الرياض- واس:رعى الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء اليوم حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها لهذا العام ،وذلك بمدينة الرياض وقد ألقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة خلال الحفل قال فيها : يشرفني بأن أكون بينكم في هذه الليلة السعيدة والتي تحمل اسم المغفور له الملك خالد رحمه الله ، وأشكر أبناء وبنات الملك خالد على عنايتهم بهذه الجائزة وأخص الأمير فيصل على جهوده المستمرة في هذه الجائزة. أيها الإخوة والأخوات.. أيها الأبناء والبنات .. نحن والحمد لله والشكر له عز وجل أن جعلنا في هذا البلد نعمل لخير مواطنينا وإنشاء المؤسسات الخيرية التنموية حتى تقوم بواجبها في هذا المجتمع المسلم العربي ، الملك خالد ـ رحمه الله ـ عمل بإخلاص واجتهاد ولا يمكن أن ننسى إنجازاته في فترة حكمه ، الملك خالد تميز بالصدق والإخلاص وصلاح النية والحرص على مصالح الوطن ، هذا ما أعرفه خلال ما عشته ـ رحمه الله ـ ، وهذا النهج سار عليه ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز إلى أبنائه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله وولي عهدهم الأمير سلطان رحمه الله والأمير نايف رحمه الله ، وهذا ليس بمستغرب ، فالبلاد والحمد لله قامت على العقيدة الإسلامية وقامت ونبتت من بذور هذه الأرض من أولها الشيخ محمد بن سعود حتى الدولة الثالثة الإمام تركي بن عبدالله وهذه التي نحن فيها الآن التي أقامها الملك عبدالعزيز وبدأها كما تعلمون من الرياض والحمد لله تحققت الوحدة ، هذه البلاد واجتماع الشمل هذا الشعب ونحن الآن نرى ، و أرى أمامي أبناء وطن من كل أقاليمه. يا إخوة يا أبناء يا أخوات يا بنات .. نحن والحمد لله نعيش في ظل الشريعة الإسلامية في بلد آمن شعب متطور والحمد لله ، شعب يشعر كل منهم بالأخوة للآخر ، والملك عبدالله سلمه الله يوصينا ويعتني بخدمة شعبه ووطنه وعقيدته قبل كل شيء ونحن ـ والحمد لله ـ كما أقول لكم في أمن وأمان ومؤسسات خيرية تعمل في كل أنحاء المملكة ، لذلك ، أشكر الابن فيصل وأبناء الملك خالد وبناته على مجهودهم ، وأقول : أنتم والحمد لله تسيرون على نهج آبائكم وأجدادكم ، وأسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير ديننا وبلادنا وشعبنا.وأكرر وأقول الأمير نايف هو الأخ والصديق منذ الصغر أسأل الله له المغفرة .. وأشكركم على جهودكم في هذه الجائزة. كما ألقى الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز كلمة قال فيها : " ففي مؤسسة الملكِ خالدٍ الخيرية، وفي غيرِها من نظائرِها، وفي كل فعلٍ وطني رسمي أو أهلي.. جماعيٍّ أو فردي، تبرز إجابات واضحةٌ وشافية عن أسئلة ليس لها وجودٌ إلا في أذهانِ مبتكريها من المرجفين الواهمين، فبرغمِ الأحداث والقلاقل، وبرُغم الأقاويلِ والأراجيفِ والإشاعات، وبرُغم ما يحيطُ برسوخِنا من تحولاتٍ عاتية، نبقى عاكفينَ على تنميةِ وطنِنَا، ونواصلُ بناءَنا وبناءَ ما بينَ أيدينا، لتكونَ الإجابةُ الرئيسةُ: إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها الحالمونَ الواهمون.. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيّها المتربِّصون.. