محمد عبدالسميع (الشارقة) ضمن فعاليات المقهى الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 34 أقيمت أمسية قراءة في كتاب «قبس من توجيهات حاكم الشارقة في الثقافة وتنمية المجتمع»، أدارها أحمد مغربي، وتحدث فيها الباحث الدكتور بهجت الحديثي مؤلف الكتاب، قائلاً: «أستطيع أن أقول إن كتابي هذا تفرد بمنهجية لم أسبق إليها، ذلك أني أعتمد في الاعتبار الأول على البث المباشر، وكنت أتابع الخط المباشر وأسمع توجيهات سموه في العلم والثقافة وتنمية المجتمع وأدون ما أسمع، لأني أعتقد أن كل علم ليس في القرطاس ضاع». وأضاف: «سمعت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، من على منبر جامعة الشارقة، وقد سئل عن قدوته في الحياة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «(علي بن أبي طالب) لا لشجاعته ولا لعمق إيمانه؛ ولكن لأنه مثقف». أول ما تسلم مقاليد الحكم في عام 1972 اعتمد مشروعه الثقافي من أجل بناء الإنسان بناءً روحياً وفكرياً، وقال قولته المشهورة: «كفانا من ثورة الكونكريت لنتحول إلى بناء الإنسان»، وظل يحث الخطى ويوجه ويحث على الاهتمام بالثقافة وبالكتاب، فكان له ما أراد، ومن جهوده في هذا الميدان، إنشاء وتأسيس العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية والأدبية والفنية والتراثية. ومسارح وبيت للشعر ومركز للخط وبينالي الشارقة للفنون، ومعرض الكتاب، حتى أصبحت الشارقة محط أنظار العالم أجمع. وقد وجه سموه نصيحة غاية في الأهمية إلى الكتّاب جاء فيها: «على الكاتب المثقف المتزود بالعلم والمعرفة، والذي يملك العقل الذي يكشف أكثر الأكاذيب، وفرق بين الكاتب الملتزم، والكاتب غير الملتزم»، واستشهد سموه بوصية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وتابع الحديثي: «وأصدر سموه توجيهاً يقضي بتأسيس (دار الفكر) في المنطقة التراثية، يكون قصراً للمبدعين المحليين والعرب والأجانب ممن تستضيفهم الشارقة. وتوفر لهم سبل الراحة والأجواء كافة التي تتلاءم مع طقوس العطاء الإبداعي في مجالات الكتابة كافة: قصة قصيرة، رواية، شعر، مسرح». وأعلن سموه في ندوة تاريخ العلوم العربية في جامعة الشارقة في 21 أكتوبر 2014م عن مشروع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك. ويقول مخاطباً الشباب: «وأعربت عن أملي في أن يتجاوب شباب المنطقة مع طموحاتي نحو خلق قاعدة ثقافية تشمل الآداب والفنون وعدم التمادي في مجال البحث عن الأرباح والثروة، متجاهلين أهمية الثقافة، وأنه لابد من السمو بالروح وبنائها بالثقافة والفنون». وقال: «تميز صاحب السمو بالروح الوطنية والقومية العالية، وتاريخه ومواقفه تشهد على ذلك». وتنفيذاً لتوجيهات سموه، أعلنت اللجنة العليا لملف ترشيح منطقة قلب الشارقة ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)». وختم: «لقد أصبحت الشارقة بفضل الله، ومن ثم بفضل جهود سموه، مثالًا يحتذى في الجمع بين الماضي التليد وأصالته وشموخه وحاضره بثوبه الزاهي المعاصر الجديد، فالمتاحف والآثار والأسواق والصروح الثقافية في تناغم ساحر بين التراث الحضاري والإسلامي والإبداع الأدبي وأثرهما في ترسيخ الهوية الثقافية العربية، والانطلاق بها إلى فضاءات الإبداع الأدبي ومواكبة التطور العلمي والثقافي والحضاري المعاصر».