×
محافظة تبوك

أمطار تبوك تتساءل: أين مشاريع السيول

صورة الخبر

(١) كانت السكرتيرة في حالة غير طبيعية وهي تدخل مكتب مديرها وتخبره بأن هناك موظفاً يريد مقابلته في أمر مهم لا يحتمل التأخير فطلب منها وبهدوئه المعهود واتزانه أن تدخل هذا الموظف. ودار بينهما الحوار التالي: المدير: تفضل، ما الأمر المهم الذي لا يحتمل التأخير والذي تود إبلاغي به؟ الموظف: جئتك لأحذرك من مؤامرة تحاك لك من قبل رئيس قسم الخدمات العامة. هذا شخص منافق فهو يظهر لك ما لا يبطن. المدير: كيف تسمح لنفسك بأن تقول مثل هذا الكلام عن زميل لك في العمل؟ هل هذا هو الموضوع المهم الذي لا يقبل التأخير؟ يبدو أنك لا تعرف قيمة الوقت. الموظف: انه يشيع بين الموظفين بأنك غير كفء لمنصبك وأنك.. المدير: لماذا أنت تنقل هذا الكلام لي؟ هل تتوقع مني مكافأة مثلاً؟ الموظف: أنا أعزك كثيراً ولا أرضى بأن ينال أحد من سمعتك. المدير: أنا أعرف نفسي أكثر منك وأعرف الذين يعملون معي ومدى إخلاصهم وولائهم لهذه المؤسسة ولا داعي لهذا الكلام غير المفيد. وبهدوء القائد الإداري الواثق طلب المدير من الموظف التريث قليلاً واتجه نحو.. سيدي القارئ، سنكمل لاحقاً ما حصل بين المدير وذلك الموظف أما الآن فدعوني أطرح هذا السؤال: ماذا نسمي سلوكيات الموظف في الموقف أعلاه؟ أليست هي النميمة؟ أعتقد أنها كذلك. فماذا يقال عن هذه العادة المذمومة؟ (2) يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ... ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم. ويقول (ريتشارد تيمبلر) حول موضوع النميمة في كتابه (قواعد العمل) ان النميمة هي عمل الحمقى، عمل أولئك الذين ليس لديهم ما يقومون به وكذلك العمال الذين لا تحتاج أعمالهم إلى استخدام عقولهم ومن ثم يشغلون أنفسهم بالحوارات التافهة والثرثرة والإشاعات والأكاذيب. هناك أسئلة يمكن طرحها حول هذا الموضوع، يمكننا عزيزي القارئ محاولة الإجابة على بعضها. هل نتجاهل المشاركة في جلسات النميمة وفي هذه الحالة سينظر إلينا بأننا متعالون أم نشارك ولكن في الاستماع فقط دون نقل ما يقال إلى الآخرين؟ هل تؤثر المشاركة في نقل النميمة او الاستماع إليها على تقدمنا المهني سلباً؟ رداً على هذه الأسئلة يقول الكاتب نفسه أن ثمة جزءاً في غاية البساطة في تلك القاعدة وهو ألا تنقل أبدا ما تستمع إليه من نميمة. والآن لنعد عزيزي القارئ ونكمل ما حدث بين المدير وذلك الموظف. (3) اتجه المدير نحو الهاتف بكل هدوء وطلب من الشخص الذي ذكر الموظف اسمه في الحوار السابق بأنه مدبر المؤامرة أن يقابله في مكتبه وطلب منه البقاء. هنا وقف الموظف متثاقلاً وهو في حالة غير طبيعية، فيداه كانتا ترتعشان وحبات العرق بدأت تلمع على جبينه والكلمات غاصت في حلقه وبصوت مخنوق التمس من المدير أن ينسى الموضوع واعترف بأنه بالغ كثيراً فيما قاله و... ولكن المواجهة تمت وتعلم هذا الموظف درساً لن يستطيع أن ينساه أبدا. النميمة إذا استمرت مع شخص فقد تصبح من مكونات شخصيته يصعب الخلاص منها. مقولة جميلة سيدي القارئ أستذكرها لعالم الإدارة ستيفن كوفي ولها صلة بموضوعنا هذا حيث يقول التردد على دور العبادة لا يعني بالضرورة اتباع المبادئ التي تدرس هناك فقد تكون ناشطاً في التردد على دور العبادة دون أن تنشط في تطبيق تعليماتها. أحياناً نحن وبملء إرادتنا نضع أنفسنا في مواقف محرجة، وأحيانا تكون هذه المواقف سبباً في تعثرنا المهني وقد تتخطى حدود ذلك لتصل إلى فقدان الوظيفة. ما رأيك عزيزي القارئ؟