تولي الشارقة من خلال معرض الكتاب حيزاً كبيراً للنشر الأجنبي، وكانت بدايات الاهتمام بهذا الجانب قد ترسخت خلال دورة عام 2007، في الدورة السادسة والعشرين من المعرض حيث بذلت في ذلك العام جهود حثيثة من قبل اللجنة المنظمة للمعرض سواء عبر المشاركة في معارض الكتاب في الدول الغربية، ومنها فرانكفورت، ولندن، وإكسبو أمريكا، والهند، و التي نتج عنها لقاءات مسؤولي معرض الشارقة مع مديري المعارض وكبريات الدور والهيئات والاتحادات، التي تعنى بالنشر، وأثمرت عن تجاوب هؤلاء بالمشاركة الجادة في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو الذي بدأت نتائجه تتضح من خلال الدورة السابعة والعشرين في عام 2008، التي جمعت نحو 201 دار نشر أجنبية، منها 68 من كبريات دور النشر الهندية، إضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. كانت المملكة المتحدة على وجه الخصوص قد تصدرت قائمة أكثر العناوين المشاركة من خلال 11 ألفاً و370 عنواناً، تلتها ألمانيا بـ10 آلاف و163 عنواناً، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ7 آلاف و283 عنواناً، فالهند بـ5 آلاف و760 عنواناً، في حين شاركت الإمارات نفسها بـ7 آلاف و801 عنوان أجنبي من 33 وكالة توزيع ودار نشر ووكيل مبيعات. في ذلك الحين، أشاد المنسق العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب د. يوسف عيدابي بالتحفيز والدعم المادي والمعنوي، الذي يبذله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خلال تأكيد سموه على أهمية المشاركة الأجنبية، التي توفر التواصل المباشر بين الناشرين والوكلاء والقراء، وحرصه على أن تشارك عناوين الكتب الأجنبية في جوانبها الفكرية المختلفة في معرض الشارقة للكتاب، بما يعزز الفائدة الثقافية ويمنح القارىء العربي فرصة الاطلاع على أفق جديد ومتنوع من المعرفة. ففي عام 2010 وخلال فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من المعرض، تم لأول مرة الإعلان عن جوائز جديدة تفيد نافذة النشر الأجنبي ومنها: (جائزة أفضل كتاب أجنبي في الاقتصاد والتجارة)، و(جائزة أفضل كتاب أجنبي للطفل). وفي الدور التي تلتها في عام 2011، عقدت اجتماعات بين الناشرين العرب والأجانب للتفاوض في شراء وبيع حقوق الملكية الفكرية، وحقوق التأليف، وفي سبيل تنشيط النشر الأجنبي، بدأت فعاليات المعرض تنشط بكثافة في عقد سلسلة من الندوات التي يشارك فيها كتاب أجانب منها على سبيل المثال ندوة (كيف نجعل ذكرياتنا تخدعنا.. البحث عن الحقيقة في رواية الجريمة) بمشاركة بيتر جيمس وسونيترا غوبتا، كما فازت مؤسسة جاشنمال للنشر والتوزيع (دبي) كأفضل دار نشر أجنبية، في ذلك الموسم بينما ذهبت جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال التجارة والاقتصاد لمطبعة جامعة شيكاغو، وذلك عن كتاب (كرامة البرجوازية) للكاتب دريد ماك لوسكي، وحصلت دار البيرت وايت مان وشركاؤه على جائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الطفل، وذلك عن كتاب (وداعاً حديقة السرطان) لجانا ماثيز. أما في الدورة الحادية والثلاثين من المعرض في عام 2012، فقد تواصلت مشاركات دور النشر الأجنبية، ومثلتها في ذلك الحين: إسبانيا، وأستراليا، وإيطاليا، وبولندا، وتايلاند، ورومانيا، وصربيا، والصين، وكندا، ونيجيريا، واليونان، كما ارتفعت مساحة الأمتار المربعة لدور النشر الأجنبية من 1600إلى 2100 متر مربع، ورافق ذلك زيادات أخرى شملت مشاركات دور النشر الهندية التي ارتفعت بنسبة وصلت إلى نحو 500 في المئة، وأيضاً انضمام نحو 20 ناشراً باكستانياً جديداً يشاركون لأول مرة في فعاليات المعرض. في دورة عام 2013، فازت رواية (فوكس هول) للكاتب جابرييل جباداموسي بجائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الرواية، وفاز كتاب عندما أشعر بالقلق للكاتبة كورنيليا مود سبيلمان من الولايات المتحدة