اكتشف علماء الفلك كويكبا ضخما سيمر قرب الأرض، السبت، بصورة مفاجئة هذا الشهر، لكنهم أشاروا إلى أنه لن يكون له أي أضرار محتملة على كوكبنا، بل ستكون له قيمة علمية. وقال العلماء إن الكويكب الضخم، الذي لم يكتشف سوى قبل 3 أسابيع فقط سيمر قرب الأرض بحسب المقاييس الكونية، الأمر الذي سيتيح أفضل فرصة خلال سنوات لجمع معلومات عن هذه الأجرام الفضائية الصخرية. ووفقا لحسابات العلماء، فإن الكويكب تي بي 145 – 2015، الذي يقدر قطره بنحو 400 متر، سيمر على مسافة 480 ألف كيلومتر من كوكب الأرض (أبعد من القمر) بسرعة 35 كيلومترا في الثانية حوالي الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش. ويأمل علماء الفلك بان يلتقطوا صورا من خلال الرادار والقياسات الأخرى للكويكب أثناء اقترابه من الأرض وهو حدث نادر بالنسبة إلى العلماء الذين يعتمدون عادة على روبوتات مجسات الفضاء الباهظة التكلفة لجمع المعلومات عن مثل هذه الأجرام. ويتوقع العلماء أن يعرفوا الكثير عن شكل الكويكب وأبعاده وخصائص سطحه وتفاصيل أخرى عن سماته. وقال عالم الفلك في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية ناسا في باسادينا بكاليفورنيا لانس بينر، في مقال بث على الموقع الإلكتروني لناسا: يوحي اقتراب الكويكب من الأرض بأنه سيكون واحدا من أفضل الكويكبات التي يجري تصويرها بالرادار منذ عدة سنوات. ضرورة مراقبة الفضاء غير أن علماء فلك أشاروا إلى أن الاكتشاف المتأخر للكويكب عبارة عن دق ناقوس خطر بشأن الأخطار المفاجئة وغير المتوقعة من الفضاء الخارجي. فقد قال عالم الفضاء بوكالة الفضاء الأوروبية ديتليف كوشني في بيان: مثل هذا الجرم العملاق، القادر على إحداث ضرر بالغ لو اصطدم بالأرض، لم يكتشف سوى منذ 21 يوما فقط قبل اقترابه من كوكبنا الأمر الذي يبرز مدى ضرورة المراقبة اليومية المستمرة للسماء ليلا. وبخلاف القيمة العلمية البحتة لهذا الحدث، فإنه سيساعد المهندسين على ابتكار تقنيات أفضل لتتبع الأجرام الفضائية، فضلا عن اتخاذ الاحتياطات المضادة إذا كانت هذه الكويكبات تتخذ مسارا تصادميا مع كوكب الأرض. يشار إلى أن العلماء يعتقدون أنه قبل نحو 65 مليون سنة اصطدم كويكب أو مذنب، قطره نحو 10 كيلومترات، بمنطقة هي الآن شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك ما تسبب في تغيرات مناخية عالمية أبادت الديناصورات علاوة على نحو 75% من صور الحياة التي كانت على الكوكب حينذاك.