يعقد يوم الأحد القادم في مقر مجلس الغرف السعودية بالعاصمة الرياض منتدى رجال الأعمال في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية , متزامنا مع انعقاد أعمال القمة العربية مع دول أمريكا الجنوبية، التي تستضيفها المملكة يومي 28 و29 من شهر محرم الجاري . وجرت العادة أن يسبق المنتدى اجتماع القمة حيث ترفع توصيات ونتائج منتدى رجال الأعمال للقيادات السياسية المشاركة في القمة لدعمها وإجازتها. ونوه تقرير أعده مجلس الغرف السعودية بالفرص ومجالات التعاون بين المنطقتين وأهمية المنتدى في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة , مؤكدا أن الفرصة سانحة لبناء تكتل اقتصادي تنافسي في ضوء الفرص المتاحة . مما يذكر وجدير بالذكر أن قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تعقد كل ثلاث سنوات وتعدّ قمة الرياض هي القمة الرابعة، حيث عقدت الأولي في العاصمة البرازيلية برازيليا في 10-11 مايو 2005، والثانية في العاصمة القطرية الدوحة في 31 مارس 2009، والثالثة في عاصمة البيرو ليما في 2 أكتوبر 2012، حيث تزامن انعقاد لقاء رجال الأعمال العرب والأمريكيين الجنوبيين مع جميع القمم الثلاث السابقة . وقد شكلت القمم العربية مع دول أمريكا الجنوبية مصدر دعم قوي للعلاقات الاقتصادية بين المنطقتين و لمنتديات رجال الأعمال العرب والأمريكيين الجنوبيين التي سبقت تلك القمم من خلال تبني التوصيات والقرارات التي تخرج بها ، حيث شهدت العلاقات الاقتصادية نقلة كبيرة وارتفعت مستويات التبادل التجاري بين كثير من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية , حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين المملكة والبرازيل من 10 مليارات ريال عام 2005م الى نحو 27 مليار ريال عام 2014م كما كشفت تقارير الغرفة التجارية العربية البرازيلية عن نمو لافت في حجم التبادل التجاري وتطور ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والبرازيل ، ويقاس على هذا النموذج التطور المضطرد الذي شهده حجم التبادل التجاري بين دول المجموعتين. وكان من ضمن النتائج الإيجابية للقمم العربية مع دول أمريكا الجنوبية انعقاد اجتماعين على مستوى وزراء الاقتصاد الأول عقد في العاصمة الأكوادورية كيتو وصدر عنه " اعلان كيتو" الذي أكد على ضرورة تشجيع التجارة والاستثمار بين المنطقتين، أما الثاني فعقد في العاصمة المغربية الرباط وصدر عنه " اعلان الرباط" الذي أكد ضرورة تعزيز الإطار المؤسساتي لتنمية التعاون وإيجاد اليات للتعاون في القطاعات ذات الأولوية. وتبدو العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية مرشحة لمزيد من التطور في ظل الاهتمام الكبير من القيادات السياسية في المنطقتين وعطفاً على الإمكانيات ومجالات وفرص التعاون والتكامل الكبيرة المتاحة في العديد من القطاعات بين دول المجموعتين، وبحسب مختصين فإن زيادة مستويات التبادل والتعاون التجاري والاستثماري ستؤدي الى بروز تكتل اقتصادي قادر على المنافسة الدولية. أما أبرز المجالات والفرص المتاحة للتعاون بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية والتي تتمتع فيها دول المجموعتين بميزات نسبية فتتمثل في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والتعدين والسياحة والخدمات المالية والتدريب والتعليم. فيما تبرز التوصيات والمطالبات التي تقدم بها رجال الأعمال العرب والأمريكيين الجنوبيين ضرورة دور القطاع الخاص في تعزيز الشراكة وتذليل عقبات الاستثمار والتعريف بالفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات والتعاون في المجالات العلمية والتكنلوجية وتشجيع إقامة المعارض التجارية وتسهيل منح التأشيرات لرجال الأعمال وإنشاء خطوط نقل بحري وجوي لتنشيط التجارة البينية. ويعكف مجلس الغرف السعودية الذي يستضيف وينظم منتدى رجال الأعمال العرب والأمريكيين الجنوبيين بالتعاون مع جامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية، منذ وقت طويل للتحضير والإعداد للمنتدى الذي يتوقع أن يحضره حشد كبير من رجال الأعمال من المجموعتين على غرار المنتدى السابق الذي عقد في ليما عاصمة البيرو والذي حضره نحو 400 من رجال الأعمال العرب والامريكيين الجنوبيين. وقد اتفق المجلس الاقتصادي بجامعة الدول العربية على أن يكون محور النقل البحري وإنشاء شركة مشتركة للنقل البحري بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية هو محور أعمال المنتدى الرابع لرجال الأعمال العرب والأمريكيين الجنوبيين . وقد أعدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري دراسة تطوير دور النقل البحري في دعم منظومة التجارة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية ستقدمها خلال المنتدى الاقتصادي، تمهيدا لرفعها للقمة العربية لأمريكا الجنوبية المقرر عقدها خلال 10 ـ 11 نوفمبر الجاري بالرياض. وسيناقش المنتدى أربعة محاور رئيسة تشمل استراتيجيات التعاون والتكامل بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، ودور النقل البحري والخدمات اللوجستية من خلال استعراض الصعوبات والمقترحات الرامية للنهوض بهذا المجال، وواقع السياحة والخدمات المالية لدى الجانبين، وفرص الاستثمار في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. الجدير بالذكر أنه سيصدر عن المنتدى توصيات قطاع الأعمال التي ترفع للاجتماع الوزاري لرفعها لقادة الدول في القمة المرتقبة.