×
محافظة مكة المكرمة

رئيس جمهورية القمر المتحدة يصل جدة

صورة الخبر

عنوان المقال يعني «هذا» وهو عكس «داك». هاتان الكلمتان لهما معان رائعة وبعض القصص المذهلة وإليكم أمثلة منها: يحسب معظم الناس أن أول البشر الذين زاروا القمر كانوا على مركبة «إيجل» الأمريكية في الرحلة التاريخية «أبولو 11» في 20 يوليو 1969 عندما هبط رائدا الفضاء «أرمسترونج» و «ألدرين» على سطح القمر. وهذه المعلومة غير صحيحة، فأول البشر الذين زاروا القمر كانوا على رحلة «أبولو 8» في عام 1968 بقيادة «بورمان» وطاقمه المكون من «لوفل» و «أندرز». وكانت منظومة رحلات «أبولو» الأمريكية تصبو إلى انزال البشر على القمر وعودتهم سالمين إلى الأرض. كل منها كانت تضيف إلى ما قبلها من إنجازات تقنية: بدأت رحلات برنامج «أبولو» المأهولة بالبشر برحلة أبولو 7 في أكتوبر 1968 وكانت لاختبار صواريخ الدفع العملاقة فدارت حول الأرض حاملة ثلاثة رواد فضاء. وأما الرحلة الأولى المأهولة بالبشر إلى القمر فكانت في 21 ديسمبر 1968 وكان الهدف منها هو الوصول إلى مدار القمر، والالتفاف حوله، ثم العودة إلى الأرض. وانطلقت الرحلة بنجاح باهر، وقطعت الرحلة إلى القمر البالغة حوالى ثلاثمائة وخمسة وثمانين ألف كيلو متر في ثلاثة أيام، ودارت 10 دورات استغرقت عشرين ساعة، ولكنها لم تهبط. وذهل رواد الفضاء عندما اكتشفوا أن أجمل ما في الرحلة كان صعود كوكب الأرض في الأفق. اكتشفوا أن الجمال الحقيقي هو في كوكبنا عندما شاهدوا بزوغ الأرض من القمر. اكتشفوا أن كوكبنا الأزرق الجميل يعكس نعم الحياة، والحيوية، والعطاء حتى من على بعد 385 ألف كيلو متر. وكإثبات على صحة كلامي فتم أخذ مجموعات كبيرة من الصور الفوتوغرافية لكوكب الأرض وإحداها أصبحت إحدى أشهر الصور الفوتوغرافية في التاريخ، واطلق عليها اسم «الكوكب الأزرق».. يعني طلعوا يستكشفوا القمر ووجدوا الجمال الحقيقي على الأرض التي تركوها. والقصة الثانية الجديرة بالذكر في هذا الشأن تعود بنا إلى أيام اكتشاف أمريكا الوسطى وبالذات المكسيك وبيرو من قبل المستكشفين من إسبانيا والبرتغال «الكونكيستادور» بدءا من القرن السادس عشر. كان لديهم جنون نهب لخيرات ذلك العالم الجديد. ومن أهم تلك الخيرات كانت الذهب الذي كان يعتقد بأنه يتوفر بكثرة في بعض المناطق. وحفروا ودمروا التربة في العديد من المناطق للتنقيب عنه، ولم يلحظوا أن الكنز الأكبر كان أقرب إليهم مما يتخيلون. وبالتحديد فكان التراب تحت أقدامهم هو الكنز الحقيقي. والسبب هو أنه كان يمثل أحد أفضل أنواع التربة في العالم نظرا لاحتوائها على العديد من العناصر المهمة للزراعة.. حفروا ودمروا بحثا عن الكنز، وكان الكنز الأكبر أمامهم وتحت أقدامهم يوميا. أمنيــــــة سبحان الله أن الكنوز الحقيقية في حياتنا أقرب إلينا مما نتخيل. لا نحتاج أن نصل إلى القمر لاكتشافها كما فعل رواد رحلة «أبولو 8»، ولا نحتاج أن ندمر البيئة تحت أقدامنا كما فعل غزاة إسبانيا والبرتغال في أمريكا الوسطى والجنوبية. أتمنى أن ندرك مقدار النعم الرائعة حولنا اليوم وكل يوم. ومهما بدت صغيرة فهي جميلة والله عز وجل يكرمنا بطرق لا نتخيلها وهو من وراء القصد.