متابعات-اخبار الحوادث(ضوء):دائما ما يحذر المتخصصون فى مجال علم النفس والاجتماع من تلك المشاهد الساخنة التى تصدرها لنا بعض افلام السينما والاغانى الرديئة، مؤكدين انها من ضمن الاسباب الرئيسية لظاهرة التحرش الجنسى، لانفلات الاخلاق، وانعدام القيم لدى البعض، كما انها سبب اساسى فى زيادة نسب الطلاق والخلع خاصة بين المتزوجين حديثًا، لكن هل تصدرت تلك الافلام والاغانى المشهد فجأة دون دراسة او صدفة، كان هذا هو سؤالنا للدكتورة هاجر مرسى عبد الحميد، مستشار اسري تربوي، ومدرب دولى معتمد، والتى فجرت العديد من الاجابات المثيرة، والتى تؤكد جميعًا ان ما يحدث هو حرب ممنهجة، تستهدف الغزو الجنسى للممارسات الخاطئة لشبابنا، التفاصيل نكشف عنها من خلال الحوار التالى. دراستها مكنتها من الوصول الى ادق التفاصيل، التحليل بناءً على مشاهد واقعية، الوقوف على اهم الاسباب التى دفعت بعض الشباب الى التخلى عن القيم والمبادئ، ترى ان الافلام التجارية التى انتشرت مؤخرًا، وبعض الاغانى الاخرى الخليعة، تمزق فى العادات والتقاليد، وتغزو الافكار، ضمن حرب ممنهجة على الشباب العربى عامة والمصرى خاصة. عواطف جياشة! • لماذا تعتبرين أن الافلام التجارية والاغانى الخليعة ضمن حرب ممنهجة على الشباب العربى والمصرى؟ وترد الدكتورة هاجر مرسى قائلة،الجميع بات يلاحظ الخلاعة الزائدة في أغاني الفيديو كليب والتي تعرض ليل نهار على شاشة التلفزيون وفي أغلب القنوات، ناهيك عن القنوات المتخصصة لعرض هذه الأغاني، التي لعبت بعقول الشباب ونالت من عواطفهم الجياشة فأصبح المراهقون يتخيلون هذه الأغاني وكأنها حقيقة يتمنون ملامستها وتجربة أحداثها. وتضيف قائلة، كنا نستغرب من الأغنية التي تتضمن بعض الحركات التي يراها الناس الآن عادية، ولكن الآن أصبحت أفلام جنسية عيني عينك، طبعا هي لم تعرض بطرق عشوائية أو لأهداف عادية، وإنما هي خطط مرسومة للإطاحة بالشباب وغمسهم في الشهوات، وإثارة غرائزهم وبالذات الشباب المسلم، والذي يعلمون جيدا تحفظه على إطلاق غرائزه في الحرام كما هم يتمنون ذلك، بالتكرار والمشاهدات لهذه الأغاني تآلفت العيون والقلوب مع هذه المناظر ولم تعد تنكرها. • هل هناك امثلة معينة على تلك المشاهد؟ بالتأكيد المشاهد التى تضمن ملابس خليعة سواء للرجل والمرأة، أجساد تعرض عارية وشبه عارية، نوم على السرير، استحمام، هيام وغرام، قبلات واحتضان، لقطات لا نهاية لها من التعري والتفسخ والمنكرات، وبالذات احدى القنوات الغنائية، والتي لم أكن أعرف عنها شيئًا إلا من وقت قريب. إنقاذ الشباب! • وهل هناك طريقة لإنقاذ شبابنا من تلك الحرب؟ طبعا ليس لنا حيلة ولا مناص في عرضها، خاصة وان هذه القنوات اغلبها متخصصة ومتجددة ومتنوعة وكثيرة جدا، ولكن علينا تنبيه أولادنا من بنات وأولاد وحثهم على إنكار هذه المناظر، فإذا رأيناها في أي قناة يجب علينا أن نكرر الكلمات المستنكرة لهذه الأفعال مع توضيح أثرها على المسلم في الدنيا والآخرة بشكل مبسط وبأسلوب عادي يفهمهم الجميع، فالطفل عندما يجلس أمام التلفاز ويمسك بيده جهاز التحكم يقلب القنوات كل دقيقة وحتما تظهر هذه الأغاني أمامه وأغلب الأطفال يستمتعون بها بل أنهم باتوا يتذوقونها بشكل رهيب ويحفظونها عن ظهر قلب، ولا نستطيع منعهم من التلفزيون ولا تخصيص وقت لهم خاصة إذا