أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن المواطنة الإيجابية تستدعي إعلاماً إيجابياً، يقف إلى جانب الوطن في جميع أحواله؛ متسلحاً بالمصداقية والشفافية العالية المسؤولة، مطالباً سموه كل فرد من أبناء الإمارات بأن يتحمل أمانته تجاه وطنه ومجتمعه؛ بما يبثه أو ينقله من مشاركات وأفكار عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة. وأعرب سموه عن فخره بقواتنا المسلحة التي تخوض حرباً ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وتتقدم بخطى ثابتة، في الدفاع عن استقرار المنطقة، وحق شعوبها في العيش الكريم، محافظة في الوقت نفسه، على مكتسبات الوطن الحضارية والمدنية، من انفتاح وحرية رأي وإعلام، كما أشاد سموه بالدور الإيجابي الذي لعبته وسائل الإعلام المحلية المختلفة التي غطت وقائع تشييع جثامين شهداء قواتنا المسلحة البواسل عبر نقلها وقائع تلك الحقيقة؛ التي ظهرت للعيان، حيث تحلى ذوو الشهداء بأعلى درجات الحس الوطني والانتماء، كما أظهر الجرحى والمصابون، أسمى آيات الشجاعة والولاء. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها سموه في منتدى الإعلام الإماراتي الثالث، والذي نظمه نادي دبي للصحافة، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وفيما يلي نصها: بداية، يسرني أن أرحب بضيوف هذا الملتقى الإعلامي الثالث، ضيوف هذه المدينة الإماراتية المتميزة (دبي)، التي تقع في قلب الحداثة، والتي عوّدتنا دائماً على كل ما هو مبتكر وعصري وجديد، في شتى المجالات، وكل ذلك بفضل الله تعالى، ثم قيادة الوطن الحكيمة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. إننا نشهد اليوم مرحلة إعلامية جديدة، بدأت تتوَضّح معالمها، حيث ترتبط التقنية بالعنصر البشري، لتوليد إعلام يتجاوز الأنماط التقليدية للإعلام، كونه راصداً للأحداث، إلى مشارك ولاعب رئيسي فيها. التقنية والعنصر البشري يعملان في عالم افتراضي، لكن من يملك عالم الخيال يملك عالم الواقع، ويستطيع السيطرة عليه، وهنا أتذكر مقولة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: إن تحقيق الازدهار، يتطلب تحرير الإعلام من القيود، لينطلق بحرية وإبداع، فلا قيمة للفكرة إن بقيت حبيسة الرأس، هذا من جهة، كما أنه ليس كل فكرة جديرة بالمشاركة من الجهة الأخرى. لقد أوجدت ثورة الاتصال، إعلاماً جديداً، أطلق عليه البعض الإعلام البديل، وأنا أميل إلى تسميته ب إعلام الجيل، وذلك لكون الناشطين فيه هم من جيل الشباب، والمستهدفون فيه أيضاً هم جيل الشباب، وخلال العقدين الماضيين ومع ثورة الاتصالات، لا يمكن إحصاء عدد المحطات والوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة، ولكن لنقارن ذلك بما يجري اليوم، سكان العالم أصبحوا قرابة ال 7 مليارات، أغلبهم لديه وسيلة تقنية ذكية يستطيع من خلالها ممارسة دور الإعلامي. إن المدرس يحمل أمانة، وكذلك المزارع والجندي والأب والأم.. ولكن الأمانة المشتركة بين الجميع اليوم هي ما ننقله ونبثه في عقول البشرية، أمّا السؤال الذي أود طرحه هنا، هو أين نحن كمجتمع دولي من هذا المشهد العام، وأين يقف إعلامنا الوطني؟ تخبرنا الأرقام، على سبيل المثال، أن عدد الذين تابعوا وشاركوا بعض ال هاشتاج أو الوسوم الإماراتية حول العالم، والمتعلقة بالأحداث الأخيرة التي تهم الوطن كهاشتاج استشهاد جنود الإمارات البواسل بلغ قرابة 400 مليون مشاركة، وهو رقم يفوق عدد المتابعين لبعض الفضائيات؛ والمؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم. اليوم نحن فخورون بمؤسساتنا الإعلامية، لقد استطاعت وسائل الإعلام المحلية، عند تغطيتها لوقائع تشييع شهداء قواتنا المسلحة البواسل، أن تنقل واقع تلك الحقيقة التي ظهرت للعيان، فقد تحلى ذوو الشهداء بأعلى درجات الحس الوطني والانتماء، كما أظهر الجرحى والمصابون، أسمى آيات الشجاعة والولاء. وكم كنت أتمنى أن يرى العالم أجمع هذا الجانب الوطني المشرِّف لشعب الإمارات عموماً، وأسر الشهداء خصوصاً، الإعلام لم يخيب ظني، إننا في الإمارات، أسرة واحدة متكاتفة وبيتنا متوحد، ونسعى دوماً إلى أن يكون إعلامنا المجتمعي كذلك، فالمواطنة الإيجابية تتطلب إعلاماً إيجابياً، إعلاماً صادقاً وشفافاً بإيجابية. هذا هو المشهد على المستوى المجتمعي، أما على الصعيد الحكومي، فقد تمكنت حكومة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من تغيير العُرف الإعلامي السائد حول دور الإعلام، من كونه إعلاماً موجهاً من طرف لآخر، إلى إعلام تفاعلي حر ومفتوح بين الشعب والقيادة، فالفرق كبير بين من يتحدث إلى الناس، ومن يتحدث مع الناس. إن قواتنا المسلحة تخوض حرباً ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وتتقدم بخطى ثابتة، في الدفاع عن استقرار المنطقة؛ وحق شعوبها في العيش الكريم، محافظة في الوقت نفسه، على مكتسبات الوطن الحضارية والمدنية، من انفتاح وحرية رأي وإعلام. اليوم، وكلٌ منا من موقعه، نسعى إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونسعى لمواكبة تلك الجهود التي يبذلها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعلى كل فرد منا، أن يتحمل مسؤوليته تجاه وطنه ومجتمعه، بما يبثه من مشاركات على الشبكة العنكبوتية، فالأعداء كثر لمن يتقن فن النجاح. إن فصل الربيع الذي بدأ منذ العام 1971 ومازال مستمراً عابراً نحو المستقبل بثقة وقوة بصيرة وحكمة قيادة الوطن، ربيع نحن نعرفه جيداً ويعرفه الآباء والأجداد، ولا يلتبس علينا مع باقي الفصول، فلا يمكن لعدو الله وعدو البشرية أن يخدعنا؛ ويقول لنا إن التدمير والتشريد والإرهاب الذي يمارسه هو ربيع بأي شكل كان، والشعوب العربية كلها تدرك هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلّا جاهل أو متخلف أو معاند. الجهود البطولية التي تبذلها قواتنا المسلحة الباسلة في اليمن إنما هي لنصرة الحق والشرعية الدولية، ونصرة الأهل والإخوة في اليمن الذي هو مهد العروبة وبيتها، ومن لا يحمي بيته لن يحمي شيئاً آخر. إن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يبهرنا كل يوم بمصطلح جديد، ليس بكونه شعاراً، بل عنوان لمنظومة عمل جديدة من أمثلة أسعد وطن، إسعاد البشرية، عونك، لن ننساك.. وغيرها. أخيراً وقبل أن أنهي كلمتي، اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن ثقتي التامة، وتفاؤلي الكبير، بأننا نسير في الطريق الصحيح، نحو عقود طويلة من التقدم والازدهار، بفضل قيادة لا تعرف إلّا النصر والفلاح، وأرض طيبة، الخير فيها أصيل والتقدم فيها سلاح، وجيش إماراتي قوي، إن كافح، تشرَّف به الكفاح. الجابر: المنتدى يعكس نضج القطاع الإعلامي أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة - رئيس المجلس الوطني للإعلام، أن دولة الإمارات قطعت أشواطاً كبيرة محققة التفوق في شتى القطاعات لتضع بصمتها بين الدول والأمم، ولنكون في المرتبة الأولى بين أسعد الشعوب، وأن ذلك ما كان ليتحقق لولا رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله وبفضل دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله ومتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال: أتقدم بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على تكريم سموه للمجلس الوطني للإعلام الذي يعد تكريماً للجهود الكبيرة التي بذلتها كافة المؤسسات الإعلامية في الدولة، لاسيما خلال استجابتها السريعة والإيجابية ودورها الفعال في تغطية جهود قواتنا المسلحة الشجاعة لاستعادة الشرعية في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث نجح إعلامنا في تعزيز روح التضامن الوطني والوقوف بقوة وشفافية مع أهالي الشهداء والجرحى والمجتمع ككل لحظة بلحظة. وأود أن أشكر المكتب الإعلامي لحكومة دبي ونادي دبي للصحافة وكل القائمين على تنظيم هذا الحدث وإخراجه بهذه الصورة المشرفة التي تقدم رسالة إكبار وإجلال لأرواح شهدائنا الأبرار، وتبعث لأفراد قواتنا المسلحة برسالة تقدير وعرفان لجهودهم وتضحياتهم وبأن الوطن كله معهم. وأضاف: من المهم جداً الاستفادة من الرسائل الاستراتيجية المهمة التي تضمنتها كلمة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، لاسيما بالنسبة لموضوع وسائل الإعلام الاجتماعي التي تلعب دوراً متنامياً في حياتنا اليومية كمصدر سريع للمعلومات. ولابد هنا من تعزيز دور الأهل والمجتمع في توعية جيل الشباب وتوصيتهم بالتزام الحرص وتحري الدقة والمصداقية في مصادر المعلومة. وتابع: يقدم منتدى الإعلام الإماراتي منصة عملية تتيح للمعنيين مناقشة المشهد الإعلامي وسبل تعزيز وتطوير الأداء. ولا يخفى على أحد أنه في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، فإن إعلامنا المحلي، خاصة الناطق باللغة الإنجليزية، مطالب ببذل جهد مضاعف لإيصال الوجه الحقيقي لديننا وثقافتنا وحضارتنا ونقل صورة صحيحة عن قيمنا وعاداتنا ومبادئنا.