×
محافظة المنطقة الشرقية

برعاية أمير المنطقة الشرقية فريق سالك التطوعي بالأحساء يطلق أحد مشاريعه

صورة الخبر

صناعة الأمل وزراعة الطموح في الرياضة السعودية أصبحا ضرباً من ضروب العبث؛ إذ لا شيء يشجع على مجرد التفكير فيهما؛ فضلاً عن امتهانهما، حيث لا توجد أرضية صالحة للتأسيس لهما، بل على العكس من ذلك تماماً فكل الأراضي التي تقوم عليها رياضتنا لا تصلح إلا لصناعة الإحباط واستزراع اليأس. بالأمس القريب أعلنت اللجنة الأولمبية السعودية عن تشكيل اتحاداتها الرياضية والتي ضمت على رأسها أسماء تباينت ما بين متخصصين من أهل اللعبة، ورجال أعمال لهم ارتباط بالرياضة، وكانت تطلعات المتابعين ترنو نحو تحول جديد في تسيير أمور الألعاب المختلفة بعد أن عانت في السنوات الأخيرة من التقتير المالي، والفوضى الإدارية؛ بيد أن الأمور الأولية كشفت عن أن تلك التطلعات ما هي إلا أضغاث أحلام. الواقع المحبط الجديد كشفه بوضوح وبلا أدنى لبس المؤتمر الصحفي الذي عقده فهد الحريشي رئيس الاتحاد السعودي للكرة الطائرة حينما أعلن فيه عن تبرع عدد من أعضاء الاتحاد بأكثر من نصف مليون ريال لبناء أكاديميات تحمل اسم الأمير فيصل بن فهد في كل من الرياض وجدة والدمام، كما أعلن عن مبادرة من أحد رجال الأعمال عبر تقديم خدمات استشارية وإدارية لهيكلة لجان الاتحاد بالمجان كاشفاً عن أن قيمة تلك الاستشارات تكلف نحو 500 ألف ريال، فأي تطلعات مرجوة وتطور منتظر يقومان على هكذا بداية!. شخصياً أكبر في الحريشي هذا الحراك، وهو الذي أرى في تعيينه رئيساً للاتحاد خطوة في الاتجاه الصحيح؛ خصوصاً أن الاتحاد قد عانى - ولسنوات طوال - من سياسة الترقيع الإداري حتى بات ثوبه مهترئاً وفاضحاً؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجعل الرئيس الجديد يدشن ولايته بمد اليد طالباً العون من هذا والدعم من ذاك غير ضيق ذات اليد وتردي الحال واللذين لا يعلم بهما إلا من عمل داخل الاتحادات الرياضية التي تشكو قلة المال وسوء التدبير. الحريشي ليس الأول الذي يفتح باب طلب المعونة رغبة في تسيير شؤون اتحاده فقد سبقه إلى ذلك آخرون؛ إما من جيوبهم الخاصة أو من جيوب المحبين والمقربين، وقد شهدت ذلك بنفسي في غير اتحاد؛ وهنا المأساة حيث يكون مصير رياضة الوطن أن تعتاش على ما يجود به المحسنون مما لا يسد جوعاً ولا يروي ظمأً. أتفهم جيداً موقف اللجنة الأولمبية في مثل هذا الشأن وقبلها موقف الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي باتت تتعاطى مع الأمر على طريقة "تشكي لي.. أبكي لك"، فالحديث عن ضعف ميزانية رعاية الشباب، ومخصصات اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية لم يعد سراً، فأحاديث الأمير نواف بن فيصل وحراكه في هذا الشأن لم يعودا يخفيان على أحد، وهو ما يجعل الأزمة تتجاوزهما بحيث يفترض أن تكون على طاولة مجلس الوزراء. كلنا نترقب حالياً صدور الميزانية، ونتطلع معها كرياضيين وكشباب وطن أنعم الله عليه بالخير الوفير أن يكون نصيب الرياضة والشباب منها ما يجعل هذا القطاع قادراً على مواكبة تطلعات الشباب وأحلام الرياضيين لا أن تبقى رياضتنا تجتر الإخفاق تلو الإخفاق في ظل ركونها لنظام "لله يا محسنين"!