خالد محمد الشهري قبل فترة، تداول الناس عبر مواقع التواصل الإلكتروني و«الواتسآب» صورة ملتقطة لمشهدين من دورة مزعومة بعنوان «أطلق العملاق الذي بداخلك»، وكالعادة تراوحت التعليقات على المشهدين بين ضاحك وباك و و، ووجدها كثيرون فرصة للتنفيس عما في نفوسهم وسخطهم على كل ما حولهم، فيما يكرّس النقص الذي يبدو أن لدينا منه اكتفاء ذاتياً بما يفيض على مجتمعات أخرى لعدة قرون. هل سمع من التقط هذه الصورة حديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «المجالس باﻷمانة»، وإذا سمعه هل عرف معناه؟. من تداولوا الصور عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي، ونشروا معها تعليقاتهم كيفما اتفق، هل توقف أحد مع نفسه ليقول: لعل لهم عذراً، وأنت تلوم قبل أن يرجموا بالغيب فيما لم يعلموا عن حقيقته شيئاً! ثم هل توقف أحد ليسأل نفسه: لو كنت مكانهم فهل أرضى أن يعلق أحد بهذه التعليقات أياً كانت؟ وهل أرضى أن أكون مثاراً للنكته واستظراف الثقلاء على حسابي؟ لقد وضع نبينا عليه الصلاة والسلام قاعدة: «وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوه إليه»، فهل تحب لنفسك ما تمارسه مع اﻵخرين؟ نحتاج كثيراً إلى وقفات مراجعة لطريقة تفاعلنا مع الحياة لنخفف من غلواء الذات المتضخمة على حساب اﻵخرين. أخي: نحن نمر في أزمة أخلاقية كبرى بسبب اﻻنفصام بين ما نعلمه من آداب وما نمارسه من سلوك، فرحم الله شخصاً قام محتسباً على نفسه ليهذبها ويمنعها عن اﻻنسياق وراء كل نقص في اﻵخرين لتغطية عيوبه ونقائصه.