قال الأكاديمي الكويتي الدكتور عبدالله الشايجي إن دول مجلس التعاون الخليجي تقود النظام العربي بكل وضوح. وأضاف فى مقال بجريدة الاتحاد الإماراتية بعنوان مخاض شرق أوسط جديد أنه في الشرق الأوسط الجديد تحولت دول القلب التقليدية المركزية في المشرق العربي، وعلى رأسها مصر والعراق وسوريا، إلى دول الأطراف، بسبب غرق مصر في تحدياتها وشؤونها الداخلية الضاغطة من أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية. وتفكك العراق، ونزيف سوريا، حتى إن وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية تؤكد أن سوريا والعراق الماضيين انتهيا ولم يعد لهما وجود! ناهيك عن كونهما من أكثر الدول فشلا في النظام العالمي. وفق (مفكرة الاسلام) وتابع: في الشرق الأوسط الجديد أيضا جاء دخول روسيا على خط الصدع في سوريا. وصارت لاعبا فاعلا في قضايا المنطقة، بكيفية قد لا تبقى مقتصرة على سوريا وحدها، حيث تقاتل روسيا وتتوسط في مناطق نفوذ أمريكا في الشرق الأوسط، وضفاف المتوسط، وذلك للمرة الأولى منذ عقود. كما تدعو لاجتماعات، وتتمسك بالأسد مع إيران، حيث يتبلور حلف في الشرق الأوسط الجديد يضم روسيا وإيران والعراق وسوريا وحزب الله! ورأى أنه على رغم نزيف روسيا بفعل اقتصادها المأزوم، وتراجع دخلها إلى النصف بفعل انخفاض أسعار النفط، إلا أنها ماضية في مقارعة أمريكا في مناطق نفوذها المباشرة في قلب الشرق الأوسط عبر سوريا. وتوظف روسيا بدهاء الورقة السورية لتصفية حسابات مع أمريكا والغرب كرافعة للحصول على تنازلات في أوكرانيا والقوقاز، ولتوسيع شبكة مصالحها مع أوروبا وإسرائيل، وكذلك خط أنابيب الطاقة عبر تركيا، وهي تسعى لرفع العقوبات عنها، والحصول على طائرات دون طيار إسرائيلية! وذكر الشايجي أن الغرب بقيادة أمريكا راهن على إيران عن عمد أو بحسابات خاطئة تحت حجة الحرب على التطرف والإرهاب، لتصبح دولة محورية في قضايا المنطقة. ولأول مرة تجلس إيران على طاولة مفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب والعرب لتتفاوض حول شأن غير الشأن النووي. وعلى رغم تأكيد المرشد الأعلى أكثر من مرة أن إيران لا تثق بـالشيطان الأكبر، ولن تتفاوض معه إلا على الشأن النووي، وليس حول أي شأن آخر -وفي عقلية طهران لا توجد تنازلات بطولية للولايات المتحدة سوى حول الشأن النووي الذي تم التوصل إلى اتفاقه بفيينا في منتصف شهر يوليو 2015- وهكذا تجلس على طاولة التفاوض حول قضايا إقليمية تبدأ بسوريا، وقد تشمل مستقبلا العراق وغيرهما من الملفات التي استثمرت فيها إيران وتمسك بملفاتها بدهاء. وأردف الأكاديمي الكويتي: ترى الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا أن إيران هي الفرس الذي يجب الرهان عليه غاضين النظر عن دور طهران ونشاطها ومشروعها التدخلي، ولذا يلاحظ عدم استهدافها مع حلفائها وأذرعها في المنطقة على رغم اعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في كلمة ألقاها في مؤسسة كارنيجي في الأسبوع الماضي، بعلم واشنطن بتصرفات وأنشطة إيران المزعزعة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط! ولكن لا يبدو أن واشنطن في وارد أن تقوم باتخاذ أي إجراءات أو خطوات للتصدي لمخطط إيران وحلفائها، أو حتى توجيه انتقادات لسياستها، على رغم تهديد مصالح وأمن واستقرار حلفاء واشنطن في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.