داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم. ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار كبيرة وخطرة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية، ورغم ما تبذله الدول كافةً في محاربة هذا المرض والتصدي له، بدءًا بالحملات التوعوية، وانتهاءً بتخصيص يوم له . إلا أنه مازال ينتشر وبصورة كبيرة، حيث قفز عدد المصابين بمرض السكري إلى مستوى قياسي بلغ 382 مليون مصاب في عام 2013م، ووفقًا لآخر إحصائية سُجلت في عام 2014 كان معدل الانتشار العالمي للسكري يقدر بنحو 9% بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر. وفي عام 2012 كان السكري سببًا مباشرًا في وفاة نحو 1.5 شخص، وتُشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030. وبالنسبة لدول الخليج فإنّ نسبة إصابة سكانها بمرض السكري تعد من أعلى النسب في العالم، وذلك بسبب العادات الغذائية الخاطئة، حيث إنّ نسبة انتشار مرض السكر في دول مجلس التعاون الخليجي تتراوح بين 15 في المئة إلى 20 في المئة، وهي مرشحة للزيادة في السنوات المقبلة. فيما احتلت المملكة المركز الأول في نسبة المصابين بمرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وسجلت الأرقام إصابة 3.6 ملايين سعودي بالسكري، وبذلك تكون نسبة المصابين في المملكة قياسًا لبقية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 24%، كما احتلت المملكة المركز السابع عالميًّا بحسب إحصاءات رسمية، الأمر الذي حتم على المسؤولين دق ناقوس الخطر. وكانت نسبة الإصابة بالسكري ارتفعت بدءًا من الثمانينيات وحتى عام 2014 نتيجةً لتغير نمط المعيشة في السعودية وفي منطقة الخليج بشكل عام. وقد قامت وزارة الصحة السعودية بالكشف عن نتائج دراسة مسحية أجرتها بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن الأمريكية لتبين فيها أنّ معدل انتشار السكر بين مواطنيها يقدر بـ13.4%. كما أوضحت الدراسة أنّ عدد المصابين من الذكور يقدر بـ1.1 مليون شخص، منهم 546 ألفًا يتناولون علاجًا لداء السكر، و275 ألفًا لا يسيطرون على المرض. أما عدد الإناث المصابات بالمرض فقدرته الدراسة بـ775 ألفًا، منهنّ 356 ألفًا يسيطرن على المرض من خلال العلاج، مقابل 196 ألفًا لا يسيطرن عليه.