يلف الضباب مباراة الأخضر وفلسطين ويبدو رجوب الفلسطينيين في طريقه للتتويج بلقب بطل قومي. الاتحاد الفلسطيني والاتحاد السعودي طرفا قضية رياضية عربية، تستحق عناية المشاهد العربي كمسلسل أحداثه متداخلة ومُتقلبة ومثيرة وكمسلسل أبطاله من ورق، بعد أن فشلوا في ردم هوة مباراة في كرة قدم في وقت مُلئت أسماعنا بأحاديث الوفاق العربي. الطرف السعودي لم يكن مُقنعاً وهو يتجاهل الفكر الرجوبي، المبني على علاقة التحدي والعناد، والبحث عن مصلحة خاصة على حساب مصلحة عامة. أمين عام الاتحاد السعودي ورئيسه نجحا في نقل المواجهة الأولى من رام الله إلى الدمام، وتسويف الحديث عن مباراة العودة، وترك ذلك للظروف. استصدر الاتحاد السعودي قراراً بنقل المباراة إلى بلد مُحايد، لتتطور الأحداث وتعود المباراة مرة أخرى إلى رام الله وبقرار نهائي. الجانب الفلسطيني له أهدافه، وهناك من يدعمه بحثاً عن تطبيع سعودي، لكنه اليوم أمنياً ولوجستياً لن يحصل سوى على المُستحيل ولافتة عريضة (لا.. لرام الله). الجانب الفلسطيني لا صوت فيه يعلو على صوت جِبْرِيل، الذي يواصل هجومه على الاتحاد السعودي ويسمي أمينه العام بفريد شوقي -رحمه الله- ويصف الاتحاد السعودي بأنه ينظر إليهم بنصف عين. لا نريد للفلسطينين إلا كل خير لكننا سنفعل ذلك على طريقتنا، وليس على طريقة هذا المُتأزم ولو أدى الأمر إلى تعطيل كرتنا. موقف الاتحاد الفلسطيني ورئيسه سيبقى خالداً في ذاكرة العلاقة الرياضية بين الشعبين، وفاتورته باهظة التكاليف وإن طال الزمن.