هوس التميز لا ينتهي عند شريحة الفتيات، يتجلى ذلك في اهتمامهن بالإكسسوارات الجمالية، التي تعتبر من أهم المكملات لأناقة المرأة، فمن اللبس، واقتناء الماركات العالمية، إلى الصبغات المختلفة لتلوين الشعر، مرورا بالعدسات اللاصقة، إلى أن حط ذلك الهوس رحاله على الأجهزة الإلكترونية النقالة والحواسيب، حيث استغلت بعض الشركات ذلك الهوس، وأنتجت مئات الأصناف من إكسسوارات الجوال، فمن أجهزة مرصعة بالكريستال إلى أخرى مغلفة وملونة بالألوان الزاهية. تقول بدور العنزي (طالبة في المرحلة الثانوية): أعمد دائما إلى تخصيص جزء من مصروفي لتغيير غطاء الجوال من شهر لآخر حسب الموضة، ووفقا لما يطرح تباعا في الأسواق، وأحبذ دائما الزينة المرصعة بالكريستال، نظرا لقوتها وجاذبيتها، خاصة إذا ما كانت ملونة ومحدودة في الأسواق، حتى أكون متميزة عن غيري من الفتيات. وتقول آمنة (ممرضة): أتابع دائما كل ما يتعلق بزينة الجوال والحواسيب، وفيما يتعلق بالزينة أفضل الأغطية ذات الألوان الفاتحة، والإكسسوارات المرصعة ببعض الأحجار، وأناقتي لا تكتمل إلا إذا كان جهازي الجوال مواكبا للموضة تماما، كما أحرص على اقتناء كل جديد سواء من الملابس أو الحقائب مشيرة إلى أن الفتاة لا بد أن تحرص على أناقتها وتميز الأجهزة الخاصة بها، خاصة في الأماكن التي تجتمع فيها الفتيات، سواء في المناسبات العائلية، أو الأفراح. أما ليالي العبدلي فتؤكد أن الأمر لا يشكل لها أي أهمية، معتبرة أن جهاز الجوال وسيلة اتصال لا بد منها، ومن غير المعقول أن تسرف الفتاة في شراء الإكسسوارات غالية الثمن لمجرد البهرجة. تقول جهازي الجوال ماهو إلا وسيلة من وسائل الاتصال، وأنا لا أحرص على شراء الإكسسوارات غالية الثمن لمجرد التقليد الأعمى، فالقناعة كنز لا يفنى. وترى أن تلك المكملات لا تضفي رونقا على الشخص، وأن الإنسان هو الذي يفرض قيمته على الآخرين، مشيرة إلى أنها نادرا ما تستخدم الهواتف الذكية، وهذا ما يثير استغراب بعض صديقاتها، مؤكدة أن جميع اهتماماتها منصبة على دراستها الجامعية. في المقابل أكد أبو هاشم (صاحب أحد المحلات لبيع الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الذكية والإكسسوارات) أن أكثر المرتادين لشراء الإكسسوارات من فئة الفتيات، وغالبا ما يقمن بشراء الإكسسوارات للهواتف النقالة، وأجهزة الكمبيوتر، ولا يبالين بالثمن المرتفع لتلك الإكسسوارات. وعن أسعار الإكسسوارات يقول: الثمن يكون حسب السلعة المقدمة للزبون، وتتراوح الأسعار ما بين العشرة ريالات والمئة ريال، مضيفا أن الإكسسوارات المصنوعة من الكريستال تشهد إقبالا ملحوظا، من قبل الفتيات، بينما الشباب يفضلون الرسومات الكرتونية أو صور المشاهير من أبطال المصارعة، أو بعضا من الملصقات الخاصة بالحشرات كالعقارب والعناكب. أم خلف سبعينية تنتقد بنات الجيل الجديد لهوسهن بشراء مثل تلك الأشياء التي لا تضيف شيئا للمرأة، حيث تقول: في زماننا لم يكن الهم الوحيد لنا سوى كيفية قضاء المهام المنوطة بنا، أما الآن فالهاجس الوحيد لدى غالبية الفتيات هو التقليد الأعمى دونما أية فائدة. وتضيف: أكاد أجزم أن غالبية هذا الجيل لا يجيد سوى متابعة الموضات، والجري خلفها، حتى لو كانت غير مناسبة، وتتساءل قائلة الهواتف النقالة ما هي إلا وسيلة للاتصال، فلماذا كل هذه البهرجة الزائفة التي لا أجد فيها أي تميز يذكر؟. من جانبها أكدت أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي: أن ذلك الهوس ما هو إلا نتيجة للتقليد، خاصة من قبل شريحة المراهقين، مضيفة أن الفتيات بطبيعتهن يبحثن عن كل ما هو جديد بالنسبة للزينة والمكملات الجمالية والإكسسوارات. وتشير إلى أن بعض الفتيات يرهقن ذويهن ببعض التكاليف الإضافية المتعلقة بتلك المكملات، معتقدات أن ذلك سيضيف لهن شيئا جديدا، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا ضرر منه، وسرعان ما يزول بمجرد إشباع الرغبة واقتناء الشيء