بعيداً عن المبالغة.. ولكن مَنْ ينظر إلى العالم العربي والدول النامية يجد المملكة من أكثر الدول استقراراً برغم ماضي قلة مواردها، وأيضاً ما حباها الله من ثروات بترولية وهي الثروة الجزيلة الطبيعية في هذا البلد.. لا أنهار ولا وفرة مياه، ولكن تبقى حقيقة وعي المواطن بقيمة الاستقرار ووعي القيادة بقيمة التنمية وصنع الثروة الإنسانية وتعزيز قدرات الفرد، حتى مؤخراً بدأنا نجد من شبابنا وشاباتنا من يعمل في كبرى شركات العالم بدعوة من هذه الشركات.. هذه هي الثروة التي تفتخر أي دولة بها وهي الفرد بعلمه وكفاءة قدراته في أسواق العمل.. من كان يصدق أن بيوت الطين ومراعي الإبل سوف تخرّج هذه الكفاءات لولا استثمار قيادة هذه البلاد في تعليم أبنائها.. إن أساس اقتصاد ونهضة أي دولة هو رصانة تعليمها ومستوى جامعاتها، لذلك نتمنى أن تنال الجامعات السعودية أعلى المراتب من حيث المستوى الأكاديمي والقيمة التعليمية.. إن مسيرة النهضة هي مجهود طويل نحو المعرفة والعمل.. كلما أتذكر في زمن مضى كيف كان يُعد مَنْ كان يقرأ بأن له في مجتمعه قيمة استثنائية، وكلما أرى كفاءة القدرات بين الأجيال الجديدة، أتساءل: ما هو الرابط؟ والجواب هو الجدية، فقد كان جيل الأجداد جاداً ومنضبطاً برغم قلة موارده، وكذلك الجيل الجديد، وهو ما يبشر بخير نحو هذه البلاد، فلم تكن جميع الدول البترولية تعيش بسخاء، باستثناء بعض الدول ومن ضمنها نحن، لأنه الإنسان وليس النفط فقط وهو ما فعلته قيادة هذه البلاد ومواطنوها.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net