حادث ام اعتداء؟ بدأت الاحد التحقيقات لتحديد اسباب تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء المصرية، حيث اتسعت دائرة البحث عن الضحايا ال224 فيما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي عدم استباق نتائجها واكدت موسكو انها انشطرت في الجو. ودعا السيسي الى "عدم الخوض فى أسباب سقوط الطائرة" الروسية وانتظار نتائج التحقيقات، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وقال اثناء ندوه نظمها الجيش المصري "رغم ان مصر هي المعنية باجراء التحقيق الا انه ليست لدينا مشكلة في التعاون مع جهات مختلفة لاستجلاء الحقيقة" حول اسباب سقوط الطائرة داعيا الى "ترك الأمر للمتخصصين وعدم الخوض فى الحديث عن أسباب سقوط الطائرة". ولاحقا، افاد مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية الروسية ان الطائرة انشطرت "في الجو". وقال رئيس اللجنة فيكتور سوروشينكو ان "انشطار الطائرة حدث في الجو والشظايا منتشرة على منطقة واسعة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا-نوفوستي في القاهرة حيث يشارك في لجنة دولية من الخبراء من روسيا ومصر وفرنسا وايرلندا للتحقيق في تحطم الطائرة. وفي وادي الظلمات، في قلب محافظة شمال سيناء، ينتشر على الارض الرملية الجدباء الكثير من حطام الطائرة التي مازالت تتصاعد منها رائحة الحريق بعد اكثر من 24 ساعة من المأساة، بحسب صحافي في فرانس برس. وليس هناك اي جثة على الارض لكن عشرات الاكياس البلاستيكية السوداء والحمراء والبرتقالية يحرسها الجنود لا تترك مجالا للشك: انها تحوي اشلاء ركاب وافراد طاقم الرحلة المنكوبة. وابعد قليلا، كانت سترة صغيرة الحجم لونها رمادي واحمر تذكر بالمأساة اذ كان 17 طفلا على متن الطائرة بينهم رضيعة لم يتجاوز عمرها العشرة اشهر. واعلنت روسيا يوم حداد وطني وفتحت تحقيقا حول الشركة السياحية التي تقوم بتشغيل الطائرة. وكانت السلطات المصرية اعلنت السبت انها عثرت على حطام الطائرة واشلاء في دائرة قطرها 8 كيلومترات ما يعني مبدئيا، وفق الخبراء، ان الايرباص ايه321-200 التابعة لشركة متروجيت الروسية لم تصطدم بالارض كتلة واحدة انما انفجرت في الجو وتفتتت. وتم توسيع عمليات البحث الاحد لتشمل دائرة قطرها 15 كيلومترا، بحسب ضابط في الجيش يشارك في عمليات البحث انطلاقا من قاعدة عسكرية في الحسنة، في قلب منطقة شمال سيناء، على بعد 60 كيلومترا من مكان تحطم الطائرة. وبحسب هذا الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، تم العثور على 163 جثة من اصل 217 راكبا وسبعة افراد طاقم كانوا على متن الطائرة. واضاف "عثرنا على جثمان طفلة عمرها قرابة 3 سنوات على بعد 8 كيلومترات". وكانت الطائرة اقلعت فجر السبت من منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء متجهة الى سان بطرسبورغ وقطع الاتصال معها بعد 23 دقيقة من الاقلاع فيما كانت على ارتفاع اكثر من 30 الف قدم (اكثر من 9 الاف متر). - تحقيق في روسيا - وبعد اكثر من 24 ساعة، ما زال الغموض يحيط بسبب تحطم الطائرة حتى لو كانت الحكومتان الروسية والمصرية تشككان في اعلان الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن اسقاط الطائرة انتقاما من التدخل الروسي في سوريا. وكانت ولاية سيناء، التي اعلنت ولاءها للدولة الاسلامية، قالت السبت انها "اسقطت" الطائرة الروسية من دون ان توضح كيف. وتعد منطقة شمال سيناء معقل هذا التنظيم حيث ينفذ اعتداءات شبه يومية على قوات الجيش والشرطة. واعلنت الحكومة المصرية مساء السبت العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة وان اسباب الحادث ستتحدد بناء على تحليل البيانات الموجودة في الصندوقين. وصباح الاحد، وصل محققون روس ومصريون برفقة وزير النقل الروسي ماكسيم سومولوف الى المكان بمروحية. كما توجه قرابة مئة من اعضاء فرق الانقاذ الروسية مع معداتهم الخاصة الى الموقع نفسه بالطريق البري. وفتح كذلك تحقيق في روسيا حيث تمت مداهمة مكاتب شركة الطيران وشركة تنظيم الرحلات السياحية، بينما سيصل محققون من فرنسا والمانيا الى مصر اليوم في اجراء يطبق عادة عند تحطم اي طائرة ايرباص اذ ان البلدين هما اكبر شركاء في الكونسورسيوم الاوروبي المنتج لهذه الطائرات. وكان 17 طفلا على متن الطائرة التي كان كل ركابها روس باستثناء ثلاثة اوكرانيين، وفق الحكومة المصرية. وفي روسيا نكست الاعلام الاحد على كل المباني الرسمية. وبموجب مرسوم اصدره الرئيس فلاديمير بوتين ونشره الكرملين السبت، طلب من كل محطات التلفزيون الغاء البرامج الترفيهية. تعليق التحليق فوق سيناء وشكك سوكولوف السبت في اعلان الدولة الاسلامية مسؤوليتها عن تحطم الطائرة مؤكدا ان "المصريين ليست لديهم ملعومات تؤكد مثل هذه التلميحات". وقال رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل كذلك ان "الخبراء" يستبعدون امكانية استهداف طائرة على مثل هذا الارتفاع الكبير. لكن خبراء طلبت فرانس برس تقويمهم اكدوا انه قبل تحليل بيانات الصندوقين الاسودين لا يمكن استبعاد فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة او احتمال هبوط الطائرة الى ارتفاع اقل بسبب مشكلة فنية واصابتها بصاروخ من الارض. ويشيرون الى انتشار حطام الطائرة واشلاء الركاب ضمن مساحة كبيرة كقرينة على هذه الفرضية. واعلنت شركات الطيران الفرنسية اير فرانس والالمانية لوفتهانزا والامارات ان طائراتها لن تحلق فوق سيناء "حتى اشعار آخر" لاسباب مرتبطة بالسلامة. ومنذ الثورة التي اطاحت الرئيس الاسبق حسني مبارك، يشهد قطاع السياحة تراجعا في مصر وتحاول السلطات انعاش هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المصري. ورغم عدم الاستقرار السياسي وهجمات الجهاديين، ما زالت المنتجعات الواقعة على البحر الاحمر في جنوب شبه سيناء من الوجهات السياحية الرئيسية للبلاد ويرتادها السياح الروس او الاوروبيون الشرقيون الذين يصلون يوميا في عدد من رحلات التشارتر.