×
محافظة المنطقة الشرقية

«الصحة» كرمت 33 طبيبا وممرضا شاركوا في الحد الجنوبي

صورة الخبر

تواترت شكاوى مواطنين في مناطق مختلفة، من تراجع حاد في مستوى الخدمات الصحية المقدمة من قبل وزارة الصحة. وعبر الشكاوى التي جاءت من: المحرق، سترة، باربار، جدحفص، وعالي، تساءل المواطنون عن دور الوزارة حيال «الواقع المأساوي الذي تعيشه عدد من المراكز الصحية التابعة لها» على حد وصفهم، كما تساءلوا عن سبب غياب المراقبة والمتابعة والمحاسبة والإصلاح. بدورها، نقلت «الوسط» واقع الخدمات الصحية كما رآه المواطنون إلى وزارة الصحة، مشفوعاً بأسئلة تركزت حول الأسباب والحلول، دون الخروج بنتيجة حتى ساعة تحرير التقرير. وتنوعت الشكاوى لتطال 3 محاور، شملت: تأخر ونفاد المواعيد، قلة الأدوية في الصيدليات، وتدني جودة العلاج. يبدأ المواطن علي العصفور حديثه بتأوه، نتيجة التجربة التي خاضها أمس الأول الإثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، في مركز الشيخ جابر الصباح في باربار. يقول العصفور: «ما رأته عيناي، غريب وصادم. الساعة كانت تشير لحظة تواجدي في المركز إلى 9:35 صباحاً، ورغم ذلك كان موظف المواعيد يؤكد للمرضى وبعضهم من كبار السن، نفاد المواعيد منذ الساعة 7:30 صباحاً». وأضاف «بالنسبة لي كانت المأساة حاضرة بكل معنى الكلمة، فابنتي البالغة من العمر 4 سنوات كانت ترتجف من تأثير الانفلونزا الحادة التي أصابتها، ورغم ذلك، كان نصيبنا العودة بخفي حنين من المركز». وتابع «حين سألت الموظف الذي أكد أن المواعيد محجوزة، عما أفعل، كان جوابه: لا أدري، قبل أن يتساءل: لم لا تشتكون؟ لماذا تصبون جام غضبكم علينا؟». وأردف «المفارقة التي رصدتها عيناي، أن قاعة الانتظار بالمركز كانت خالية تقريباً إلا من عدد محدود من المرضى، كما أن معلوماتنا تشير إلى وجود 5 أطباء في المركز، ما يعني أن الخلل قد لا يعود لنقص الكادر بقدر عودته للإهمال وغياب المراقبة والمحاسبة، لينتج ذلك حالة من اللاإنسانية في التعامل مع المرضى بما في ذلك الحالات الطارئة». العصفور الذي يؤكد أن طفلته لاتزال تعاني من المرض الذي أجبرها على التغيب عن روضتها بسبب وصولها لمرحلة الهذيان، قال: «لو كنت أملك المال، للجأت للطب الخاص، لكن ما عسى الفقير أن يفعل في هذا البلد!». إلى المحرق، تحديداً مركز سلمان الصحي، يؤكد عدد من مرتاديه أن الخدمات المقدمة من المركز تراجعت كثيراً خلال السنوات الفائتة. المواطن عبدالله مطيويع، يحكي تجربة شخصية في نفس المركز، «المعاناة كبيرة ومتعددة، من بين ذلك ما حصل لي في المركز، حين بقيت أنتظر سماع اسمي للدخول على الطبيب الذي كان جالساً بلا مرضى، وبعد مرور نصف ساعة طرقت بابه لأستفسر عن موعدي، فكان جواب الطبيب: لم يصلني ملفك!». وأضاف مطيويع «على إثر ذلك، ذهبت للقسم المعني فسألت الموظفة التي ردت على الفور: لقد أوصلنا الملف للطبيب، ليجبرني ذلك على الصراخ في وجهها وتقريعها؛ بسبب عدم الصدق والإهمال». وبحسب