إذا كان ملك البلاد يقول للإعلاميين والكتاب رحم الله من أهدى إلي عيوبي، فلماذا يغضب إذا بعض المسؤولين عندما نهدي إليهم عيوبهم ونرشدهم إلى مكامن الخلل في أعمالهم ونقدم لهم النصائح لتصحيح أخطائهم ؟! كان الدكتور غازي القصيبي يقول لي إن الكتاب والصحفيين مستشارون يهدونني أفكارهم مجانا، لكن بعض المسؤولين للأسف يعتبرون أن أي نقد يوجه لأعمالهم هو نقد شخصي متناسين أن ما يجمعنا نحن كإعلاميين وكتاب بهم هو مسؤولياتهم العامة، وعندما يغادرون مناصبهم تنقطع هذه الصلة لتتحول إلى مدونات في التاريخ، فمنهم من يخلده نجاحه ومنهم من يخلده فشله ومنهم من يطويه النسيان في عمله قبل تقاعده ! إن الذي يجمعنا جميعا مسؤولين ومواطنين هو المصلحة العامة وتحقيق النجاح الذي يقطف الوطن ثماره، نبحر في مركب واحد نحو وجهة واحدة، ولا يمكن أن يسمح أحد لأحد بأن يخرق بدن السفينة، أو يمزق أشرعتها، أو يوجه دفتها نحو المجهول ! سيستمر الإعلاميون والكتاب المخلصون في إهداء العيوب لمن حملوا أعباء خدمة المجتمع واختاروا أن يكونوا في مواقع المسؤولية، وسيكون واجبنا كإعلاميين وكتاب أن نبحث دائما عن الحقيقة ونتحرى الدقة ونقدم المصلحة العامة على أن تتوفر المعلومة الصحيحة وتكون الشفافية الجسر الذي يربط الإعلاميين والكتاب بأصحاب المسؤولية !