أكدت حبيبة المرعشي رئيسة الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، أن المسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية تسهم في التنمية المستدامة لاقتصادات الدول، والنهوض بمختلف المجتمعات، موضحة أن نماذج الأعمال التحويلية تخلق فرصا للنمو الاقتصادي الشامل والعادل وخلق قيمة مجتمعية، فضلاً عن أن نماذج الاستدامة تتمثل في جلب ثقافة تتجاوز المسؤولية الاجتماعية وتحفيز المنظمات، للنظر إلى أبعد من نماذج الربح التقليدية، منوهة بأهمية هذا النهج الجديد في مرحلة ما بعد 2015 لعصر التنمية المستدامة. جاء ذلك خلال فعاليات المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في نسخته السادسة، الذي انطلق أمس في فندق آتش بدبي، ونظمته الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، تحت رعاية الدكتور محمد التويجري مساعد الأمين العام للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، بمشاركة نخبة من قادة وأصحاب رؤى المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في العالم، وحضور عدد من الخبراء في مجال التنمية المستدامة، والشخصيات المجتمعية، ورجال الاقتصاد وتنمية المجتمع، لتبادل الخبرات بين ممثلي القطاعات والمؤسسات بأنواعها، في المنطقة العربية. أهداف التنمية وقالت حبيبة المرعشي خلال كلمتها الافتتاحية أمام المنتدى، إن قمة الأمم المتحدة اعتمدت أهداف التنمية المستدامة التي توفر خريطة طريق للتنمية العالمية في العقود المقبلة، ويتعين على المنطقة العربية فرض نفسها كلاعب رئيسي في قضايا المساواة والتنمية المستدامة، وبذل جهود مشتركة مع بقية دول العالم، حيث سيكون إطار التنمية المستدامة متاحاً لكسب التفوق التنافسي في الساحة العالمية. وأضافت أن واقع السيناريوهات الحالية، يؤكد عدم كفاية حث المنظمات للانخراط مع المجتمع، حيث تهب رياح التغيير متسارعة، فالعالم يتغير بوضوح ودون مواربة، نحو مجموعة جديدة من تعريف أهداف التنمية المستدامة، لاسيما بعد إدراك أن التنمية المستدامة توفر الرخاء والتقدم الاجتماعي والسلام والاستقرار والكوكب الصحي، لذلك نحتاج أولاً إلى التخلص من العمل على النحو المعتاد والقفز إلى التحول المنهجي والتغيير الشامل. وأوضحت أن مشاركة عدد كبير من كبار الشخصيات في المؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية وعمالقة القطاع الخاص من العالم العربي وكذلك من الدول الأخرى يضيف قيمة كبيرة لهذا الحدث، معربة عن امتنانها للمستوى العالي من الاهتمام و المشاركة ورغبتها بأن يستمر المنتدى في استقطاب وإلهام الجميع ليكونوا مواطنين مسؤولين سواء على المستوى الفردي أو على الصعيد المؤسسي، مؤكدة أن المنتدى بات منصة متطورة، لمناقشة القضايا الاجتماعية الأكثر موضوعية وأهمية محلياً وعالمياً. التحدي الحقيقي إلى ذلك أكد الدكتور محمد التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في جامعة الدول العربية، خلال كلمته التي ألقتها عنه، الدكتورة مشيرة وهبي رئيسة قسم التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، أن التحدي الحقيقي للمنطقة العربية يتمثل في ضرورة رفع درجة الوعي بنظم هذه التقارير حول المسؤولية الاجتماعية والاستدامة، وأهميتها للحكومات والمؤسسات على قدم المساواة، إذ ربما تطالب الحكومات بأن تحتوي تقاريرها الوطنية الخاصة بمتابعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على ما قامت به المؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة، مضيفاً أن التحدي الآخر هو أن الدول العربية والخبراء العرب ليسوا طرفاً في الجهود والمفاوضات الدولية المعنية بتحديد دور تقارير المؤسسات في تحقيق التنمية المستدامة، الأمر الذي يتطلب تحركا سريعا للّحاق بالركب الدولي ومواكبة المستجدات، ومن المهم أن تدرك المؤسسات أن دورها المجتمعي أو البيئي بات جزءاً لا يتجزأ من العملية التنموية في الدولة والمنطقة العربية ككل. مصدر رئيسي وقال إن تقديم المؤسسات لتقارير ذات جودة عالية، تمكن من إجراء مقارنات وتساهم في الاستقرار المالي، وتعزيز الحكم الرشيد، وتساعد على الممارسات المسؤولة اجتماعياً وبيئياً - وهي أول خطوة لتحقيق التنمية المستدامة. واعتبر أن التقارير مصدر رئيسي للمعلومات عن أداء المؤسسات التي تمكن من تعزيز آليات رصد تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال مد الحكومات والمؤسسات والمجتمع وغيرهم من أصحاب المصلحة بالوسائل الكفيلة بتقييم الأثر الاقتصادي والبيئي والاجتماعي لأداء المؤسسات في مجال التنمية المستدامة. ولتحقيق هذا، لا بد من بذل مزيد من الجهود لضمان اتساقها مع أطر وأساليب تقديم التقارير القائمة؛ وإمكانية مقارنة المعلومات والبيانات المقدمة من قبل المؤسسات. خطط واستراتيجيات أكد سعيد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي خلال كلمته أمام المنتدى، أن الهيئة تتبنى خططاً واستراتيجيات مدروسة، متوافقة مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية لتحقيق رؤيتها في مجال المسؤولية المجتمعية، ولطالما شكلت المبادرات المجتمعية التي تطلقها الهيئة، جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتنا لخدمة الصالح العام، فنحن لسنا معنيّين بتوفير خدمات الطاقة والمياه فحسب، بل نبذل كل جهد ممكن من خلال برامجنا ومبادراتنا المجتمعية لتعزيز مسيرة النمو والازدهار التي تشهدها دبي، والإمارات، على جميع المستويات. مختبرات الإبداع من المقرر أن تشهد فعاليات اليوم الأربعاء للمنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، مختبرات الإبداع، التي تطرح نماذج فريدة لمؤسسات رائدة بمجال الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية بشكل تفاعلي يسمح بالاستفادة من خبراتهم والاطلاع على الدروس المستفادة من تجاربهم. تباطؤ الاقتصادات قالت حبيبة المرعشي رئيسة الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، إن العالم يشهد العديد من المشاكل، منها تباطؤ الاقتصادات الوطنية، وانهيار الأنظمة، والتدهور البيئي بشكل لم يسبق له مثيل، إلى مشاكل كثيرة في كل مكان، حيث تحاصر منطقتنا العربية العديد من المشاكل، والإحصاءات والحقائق واضحة وكافية لبلورة الرسالة التي تؤكد دور الحكومات والمؤسسات نحو تحقيق الاستدامة في المسؤولية الاجتماعية.