×
محافظة المدينة المنورة

لا صكوك لأراضي الدائري الثالث

صورة الخبر

العلاقات الإنسانية، هي التي تقوم عليها كل التعاملات، والمصالح الحياتية، ولولاها لبقينا مثل كائنات الغابة دون أدنى نوع من التواصل الإنساني. وعلى الرغم من اتساع نطاق علاقاتنا عن السابق بحكم استحداث سبل، ووسائل أكثر سهولة، وأقل تكلفة في التواصل والتعارف، وبناء قاعدة من المعارف لا حد لها، إلا أن المتأمل لتلك العلاقات سيجدها باهتة بلا معنى، أو روح، بل ولا يمكن أن ترقى إلى مسمى علاقة إنسانية. غابت الصداقات الحقيقية، والعلاقات المبنية على الجميل ورده، وعلاقات المكان الواحد والجيل الواحد، حيث أصبح لكل منا أصدقاء إلكترونيون، وعلاقات إنسانية ممتدة مع أشخاص «افتراضيين» من كافة الفئات العمرية والاجتماعية داخل وخارج حدود الوطن دون أن نلتقي بهم يوماً، أو أن نعرف تفاصيل ملامحهم، ولا يجمعنا بهم سوى ذاك التواصل الإلكتروني، الذي قد ينتهي بمجرد خلل في «الشبكة العنكبوتية»، وتبقى «الوحدة» تنخر في كياننا بصمت مذهل. التأثير السلبي لهذا الإبحار نحو وجهة مجهولة لم يقتصر على الجانب الإلكتروني وحسب، بل تعداه إلى العلاقات مع مَنْ هم حولنا، إذ أصبح لكل منا عالمه الخاص ضمن جهازه اللوحي، الذي حل بديلاً عن كثير من الأمور المعتادة. هذا الأمر لا يمكن حله بالتوعية، أو إلقاء النصائح، وجلد الذات، وإنما هو في يد كل شخص استشعر هذا الضياع والتشتت يعم أرجاءه، فعليه أن يعود مادام ثمة طريق للعودة.