أكثر ما يهم المحب العاشق للكيان الهلالي، هو استمرار لغة الانتصارات والصدارة التي يتعهدها الزعيم في منافسات دوري عبداللطيف جميل السعودي، ليس من أجل اللقب وعودة الهلال الى منصة التتويج التي غاب عنها المواسم الأربعة الماضية وفقط، بل والأهم من ذلك ضرورة استمرار المدرب اليوناني دونيس جورجيوس بالقيادة الفنية، فترات أطول، في ظل الحاجة الماسة للزعيم، في استعادة مرحلة سابقة من الانضباط، والهيبة التنظيمية، التي كان يصدرها مثالًا، مميزًا للأندية المحلية وبالخارج، لا يكتفي بتربعه على قائمتها وفقط!. لم يكن الهلال النادي العريق وفي السنوات السبع الطويلة الماضية، بحاجة لأكثر من حاجته للانضباط، وبعد متابعة الجميع حالة التدهور الانضباطية التي رافقت الفريق، وأصابت كل شي كان جميلا، وعندما تفشل الملايين التي تنفقها في معالجة الخلل وتتعذر أمامك الحلول، وتضيق الخيارات، فمن المؤكد أنك، أنت ما يمثل الخلل كمسؤول، وقائد، ليس النادي أو الفريق، وفي حالة الهلال، صورة واقعية وتابعها الجميع، عندما أنفق الهلال الملايين من أجل بلوغ منصة تتويج الدوري، وتلك الآسيوية، لكنه لم ينجح في الاثنين معا، ليس بسبب عدم امتلاكه للإمكانات والقدرات، لكنها المعادلة البسيطة جدا، التي تسمى الادارة والانضباط!. لا خلاف على السيرة الذاتية المحدودة التي جاء بها المدرب اليوناني دونيس جورجيوس، والتي لا شك أنها لا تتفوق على كبار المدربين الذين دربوا الهلال، لكن من الهام جدا، أن نقول أن النادي الجماهيري وفي هذه المرحلة الزمنية تحديدا، أضحى بحاجة ماسة الى إعادة التأسيس في الانضباط حتى أكثر بكثير من أي جوانب فنية، كانت الشغل الشاغل في مراحل سابقة، وعندما نتابع البساطة التي يتعامل بها دونيس في الجانب الفني والتركيز العالي والمتقدم على الانضباط وكيف أحدث الجانب الأخير قيمة مختلفة للفريق، لم تكن حاضرة في السنوات الطويلة السابقة، فيمكن أن نتمعن في جانب إداري بالغ في الأهمية، لا يمكن أن تغني عنه الملايين من الدولارات، ولا حتى المليارات، ذلك أن الشروع في التجسيد للانضباط وبأبجدياته وأسسه، من شأنه أن يرتقي بقيم العاملين بالمؤسسة، ويظهرهم أكثر قيمة وقدرة، حتى أعلى بكثير ممن يمتلكون الخيالي من القدرات، ولا يستطيعون أن يظهروها بسبب أنهم يعملون في بيئة ومجتمع، يعم بالفوضى، ولا يحظى بالانضباط!. ما يتناقله الوسط الرياضي السعودي حاليا، وايضا المتابع للمنافسات الكروية نفسها، على اعتبار المدرب اليوناني مثالا للانضباط وشعارا للمرحلة الهلالية الجديدة، لا شك أنه يمثل القيمة الجديدة، التي كشفت عن الكثير من التراكمات للإدارة السابقة، خاصة في ظل الحديث عن عدد من اللاعبين، لم يتقبلوا، ما يظهره المدرب من صرامة وحزم، وبالتالي هو في جانب مضيء يحقق ويتعهد الانتصارات، بأي مجموعة يشارك بها، والأهم من ذلك رغبة تلك الأصوات والأسماء التي تشيد بالمدرب الهلالي، أن يتوافر في أنديتها دونيس آخر يزيل الترسبات، ويقتلع الجذور من الفوضى والفشل واللامبالاة!. وعندما نشيد بما يقدمه المدرب اليوناني من عمل كبير وجبار حتى يستعيد الكيان الأزرق هيبته الانضباطية وهويته التنظيمية، فمن الضروري أن نبادر الى ذكر اسم الرئيس الأمير نواف بن سعد، والذي لا شك، يمثل الداعم الأكبر للجديد من الاتجاهات، وما يخص مستقبل النادي الجماهيري والكيان، ومن السهل جدا، أن لا يقتنع الرئيس بإعادة التأسيس في الانضباط، ويبحث عن نتائج فورية كالتي يتعهدها الكثير من الرؤساء، لكنها أيضا حكمة ورؤية، واتجاه لا شك ولا جدل في حاجته الماسة الى النتائج الجيدة والانتصارات، لإسكات أي صوت، وايقاف اي اتجاه آخر تفتعله جماهيرية بعض النجوم المشجعة على الفوضى واللامبالاة، والتي واقعيا لا تعنيها سوى مصلحتها، أكثر بكثير مما يمكن أن يقال عن أي مصالح للكيان!.