الأمريكية، بجائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الطفل. وفي هذه الدورة أيضاً، قد شهدت مشاركة 40 دولة أجنبية، مقارنة بـ 30 دولة أجنبية في الدورة السابقة عليها، وبدأت المشاركات الأجنبية تنشط لتوسيع مظلة مشاركتها في المعرض، والحرص على التواجد في هذه التظاهرة الثقافية الأبرز عربياً وإقليمياً. في عام 2014 وخلال الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة للكتاب، فازت قائمة جديدة من المؤلفات الأجنبية بجائزة المعرض منها كتاب (ذا فنشر) لـ ديفيد بالديتشي، وفاز عن فئة أفضل كتاب أجنبي (واقعي) يوسف إسلام عن مؤلفه (واي أي ستل كاري أ غيتار)، في حين فازت قصة (ذا سيكرت تيرتل) لجوليا جونسون في مجال أدب الطفل. ونحن على مشارف الدورة الرابعة والثلاثين التي تنطلق في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، سوف تشارك جمهورية روسيا الاتحادية بقوة في المعرض، من خلال 230 ناشراً، وحصلت هيئة الشارقة للكتاب التي تنظم المعرض على تأكيد المشاركة الروسية في ختام مشاركتها في فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لمعرض موسكو الدولي للكتاب الذي نظم خلال الفترة من الثاني حتى السادس من سبتمبر/أيلول الماضي في العاصمة موسكو، وينظر المراقبون لمعرض روسيا للكتاب باعتباره من أهم معارض الكتب في شمال ووسط آسيا وشرق أوروبا ويشكل بوابة عبور نحو الناشرين المقيمين في هذه المنطقة الجغرافية الواسعة والتي تعتبر في الوقت نفسه صاحبة تاريخ عريق وطويل من الاهتمام بالكتاب والعناية بنشره وتمتلك الكثير من خطوط التواصل مع العالمين العربي والإسلامي على مدى عقود طويلة. كانت مشاركة الناشرين الأجانب في المعرض قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية مشاركة كبريات دور النشر العالمية، في لندن والولايات المتحدة، وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية والآسيوية، ومنها على سبيل المثال: مطبعة جامعة إكسفورد، دار هاربر كولينز الأمريكية، مطبعة جامعة شيكاغو، وناشيونال بوك أوورد، وناشيونال بوك كريتيكس، وسيمون آند شستر، ودار اليبسيس الفرنسية، وكانونجيت بوكس، وراندوم هاوس، ودار ماكميلان للنشر، وسيمون آند شستر، وبنغوين أرابيا، وألبرت وايتمان. بقي أن نشير، إلى أن الرواية كان لها نصيب وافر في المعرض، إلى جانب الكتب الاقتصادية والسياسية والعلمية والإدارية المختلفة، بما في ذلك تلك المؤلفات التي تشتمل على تعليقات معمقة عن التحليلات والخطط السياسية والاقتصادية وما له علاقة بعلوم البيئة والتربية حول العالم، أما أبرز قوائم الروايات التي تحقق أفضل مبيعات على مستوى العالم فمنها على سبيل المثال: رواية رجل المئة عام التي باعت مليوني نسخة في عام،2012 وشذوذ لسيرجيو دي لا بافا، عن طفل مهاجر اسمه كاسي من كولومبيا يصل إلى بروكلين ومن ثم يعمل في مانهاتن، في الرواية يقبض على كاسي ومن ثم يحاكم، وهي تسلط الضوء على مجريات المحاكمة في مقابل القوة النفسية التي يتمتع بها كاسي وشعوره العارم بالعدالة، وهناك رواية كل الجياد الجميلة صدرت طبعتها الأولى في عام 1992 ولا تزال تحقق أفضل المبيعات، وقبل أن أذهب إلى النوم لإس جي واتسون، وهي موجهة للأطفال، وهناك الأرباب والثأر لجاكي كولينز وصدرت عن عدة دور نشر في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وتدور الرواية حول موضوعات الحب والنجاح والجمال، وهناك أيضاً روايات الذي مات في الصيف لتوم رايت، ومئة زهرة هي رواية للكاتب الياباني تشوكياما تعرض لحال أسرة عادية تواجهها مجموعة من الصعاب والأحداث غير المتوقعة، في مدة بدء الثورة الثقافية في الصين، وعيد ميلاد سعيد لدانييل ستيل، والآن أنت تراها لجوي فيلدنغ، وتروي قصة امرأة تبلغ الخمسين من عمرها واسمها مارسي وتعيش حياة فوضوية، نتيجة مأساة وفاة ابنتها التي يعثر عليها وقد جرفتها المياه نحو الشاطئ، وغيرها من الروايات.