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها النّاكرون.. وهي أكبرُ من أوهامِكُمْ، وأقوى من أفعالِكم، وأعظمُ من أنْ تتأثرَ بأمثالِكم من ذوي الأفكارِ الضيّقةِ،والعقولِ الصغيرة، والرؤى الحزبيةِ التي لا تقومُ على مبدأ، ولا تنطلقُ من إحساسٍ بالمسؤولية ". وأضاف : " نعمْ، إنَّها المملكةُ الراسخةُ مُنْذُ توحيدِها على يدِ مؤسِّسِها العبقريِّ عبدِالعزيز بنِ عبدِالرحمن بن فيصل - رحمه الله - وجزاه خير الجزاء حتى عهدِ قائدِها المُخلصِ الصَّادق عبدِالله بنِ عبدِالعزيز- حفظه الله وأيده -، وأَزيدُ فأقول: نعم: إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ، تلك الصامدةُ في وجهِ كلِّ عاصفة تَمُرُّ مِنْ حولِها غيرَ قادرةٍ على أنْ تغيرَ رسوخَها شبراً واحدا.. نعم، هذهِ بلادُ عبدِالله الذي يفعلُ من أجْلِها وشعبِها ما يفُوقُ التَّوَقَّعات، ويتجاوزُ الطموحات، وهذه بلادُ سلمانَ الذي يَعرِف عنها ومنها أدَقَّ التفاصيل، فيعملُ مُرْتَكِزاُ على قاعدةٍ معرفيّةٍ تاريخيةٍ وفكريةٍ وسياسيةٍ وإدارية، ليكون قيادياً أنموذجاً، بعدَ أنْ قدم الكثير يعملُ في كلِّ اتجاه.. فهل تملكُ الدنيا قيادةً كعبدِالله وسلمان؟ لا والله.. فالحمدُ للهِ حمْداً يليقُ بعظمته وجلاله ". وأردف قائلا :" مِنْ خلالِ العملِ المؤسسيِّ المُنَظَّم، نسعى في مؤسسةِ الملكِ خالد الخيريةِ إلى تكريسِ قيمِ الملكِ خالد -رحمه الله تعالى - الذي كانَ أنموذجاً للصدقِ في التعاملِ، والإخلاصِ في العمل، والعطاءِ الذي ليس له حدود . وعليه، وتأسيساً على أنَّ قاعدةَ عَمَلِنا في هذهِ المؤسسةِ هي تطويرُ العملِ الخيريِّ ودعمُه ونشرُ ثقافتِه بوصفِها ممارسةً مَدنيَّةً حضارية، كانتْ جائزةُ الملكِ خالد بفروعها التي تتعدد و تتحد في الوقت نفسه تتعدد في المستهدفات والأنواع و تَتَّحِدُ في اتِّكائِها على فكرةٍ رئيسةٍ هي:الرُّقِيُّ بالمؤسساتِ الاجتماعيةِ بوصفِها ركيزةَ التنميةِ المُستدامةِ ومُنْطَلقَ تنميةِ الإنسان. وأمامَ هذا الواقع، كانَ على جائزةِ الملكِ خالد، أنْ تَلْتَفِتَ إلى رجالٍ سبقُونَا إلى جوارِ الربِّ الكريم، لكنهم أبقوا فينا الكثيرَ والكثير.. أبقوا فينا الكثيرَ من الأفعالِ والآثارِ والقيم، ولهم علينا وفاءٌ لا يوازي ما قدَّمُوه، ولذا - وبناءً على المعاييرِ الدقيقة - رأتِ الجائزةُ في هذا العامِ أنْ تَشْرُفَ باسمِ نايفِ بنِ عبدِالعزيز - رحمه اللهُ تعالى - واسمُه كافٍ عن ذِكْرِ مآثرِهِ وخِصَالِهِ وأعْمالِه، لأنَّها كالشَّمْسِ التي لنْ يزيدَها التعريفُ بها تعريفاً.. كما لا يفوتنا أن نهنئ الفائزين بالجائزة والذين ساهموا بأعمالهم في تقديم إنـجازات وطنية متميزة أسهمت في رقي وخدمة الوطن والمواطن . واختتم يقول :" تَعْجَزُ اللغةُ عن أنْ تُعبِّرَ عن أسمى وأبلغِ آياتِ الشكرِ والامتنانِ والعِرفان، إلى مقامِ سيدي خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدِالله بنِ عبدالعزيز، وإلى سموِّ سيدي وليِّ عهدِه الأمينِ سلمانِ بنِ عبدِالعزيز، وإلى سموِّ النائبِ الثاني، على رعايتِهم الكريمةِ لهذهِ المؤسسة، ولهذهِ الجائزة، وعلى دعمِهم أعمالَ الخيرِ في كلِّ اتجاه .. حفظهُمُ اللهُ جميعاً .. وأدامَ اللهُ علينا وحدتَنا وأمنَنَا، وأعادَ كَيْدَ الكائدينَ إلى نحورِهم". ثم ألقى الأمين العام للجائزة رياض العبدالكريم كلمة أكد خلالها حرص الجائزة على توخي الحيادية التامة في جميع الخطوات التنفيذية لمسارها ، مبينا أن فروع جائزة الملك خالد تشمل شركاء التنمية حيث تُمنح لتكريم الإنجازات التي تسهم في تعزيز مفهوم الحس الذاتي بالمسؤولية للأفراد والمجموعات الرائدة والمتميزة ، وهي الجائزة الوطنية الأولى التي يشارك المجتمع بترشيح المتقدمين لها وفقاً لمعاييرها المعتمدة ويتحدد الفائز بالجائزة على ضوء تصويت المجتمع ، وقد فاز بها بدر بن عبد المحسن العُمري عن مبادرته: (دمج فئة الصم في المجتمع السعودي) . وبين أن جائزة الملك خالد للتميز للمنظمات غير الربحية تمنح للمنظمات ذات الأداء الإداري المتميز من (جمعيات ومؤسسات خيرية, ومراكز ولجان التنمية) المسجلة رسميا في وزاره الشؤون الاجتماعية وفقاً لمعايير محددة حيث فاز بالمركز الأول فيها جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية والمركز الثاني جمعية النهضة النسائية والمركز الثالث: الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) . وأفاد أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة تمنح لمنشآت القطاع الخاص التي تقدم أفضل الممارسات في دعم التنمية المستدامة والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية وفقاً لمعايير تقاس عليها، وقد فاز بالمركز الأول فيها مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة والمركز الثاني: الشركة الوطنية لصناعات البتروكيماوية (ناتبت) والمركز الثالث: شركة المياه الوطنية. وأبان أن جائزة الملك خالد التقديرية تمنح لشخصية بارزة أثرت الوطن بعطائها وإنجازاتها وقد منحت هذا العام للأمير نايف بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وفاءً وعرفاناً لما قدمه لوطنه ومواطنيه من عطاءات وإنجازات غير محدودة في مختلف المجالات. ثم ألقى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد والحضور ، وقال:" يشرفني في هذا المساء أن أقف بينكم جميعاً لأتحدث عن أحد رجالات هذه الدولة الذين دأبوا على بذل الغالي والنفيس منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - مروراً بمن خلفه من بعده من أبنائه وساروا على نهجه حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموكم يا سيدي وسمو النائب الثاني - حفظكم الله - ، فما نعيشه من تطور ونمو وازدهار لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم جهد الرجال المخلصين ، ابتداءً من مرحلة التوحيد مروراً بالمراحل المتلاحقة من البناء والتشييد والتطور حتى أصبحت المملكة تتسنم مراتب متقدمه في الكثير من المجالات" . وأضاف قائلاً :" يشرفني أن أقف بين يديكم لأتحدث عن سيدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة مع أني أجد صعوبة في هذا الأمر فليس من السهل الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز فمهما قلت لن أوفيه حقه ، فقد تعلمنا منه رحمه الله التحلي والتمثل بتعاليم الدين الحنيف وطاعة ومحبة أولي الأمر وإنصاف الجميع والوفاء لهذا الوطن وقادته ، فقد كان العين الساهرة ورجل الأمن الأول وحقق الكثير من النجاحات بتوفيق من الله في مكافحة الإرهاب والقضاء على هذه الآفة لينعم هذا البلد بالأمن والآمان الذي نعيش فيه والحمد لله ، كما كان يحرص على المواطنين جميعاً ليأخذوا حقوقهم بالعدل والمساواة مع العزم والحزم الذي عرف به ـ رحمه الله ـ في جميع أموره، ورؤيته الصائبة الحكيمة في حل كل ما يعترض هذا الوطن من عقبات تواجهه بمسؤولية وبقامات عالية، حيث كان يؤمن بأن المواطن هو رجل الأمن الأول وأنه من يعتمد عليه بعد الله في حماية الوطن" . عقب ذلك تفضل سمو ولي العهد بتسليم الجوائز على الفائزين في فروع الجائزة.