كلما استمعت لإذاعات الإف إم –إلا من رحم ربي وقليل ما هم- ترددت لدي كلمة مقس! فما يطرح في برامج إذاعات الاف إم – التي أعطيناها التصاريح - مقس بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فلا كوميديا ولا فائدة بل ولا احترام للمستمع، والمصيبة الأعظم أن عرابي هذه الإذاعات يعتقدون أنهم شخصيات مميزة تقدم للمستمع ما يسعده ويفيده!! ولا غرابة فهم لا يواجهون المستمعين ولا يعرفون ردّات أفعالهم! حتى أنني أتوقع أن من يتصلون على هذه الإذاعات ويتفاعلون معها، إما ممثلون محترفون أو معارف للمذيع أو المذيعة! الأمل أن تستمر هيئة الإعلام المرئي والمسموع الغائبة عن المشهد في تفعيل دورها ومتابعة ما يبث في هذه الإذاعات حتى لا نتجاوز مرحلة المقس إلى ما لا تحمد عقباه، كما حدث من محاسبة لمذيع إحدى الاذاعات نتج عنها إبعاده حسب بيان الاذاعة التي كان يعمل من خلالها، حيث جاء في البيان أن الاذاعة ... تؤكّد حرصها الشديد على السياسة الإعلامية للمملكة، وتقرّر بدورها الاستغناء عن خدماته تأديباً له، وحفاظاً على مكانة المحطة التي تحرص على قيم المجتمع وأمانة الكلمة، والله الموفق. أعتقد أن الكثير بحاجة للتأديب والتوعية بأهمية دور المملكة العربية السعودية التي بينها خادم الحرمين الشريفين في لقائه بالإعلاميين والمثقفين نحن يا إخوة وأخوات! يا أبناء وبنات! في بلد الإسلام والمسلمين، بلدنا قبلة المسلمين، لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، والذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك أهمية أن يكون مثقفونا على خلفية - وهم كذلك إن شاء الله - كاملة بأهمية هذا البلد، هذه أهميته الكبرى. فقيمنا التي بنيناها بجهد ودماء آبائنا ليست ألعوبة بيد كل طالب شهرة، ولذلك كل ما يبث باسم المملكة العربية السعودية، بل وما يبث من المملكة العربية السعودية يجب أن يكون لائقاً بمكانتها المميزة وإلا فإن صاحبه يجب أن يؤدب مباشرة!.