"الهلال والنصر" عبارة حُفرت في عقول محبي الكرة السعودية كافة، وكأن هذا اللقاء الذي يجمعهم هو خُلاصة الموسم، الجميع ينتظره بشغف كبير، ويجافي النوم كثيرا من عشاق الفريقين ليلة المواجهة المنتظرة، والجماهير تبدأ بالزحف إلى الملاعب قبل المواجهة بست أو سبع ساعات، على الرغم من حرارة الأجواء وسوء الخدمات في ملاعبنا، ويتجمل الملعب منذ وقت مبكر بألوان وشعارات الفريقين. الجميع يتابع المباراة، حتى إن الشوارع تمسي خاويةً على عروشها وقت لقاء الفريقين، وبالكاد ترى بضع سيارات في طرق الرياض. عشاق كرة القدم في الخليج وفي معظم الدول العربية ينتظرون هذا اللقاء كما لو كانوا يتابعون مواجهة عالمية أبطالها ريال مدريد وبرشلونة!. الهلال لم يبتعد عن البطولات، وألوانه حاضرة كل عام في منصات التتويج، والقميص الأزرق يرفرف كل عام أينما وجد الذهب، رغم تعاقب الرؤساء عليه، واختلاف لاعبيه واعتزال أساطيره. في ال15 عاماً الماضية غاب النصر عن الواجهة وتعرض لانتكاسات كثيرة، وأزمات كادت أن تعصف به في أحد الأعوام إلى دوري الدرجة الأولى، ولم يتمكن "فارس نجد" من النهوض بسهولة، إلا أن الأعوام الماضية بدأت تكشر عن أنياب النصر الذي بذل رئيسه الغالي والنفيس لإرضاء جماهيره، وإعادة صياغة الفريق حتى إنه تمكن من اللعب في نهائيين خلال ثمانية أشهر. هذا الصيف حضر الهلال والنصر بقوة، وتقاسما غنائم الصيف وأصبحا أبطال صيف 2013، إذ استطاع الهلال التعاقد مع لاعبين مميزين مثل الهدافَين ناصر الشمراني ويوسف السالم، بالإضافة إلى خطف عبدالله عطيف وعبدالله حافظ من الدوري البرتغالي والحارس فايز السبيعي، بالإضافة إلى الأجانب الذين تريّث الكوتش سامي في اختيارهم. أما النصر فمنذ إعلان نهاية الموسم المنصرم أعلن عن تعاقده مع المهاجمَين البرازيليين ايفرتون وإلتون، فضلاً عن تعاقده مع نجم الاتحاد محمد نور قبل نهاية الموسم الماضي، وفجّر "الأصفر" سوق الانتقالات الصيفية بعد تعاقده مع صانع ألعاب الاتفاق يحيى الشهري، بصفقة تعتبر الأعلى قيمة في تاريخ كرة القدم السعودية بعد منافسة شرسة من فرق عدة، وعزّز صفوفه بعد الشهري بصفقتي الجيزاوي والسفياني، ليصبح مكتمل الصفوف وجاهزاً للمقارعة على أقوى المنافسات المحلية. الهلال والنصر ربما يمتلكان أقوى لاعبين محليين بين الفرق السعودية، وخطوطهم مكتظة بالنجوم في كل المراكز. هل نرى القميص الأصفر في النهائيات، وهل نراهم ينافسون الهلال على البطولات ويقارعونهم في الدوري والنهائيات؟ هل يعيدون ذكريات المواجهات المرعبة التي كان نجومها صالح النعيمة يوسف الثنيان وماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد الهريفي ويوسف خميس وخميس العويران وفيصل أبوثنين والكثير من نجوم الفريقين الذين وضعوا بصماتهم في تاريخ الكرة السعودية؟! ربما تعود المتعة التي طال انتظارها، ونحظى بمتابعة منافسة قوية تعيد لأذهاننا أجمل الذكريات.