حسمت «عاصفة الحزم» الكثير من القلق داخل بعض السعوديات المتزوجات من يمنيين، ولديهن أبناء منهن، خاصة في ظل الارتباط الأسري مع الأشقاء في اليمن، وبقاء نصف الأسرة هناك حيث الأحداث الساخنة. وفيما تعترف الكثير من السعوديات أنهن عشن شهورا طويلة عصيبة، في ظل تردي الأوضاع هناك، خاصة أن بعض أبنائهن كانوا يعيشون هناك، أكدن أن تدخل المملكة والتحالف بعاصفة الحزم، أعادت لهن الأنفاس المقطوعة، حيث احتضنت الكثير منهن أبناءهن، فيما المستقبل المشرق يلوح للأبناء بعد نهاية العاصفة بإذن الله، بعدما كان الغموض يكتنف الموقف، في الحال الذي يسير عليه اليمن. وأكدت بعضهن أن حسن الجوار هو الدافع الحقيقي لتدخل المملكة في اليمن، خاصة في ظل التصاهر بين الشعبين الشقيقين، وهو دور ريادي تقوم به المملكة في ظل حرصها على المواطن اليمني، فتسانده في كافة المواقف. تقول «هـ. مولد» سعودية متزوجة من يمني مقيم ومن مواليد المملكة: «ما بين الدولتين قرابة دم، وليست علاقات سياسية فحسب، وكوني سعودية متزوجة من يمني كان الوضع المتدهور لليمن خاصة بعدما طغى الحوثيون في البلاد، وتجبروا، يصيبني بالقلق على مستقبل أولادي، في حال قرروا الذهاب لليمن لزيارة أقاربهم على أقل تقدير، ناهيك عمن يرغب فيهم في الدراسة أو العيش هناك، وانتاب القلق كافة أفراد الأسرة، خاصة أن والدهم ولد وتربى في المملكة، ويحمل لها كل الوفاء والحب، ولكن بفضل من الله، جاءت عاصفة الحزم لتبدد كل ما في نفسي من قلق وخوف، وأيقنت أن اليمن في أيد أمينة بعد تدخل المملكة، وبأننا أمة واحدة وشعب واحد مصلحتنا واحدة، فكل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على القرار الشجاع بالعاصفة القوية التي ستدمر كل ظالم بإذن الله تعالى». ويتمنى زوجها فيصل عبدالرحمن محمد «يمني» أن يحفظ الله بلاد المسلمين من كل مكروه، مثمنا لخادم الحرمين خطوته الشجاعة بتلبية مطالب المسؤولين الشرعيين في اليمن حين هب لنجدتهم وتخليصهم من التوغل الحوثي الظالم، وكونه يمني يعيش في المملكة تعلم ونعم بخيراتها دون تفرقة بينه وأشقائه السعوديين، ويمارس حياته بكل عزة وكرامة، متمنيا من الله أن ينهي هذه العاصفة بنصر الحق ودحض الظلمة والظلم، ويديم على هذه البلد الأمن والاستقرار ويزيل هذه الغمة عن بلده اليمن. وتقول ابنتهما لجين: كنت أخشى أن ينعكس سوء الأوضاع على الأسرة، ولكن الحمد لله كانت «عاصفة الحزم» بردا وسلاما علينا جميعا، فأعادت الدفء في العلاقات، لتبرهن للعالم كله، أن المملكة لم ولن تخذل أشقائها الضعفاء في اليمن، وتعمل دائما على نجدتهم بحكمة بالغة، وأدعو أن يحفظ اليمن والسعودية من كل مكروه. ويؤكد عبدالله أحمد يمني مقيم ومتزوج من سعودية، أنه يحمل كل الولاء والحب والتضحية للمملكة ولولاة أمرها، وعلى ثقة تامة بأن خادم الحرمين الشريفين لن يترك إخوته وأبناءه وجيرانه اليمنيين في أيدي المجرمين، وأنه على استعداد لتقديم أبنائه فداء للسعودية، لأنها وطنه الثاني فبهذه البادرة أشعرنا الملك الحبيب بأننا شعب واحد (أسأل الله له ولنا النصر). وأما زوجته السعودية هنية قايد، فتشير إلى أنها تعيش مع زوجها منذ أكثر من 30 عاما، وأم لولدين وتقول: لم أشعر قط بفرق بين طباع البلدين، فالتشابه في المجتمع والتقارب بالزواج، جعل الشعب السعودي حتى غير المتزوجين أو المتزوجات من يمنيين ويمنيات، يعرفون معنى الجيران والأشقاء، فالتقارب كان واضحا بين الشعبين الشقيقين، وربما ذلك جعل التصاهر واضحا لكثير من القبائل، والكل كان يشعر بالقلق، وجاء قرار عاصفة الحزم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ليؤكد مجددا معنى الأخوة والجيران، والكل الآن يدعو الله أن يحفظ دماء حماة الوطن، ويعيدهم إلى أسرهم سالمين غانمين، ويعيد الأمن والأمان في اليمن، ليستعيد عافيته بعدما يتخلص من الحوثيين الذين أرادوا فرض الأمر الواقع على البلاد، بحكم الأقلية والسيطرة على الأغلبية.