تأكيدات مطيويع، فإن مركز سلمان الصحي يعاني من نقص في الكادر الوظيفي ويشمل ذلك الأطباء والممرضين والإداريين، والسبب يعود لتوزيع قسم منهم على مركز بوماهر الصحي، والذي افتتح مؤخراً، ما أنتج حالة من الفوضى التي كان أحد ثمارها توظيف عمالة سائبة في أعمال التنظيف. ونوه إلى رفعه شكاوى بهذا الخصوص، لوزير الصحة السابق صادق الشهابي، دون تغيير يذكر. وفي سترة، كان الحال كارثياً كما يصف المواطن سيدعلي ضياء سيدمحمد، والذي ظل يتحدث بنبرة لم تخل من غضب، لحظة تواجده في مركز سترة الصحي. يقول: «لدينا حالة استياء كبيرة جداً في سترة وضواحيها، فعدد السكان الذي يقترب من 100 ألف نسمة، مخصص له من قبل وزارة الصحة، 3 أطباء فقط!». وأضاف «للتو كنت مع إدارة المركز، والتوضيحات تتحدث عن وجود نقص كبير في عدد الأطباء بسبب توجيهات صادرة عن وزارة الصحة، في الوقت الذي يؤكد فيه موظفو المركز تضامنهم التام مع معاناتنا، ومطالبتنا بإيصال ذلك لأعلى المستويات». وبشأن تجربته مع مركز سترة الصحي، قال: «أصيب ابني البالغ من العمر 11 سنة بحادث، فنقلته للمركز مساء يوم الجمعة الماضي (23 أكتوبر الجاري)، فكان رد موظف الاستقبال أن لا مواعيد ألبتة، ما أجبرني على اللجوء لممرضة التصنيف، وهو الأمر الذي سيضطرني للانتظار ساعة كاملة من أجل الدخول على الطبيب». وأضاف «ليلتها، خرجت من المركز الساعة 9:30 مساءً، وفي يدي تحويل لمستشفى السلمانية الطبي، وفي هذا الأخير كانت أعداد المرضى والمراجعين كبيرة جداً، وبسبب ذلك عدت للمنزل مع ابني الساعة 3 فجراً». وتابع «نتيجة لمعاودة الآلام مساء أمس الأول (الإثنين)، اضطررت لنقل ابني مجدداً لمركز سترة الصحي، وكان الحال على ما هو عليه: لا مواعيد، الأمر الذي حدا بي لحجز موعد لليوم التالي (أمس الثلثاء)». إزاء كل ذلك، تساءل المواطن سيدعلي ضياء، «هل أن ما يحصل من تعقيدات، يأتي في سياق إجبار المواطن للزهد في خدمات القطاع العام، والاستعاضة عنها بالطب الخاص؟ ولو افترضنا ذلك، كيف سيكون وضع الغالبية من المواطنين ممن يكابدون ضنك العيش؟». ومع العودة للمحافظة الشمالية، تحديداً منطقتي جدحفص وعالي، كان الأهالي في مستوى كبير من التذمر وعدم الرضا إزاء الخدمات الصحية المقدمة على وجه الخصوص من قبل مركز جدحفص الصحي، ومركز عالي الصحي، حيث الشكوى من تدني جودة العلاج المقدم من قبل هذا الأخير لطفلة تبلغ من العمر عامين، نقلها والداها لمركز عالي بسبب ارتفاع درجة الحرارة، قبل أسبوع، ولم يكتب لها الشفاء إلا بعد نقلها لمستشفى خاص، ودفع مبلغ يصل إلى 30 دينارا. أما جدحفص، فكان الحديث للمواطن نادر عبدالإمام، الذي طالب وزيرة الصحة فائقة الصالح بالتدخل فيما أسماه «حالة التراجع في مستوى الخدمات الصحية»، مدللاً على ذلك بتجربة شخصية حديثة مع المركز، فوجئ من خلالها بنفاد المواعيد قبل 5 ساعات من نهاية عمل المركز، تحديداً عند الساعة 9 صباحاً، حتى باتت مواعيد الفترة المسائية، تعطى صباحاً.