×
محافظة المنطقة الشرقية

خالد الفيصل يشكر سابك على رعايتها لسوق عكاظ

صورة الخبر

* هَلَّ شهر رمضان المبارك علينا؛ وحال أمة الإسلام لا يخفى على أحد، ولكن هي الأقدار التي لابد أن نعي تمامًا بأن الله تعالى لا يريد بنا إلَّا الخير، والتمحيص سنّة من سنن الله في الكون. * في هذا الشهر الكريم كلنا يعلم أن الرحمات تتنزل فيه، وتتضاعف الحسنات، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، ولكننا اليوم لا ندرك أن الأيام إذا ذهبت لا تعود، وأعمارنا تتناقص، ونقترب من آجالنا مع كل نفس ولمحة عين. * في زمن الإعلام المفتوح ووسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة؛ تأتي مجاهدة النفس لاختيار الجيّد من الكم الهائل المعروض على الشاشات، والنفس كعادتها أمارة بالسوء، تُزيِّن لنا الكثير من البرامج، بعضها هادف وأغلبها في هذا العام ما بين تافه مضيّع للوقت وآخر تجاوز كل حدود الأدب ومراعاة الشهر العظيم، وهناك تحدٍ سافر لكل القيم والعادات والتقاليد. * توقفت عند بعض ما يُعرض على شاشات الفضائيات، وتأمَّلت فيها بحثًا عن ما يزيد رصيدي ولا ينقصه وهو قليل. * أبدأ ببرنامج قيّم في مضمونه، ويسبر أغوار النفس البشرية مع الدكتور وليد فتيحي عبر برنامج (ومحياي)، فتحية لهذا الفكر النيّر والإعلام الهادف المتزن في زمن الفوضى. * وتحية مماثلة للدكتور المفكر المتميز محمد العوضي عبر برنامج (وياكم)، ما أروع تلك الحلقة التي استعرض فيها حدثًا تاريخيًا فريدًا في عصرنا هذا، وهو يُؤرِّخ لرجل بحريني يطوف حول البيت سباحة. وبرنامج مشاهد للدكتور نبيل العوضي، وتابعت عبر مقطع على اليوتيوب زيارته لمشروع "السلام عليكم أيها النبي"، فذهلت لما رأيت وشاهدت من عمل يفوق الخيال أن نرى السيرة النبوية وقد تحوّلت إلى مكان تستخدم فيها أدوات التقنية الحديثة لعرض أحداث قُرئت في ورق وسُطِّرت عبر التاريخ، وها هي اليوم بلغة العصر تتجسّد في عمل إنساني وفق الدكتور الزهراني في إعداده والإشراف عليه، وأعتقد أن العاقل الذي يُعمل فكره يُؤمن بأن هذا العمل أبعد ما يكون عن التبرك بالآثار، وإنما هو وسيلة حديثة من وسائل الدعوة إلى الله، وقد أقشعرَّ بدني وأنا أُتابع هذا المقطع، وقلت في نفسي: جزى الله القائمين عليه خيرًا، وأصلح الله النيّات، وتقبل الصالح من الأعمال. على الجانب الآخر، من الأمور السلبية التي استوقفتني؛ بعض المشاهد والعبارات والألفاظ النابية التي تُقال عبر بعض القنوات العربية، ولا أعلم ماذا حل ببعضٍ أُمّة العرب، حيث لم يعد يعرف هذا البعض حدودًا للأدب واللياقة، ولماذا تحوّلت كثير من شاشات التلفاز فجأة إلى صالات سينما لمَن هُم أكبر من سن الثامنة عشر، حتى هؤلاء لا أظن من التأدُّب مع الشهر العظيم أن تُعرض هذه المسلسلات والبرامج عبر تلك القنوات العربية. * حالنا اليوم -كعرب- مُحزن للغاية، القتل والدمار في أقطار عربية كثيرة، حتى تساءلت: "هل مازال المسلم يستشعر روحانية رمضان؟ لماذا كل هذه الدماء والقتل والإقصاء والمحاربة لكل مشاعر إنسانية راقية؟ أين اختفى الحب والود بيننا؟!". *حزنت وتألمت كثيرًا من مقال كاتبة يهودية يمنية تعيّرنا فيه بأن حال أمة الإسلام اليوم منفر ومقيت، وطرحت في مقالها حقائق واضحة للعيان، أن ديننا ونبينا يُمثِّلان كل القيم الإنسانية الرفيعة، ولكن المسلمين حالهم اليوم لا يُعبِّر عن قِيَم دينهم ولا سيرة نبيّهم، وختمت: "هل رأيتم يهوديًا يقتل يهوديًا، أو مسيحيًا يُكفِّر مسيحيًا ويقاتله؟ لا أرى ذلك إلا عند المسلمين". * دعاء: اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يا أرحم الراحمين، أنت ربنا ورب المستضعفين، وأنت ربنا إلى من تكلنا، إلى بعيد يتجهّمنا، أم إلى عدو ملكته أمرنا، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أوسع لنا، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علينا غضبك، أو ينزل بنا سخطك، لك العتبى حتى ترضى. ولا حول ولا قوة إلا بك. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain