أن مخ الإنسان يستطيع الاحتفاظ بتريليونات المعلومات في وعاء، قد لا تكون جاهزة للاسترجاع إلا باستفزاز معين، لكنها موجودة. لذلك أجبت بأنه لا يمكن أن يقرأ أي شخص دون أن يبقى في مواقع الذاكرة شيء مما قرأ. الكم والنوع يعتمدان على مدى الاهتمام والبيئة المصاحبة لعملية القراءة نفسها. كون الشخص مهتما أو متخصصا في الموضوع الذي يقرأ فيه، يسمح له بأن يتعرف على مواقع الأهمية ويراكم المعلومات الجديدة مع ما سبقها فتتعاظم الفائدة من القراءة. كما أن الهدوء والإضاءة والمكان والزمان عناصر مهمة في تعظيم كم المعلومات التي ستأخذ مكانها في الذاكرة المباشرة أو غير المباشرة. أما القراءة في حال مختلفة، فهي بحاجة إلى عنصر ثالث مهم هو الرغبة في المعرفة، وهو ما يرسخ كثيرا من القراءات التي تنتج عن دافع ذاتي أو مجتمعي. بقي أن أذكر أن كل ما نتعامل معه من العلوم والدراسات والفوائد المقروءة لا قيمة لها إن لم تخلف أثرا حميدا على سلوك وأسلوب تفاعل القارئ وردود أفعاله.