يعول الرياضيون السعوديون والمعنيون بالشأن الرياضي السعودي، على ان تكون الفترة المقبلة اكثر ازدهارا مع اقتراب اقرار مشروع خصخصة الاندية السعودية الذي بات هاجسا لكل عشاق الاندية والقائمين عليها، ويوما بعد آخر والاماني والتطلعات تتزايد في ان تضع حدا للازمات المالية والتغييرات الادارية التي لطالما نخرت في استقرارها وساهمت في إبعادها عن منصات التتويج ومزاحمة دول الجوار التي شرعت في دق جرس انذار حول ازمات مالية قد تفاقم الامور وتزيدها تعقيدا وحرجا وربما تقصيها من مشهدها السابق على المستوى القارة الصفراء بأكملها. ولعل بوادر التغيير قادها الرئيس العام الحالي لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد، حين عني بملف الخصخصة حتى قبل ان يتقلد منصبا في رعاية الشباب، حينما اسند الملف اليه وتم تشكيل للجنة للوقوف على هذا الامر وقدم فيه مساع محمودة ومميزة، ومع اقتراب الحلم من الواقع عبر الرغبة القوية من اطراف مختلفة، يبدو ان الايام المقبلة ستشهد تغييرا جذريا سيطال الرياضة السعودية بشكل تدريجي بدءا من كرة القدم وانتهاء ببقية الالعاب. تغييرات نوعية بات من المتوقع ان تحظى رعاية الشباب بدعم كبير مع المطالب بتحويلها الى وزارة وهو ما تحدث عنه الامير عبدالله في وقت سابق لـعكاظ وتم التطرق له في جلسات مجلس الشورى، حيث علمت عكاظ من مصادرها الخاصة أن موعد طرح ملف الخصخصة على طاولة الاندية في الربع الاخير من الموسم الرياضي الجاري وتحديدا في أغسطس القادم، على ان يتم وضع الية الخصخصة واعتمادها بحيث تتم خصخصة فرق كرة القدم بجميع فئاتها السنية بدءا من شهر ٨ من السنة الميلادية المقبلة، اي قبل انطلاق دوري جميل للمحترفين، ووفق آلية تراعي 4 محاور هي (الموقع والجماهيرية وسجل البطولات ومدى استفادة المنتخبات في مختلف الفئات من لاعبي النادي). وينتظر ان تتولى الرئاسة العامة لرعاية الشباب الصرف على جميع الالعاب المختلفة بالاندية من خلال الاعانة الموسمية، في حين يتولى رئيس النادي واعضاء مجلس ادارته الاشراف الاداري والصرف المالي على الالعاب المختلفة، مع اعطاء مهلة لمدة عام كامل لادارة النادي لاثبات فاعلية بعض الالعاب والاستغناء عن البعض الآخر عبر تقرير مرفوع لوزارة الشباب والرياضة، وتندرج الالعاب المختلفة المستغنى عنها من قبل الاندية تحت مظلة الرئاسة العامة للاشراف الاداري والمالي عليها وذلك بهدف تفعيل دور بيوت الشباب وبحيث تكون المنافسة بين المناطق. انتظار الاعتماد على ارض الواقع وبحسب مصادر موثوقة لـعكاظ فإن الامانة العامة ولجنة التخصيص بالمجلس الاقتصادي انهت دراسة ملف مشروع خصخصة الاندية السعودية في دوري جميل السعودي، وبقي الاعتماد النهائي للمشروع وسيكون قريبا جدا حيث يرتكز على انشاء صندوق بهدف تطوير الالعاب المختلفة تفاديا لعدم تأثر تلك الالعاب بمشروع الخصخصة، حيث سيتم تمويل الصندوق بنسبة 10 % من النقل التلفزيوني من العقد الحالي او المستقبلي، وبنسبة 30 % من رسوم تفرض على اي ناد يتعدى الحد الاعلى من الرواتب، تفاديا لبعض المستثمرين الذين يستثمرون في الاندية ويعملون بشكل مركز على كرة القدم وبالتالي تهمش الالعاب المختلفة وهي التوصية التي رفعت فيما بعد. وكشف المصدر عن انشاء صندوق استثماري، يمثل دخله ثمن بيع الاندية وسيكون تحت اشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتفويض من وزارة المالية المالكة لمقرات الاندية الحكومية ويعمل على اقراض اي مستثمر يريد انشاء نشاط رياضي او بناء استادات رياضية، وسيتم تقسيم المبالغ المالية في الصندوق الاستثماري الى قسمين الاول يوزع بين الاندية والآخر يطرح لها، حيث ستكون مداخيل الاندية من خلال النقل التلفزيوني والرعاة المركزين وشركات ستملك الحقوق التجارية لجميع الاندية لبيع منتجاتها. وحدد المشروع حدا ادنى للصرف المالي، اذ لن يسمح بصرف اقل من 67 في المئة من الدخل المركزي لكل ناد، بالاضافة الى انه سيؤخذ في الحسبان خلال تحديد اسعار بيع الاندية (المقرات الحالية) وقيمة الاراضي والمنشآت وسيكون بمقدور المستثمر ان يشتري المقر او يستأجره من الرئاسة العامة لمدة معينة حتى يتسنى له بناء مقر جديد ان رغب بذلك. كما تضمنت توصية المشروع اقرار شركة واحدة لتكوين قوة شرائية اكثر وفق توصية الفريق الفني في التحليل الاقتصادي لمراعاة مصلحة الاندية الصغيرة، حيث سيكون 30 % من قيمة بيع اي منتج رياضي للاندية مجتمعة و70 % للنادي المباع منتجه. وتتصدر منشأة نادي الشباب الاغلى ثمنا في تحديد اسعار بيع الاندية المقرات الحالية وقيمة الاراضي والمنشآت التي يمتلكها في اقوى مواقع العاصمة الرياض تليه بقية الاندية الاخرى. مشاكل وعوائق مسألة الديون تعتبر من اهم المشاكل التي تواجه الاندية، وتهدد بانهيارها، وان الحل يكمن في فتح ملف الخصخصة، التي ستسهم بدورها في رفع مستوى الاداء والاستقرار المالي، الامر الذي سينعكس ايجابا على الاداء الرياضي، ودون ذلك ستبقى النوادي في حالة من التردي المالي والفوضى، وتحرم الكثير من الفرص الاستثمارية، والاهتمام الفعلي من كبرى الشركات بالدعم والرعاية التي هي الدخل الاهم، وستعيش على الهبات والمساعدات. حيث أن اللاعبين، يعانون عدم الاستقرار المالي، وتأخر رواتبهم في معظم الاوقات، كما ان اسعارهم اصبحت مبالغا فيها، اضافة الى ان المنافسة غير منطقية بين النوادي، ولا تزال تعقد الكثير من الصفقات العشوائية، وباسعار خيالية تفوق قدرة اللاعب الحقيقية، الامر الذي يؤدي الى الاحباط الجماهيري. البلوي: خصخصة مشروطة رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي قال: هناك معايير يجب توفرها لنجاح خصخصة اي ناد، اهمها قدرة المستثمرين المالية وخبرتهم في الرياضة، الخصخصة ستكون ناجحة في رياضة كرة القدم والهدف منها ليس تحقيق الربح فقط بل توفير قاعدة دعم وتمويل ثابتة، تسهم في ضبط التعاقدات والصفقات وحماية الاندية من اي تعثرات كما يحدث في غالبية الاندية الآن، بل وستحفز الرعاة ورجال الاعمال والشركات للتواجد بقوة في هذا المشروع المهم والكبير. الزويهري: خطوة للتطوير بدوره أكد ل رئيس النادي الاهلي الحالي مساعد الزويهري: ننتظر الخطوة بفارغ الصبر، وستلعب دورا كبيرا في دعم الاندية عبر تحفيز المستثمرين لاختيار ارقى واحسن الادارات والمدربين، وستكون الاندية بافضل حالاتها وسينعكس ذلك على المنتخبات وسيكون العمل على اقصى درجة من الاحترافية ما يعني اننا مقبلون على مستقبل مميز من شأنه الارتقاء برياضتنا وتخليصها من اشكالات كثيرة ومتعددة، فالاعتماد على الاستثمار مطلب في الرياضة الحديثة. دشيشة: تنفيذ دقيق ومثالي ويقول رجل الاعمال واحد المهتمين البارزين بمشروع الخصخصة ابراهيم دشيشة: هذه الخطوة ان تمت ستكون رافدا مهما للرياضة وحركة قوة لها، ولا يمكن تجاهل ان هناك فرصا استثمارية من الدرجة الاولى في القطاع الرياضي تحتاج فقط لقوانين داعمة واعتمادات دقيقة تحفظ حقوق رجال المال والاعمال للخوض فيها والتنافس على الشراء، بما يسهم في الارتقاء بالرياضية بشكل عام فضلا عن امكانية تأسيس فريق رياضي او ناد متخصص يحمل مسميات جديدة. عبدالعال: التحرر من قيود الشرفيين فيما وصف الرئيس الاهلاوي السابق عبدالعزيز عبدالعال بأن التحول الى الخصخصة يعني نهاية مسألة العودة الى الشرفيين والحاجة لهم، بل ويقنن الصرف العشوائي الى ما هو اهم ادق واكثر جدوى وفائدة متمثلا في توفير ارضية خصبة للحد من الانفلات السلبي في هذه الامور كما يحدث حاليا، فالازمات والديون المتراكمة على الاندية ليست سوى نتاج تخبطات ادارات تتخذ القرار ارتجاليا وتصرف دون قيد، وهو ما سينتهي قريبا عبر مثل هذه الملفات. فوائد وعوائد يمكن القول ان اعتماد خصخصة الاندية الرياضية المنافسة سيسهم في تحقيق الكفاءة الاستثمارية والتركيز على انشطة رياضية مختلفة او نشاط واحد يساعد على رفع الاداء وتقليص النفقات وتعظيم الايرادات والعمل الاحترافي. ويحسب للاندية السعودية انها ما زالت تحافظ على استقرارها بوجود الراغبين في استثمارها،