في احتفالية ثقافية وإعلامية فريدة، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم الأربعاء الفائت 15 محرم 1437 هـ، كوكبة من كتاب، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وإعلاميي، ومثقفي المملكة، وقد أبدى حفظه الله خلال كلمته ثقته في تماسك المجتمع السعودي، مؤكداً على سير المملكة على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه الدولة، مشيراً إلى أنه يكفي العرب عزاً أن يكون القرآن نزل على نبي عربي بلغة عربية، موجهاً إلى أنه يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات على أهمية بلادهم، وما تنعم به من أمن واستقرار، وأن الحجاج والمعتمرين والزوار آمنون مطمئنون، بفضل الله ثم بتوحيد الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه، البلاد على الكتاب والسنة. وأكد حفظه الله على أن التليفون مفتوح، والأذن مفتوحة، والمجالس مفتوحة، وهي العلاقة المباشرة المفتوحة بين القائد المثقف، وأبنائه المثقفين والإعلاميين دون وسيط، كما أن مقولته حفظه الله، رحم الله من أهدى إلي عيوبي، تعكس قمة الشفافية بين القائد وشعبه، وهي تعبير عما يمتلكه حفظه الله من قلب مفتوح يسع الجميع. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله، يمتلك صفات ومقومات القائد منذ عرفناه حيث تخرج من مدرسة الملك عبدالعزيز القيادية، ولا أزال أتذكر ما قاله الملك فهد- يرحمه الله- في إحدى المناسبات من ثناء على الملك سلمان، عندما كان أميراً على الرياض، حيث قال: «الأمير سلمان حاكم الرياض»، وكم تعني هذه الكلمة الموجزة من معاني القيادة، والثقة في القائد. إن لقاء المثقفين والإعلاميين بقائد البلاد المثقف والواعي للدور الثقافي والإعلامي، يضع المثقف والإعلامي أمام مسؤولياتهم، لتبيان الدور العظيم للمملكة في شتى المجالات، ونقل الصورة التي تتمتع بها المملكة من أمن وأمان، وتقدم حضاري واقتصادي، وغير ذلك، بكافة الوسائل التي يمتلكونها. والعالم اليوم ليس قرية كبيرة كما كنا نعتقد سابقاً، بل أصبح منزلاً واحدا يضم مجموعة من الغرف، فالعالم الرقمي، ووسائل الاتصال الاجتماعي التي باتت في متناول الجميع هي المعركة القادمة التي يجب أن يخوضوها باقتدار، ومن هنا يتحتم على المؤسسات الإعلامية أن تكون لها استراتيجية اعلامية جديدة تواكب الإعلام الجديد، وأن يكون للمؤسسات الإعلامية الرسمية، وغير الرسمية أيضاً، من قنوات الإعلام المحسوبة على الإعلام السعودي، ميثاق شرف إعلامي يخدم أهداف السياسة الإعلامية السعودية، ومنها المسؤولية تجاه التربية الإعلامية للنشء، فهم أمام هجمة إعلامية معادية شرسة تدمر فكرهم، وتخرب عقولهم، وتنحرف بسلوكهم، إن التربية الإعلامية حصن لهم من كل فكر دخيل، وسلوك منحرف، كما أن تنمية الحس الإعلامي لدى الناشئة، والكبار أيضاً، يبصرهم بأن لا يكونوا هدفاً مباشراً، أو غير مباشر بتحقيق أهداف أعداء الوطن من حيث لا يعلمون. إن الملك سلمان يضع المثقفين والإعلاميين أمام مسؤولياتهم، وهو بذلك يرسم نهجاً جديداً في التعامل مع وسائل الإعلام، وفي الطرح الواعي الذي يخدم مصلحة الدين والوطن أولاً. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجعله نبراس هدى، على هدي الكتاب والسنة، ووفقه لكل خير وصلاح.