كان الأولاد أعمارهم مختلفة مابين صغير وكبير ومراهق، حيث يصعب على الأم التحكم بأهوائهم في المشاهدات في هذا الزمن الصعب، لكن سهل جدا توجيههم وتنقيح أفكارهم وتعويدهم على إنكار المنكر بكل أشكاله ومع الوقت سيجدون انفسهم بعيدًا عن هذا الميول. وتكمل قائلة، ولو قفلناها او حذفناها فهم سيشاهدونها في بيت العم او الخال أوحتى في الانترنت، فعلينا معرفة أسماء هذه القنوات وذمها في كل وقت أمامهم وبيان عقوبة أصحابها، وبالمقابل مدح بعض القنوات والحث على مشاهدتها بدلا من قنوات الأغاني الخليعة وقنوات الرقص الماجن، والذي تستحي العين أن تراه من هول المناظر المعروضة، كذلك علينا توجيههم لصيانة العين من مشاهدة هذه المناظر، لأن هذا النوع من الأغاني لم يعد يقتصر على التلفزيون فقط، فنجدها في اليوتيوب وفي البرودكاست وفي الآي فون. • وهل هذا هو سبب انحراف نسبة كبيرة من الشباب؟ نعم أرى أن أغلب مشاكل المراهقات والمراهقين هذه الأيام بسبب مشاهدة أغاني الفيديو كليب الماجنة، وما انجرافهم خلف المعاكسات والتحرش والاغتصاب إلا من أجل أن ينالوا شيئا مما يشاهدونه في هذه الأغاني، ولها تأثير قوى جدا ومؤثر على اخلاقياتهم من مشاهدتهم سواء للكليبات الخليعة او السينما الهابطة والفن الهابط الذى اصبح يملأ عالمنا بفضل بعض المنتجين الذين لا يجدون فى هذا اى حياء. الذوق العام! • وكيف اثرت تلك المشاهد على الفتيات؟ من الظواهر الخطيرة أن أذواق الفتيات أصبحت توجهها أخبار الممثلات، كيف يلبسن، وكيف يصففن شعورهن ، وكيف يمشين وكيف يعاملن الرجل، وقد تبين أن الأفكار التي تتردد على شفاه العامة لم يقرأوها في الكتب العلمية ولكن سمعوها من ممثل يقوم بدور الطبيب النفسي أو محام يدافع عن موكله الضحية البريئة التي جنت عليها ظروف اجتماعية معينة . وهكذا أصبحت السينما أخطر الأدوات الثقافية والتربوية تأثيراً لأنها تمثل أفكارًا حية تعيش أمام المشاهد ، ولذلك فإن تأثيرها لا يقتصر على الأفكار النظرية كما هو تأثير المؤلفات، وإنما ينطبع بصورة أشد على سلوكنا ومظاهرنا، كذالك فإن أفكار السينما ترسخ أكثر لأنها تظهر حقيقة معاشة وليس مجرد خاطر نقرؤه، ولم تعد السينما قاصرة على روادها ، بل أصبحت تدخل البيوت عن طريق التليفزيون، ولقد حملت رياح الأفلام السينمائية سمومًا كثيرة، فأصبح التدهور الاخلاقى للفتيات اللاتى اصبحن ينظرن للراقصات والممثلات هن قدوتهن وتراها في السينما انها اصبحت هى فتاة الاحلام للبطل والشاب لذلك اصبح الانحلال والتدهور الاخلاقى سببه راقصات السينما والممثلات اللاتى اصبحن قدوة لبناتنا في هذا العصر. واختتمت الدكتورة هاجر مرسى مستشار اسرى تربوى ومدرب دولى كلامها قائلة، وقد حشت الأفلام أفكار الناس بصور الحضارة الغربية ونقلت كل أمراضها، وقد أصبحت الخيانة الزوجية في أفلام السينما غذاءً يوميًا وصورة متكررة لا تمل ، حتى كأنما هي أمر طبيعي لا اعتراض عليه ، وكأنه مشروع ومستساغ ، ولا ريب أن هذا التكرار لتلك المفاهيم المسمومة يؤثر في حس المشاهد فيصبح شيئًا عاديًا لأن عدوى الإغضاء عن الخيانة قد أصابته في أخلاقه، فغيرت مفهوم (العرف) الأصيل بأعراف زائفة، ولقد حملت أفلام السينما عشرات من ظواهر الانحلال في المجتمع الغربي والتناقضات بين أعرافنا ومقاييسنا الاجتماعية والأخلاقية . 0 | 0 | 0