معلم سياحي لا يعلم الكثير عنه رغم روعته وإذا زرته لن ترغب في الخروج منه، ولهذا المكان الذي يتغنى بجمال الطبيعة الجبلية في الأردن تاريخ عريق فهو يرجع لعصور بعيدة ويعرف تاريخياً باسم أرنون. وادي الموجب هو ممر ضيق يتقاطع مع البحر الميت في 410 متراً تحت مستوى سطح البحر ويقع في المشهد الجبلي إلى الشرق من البحر الميت على مسافة 90 كم جنوب العاصمة عمّان. ويغطي وادي الموجب مساحة 220 كيلومتراً مربعاً على الشاطئ الشرقي للبحر الميت. وقد حدد علماء الآثار وادي الموجب كبقعة مأهولة بالسكان منذ العصر النحاسي (4500-3200 قبل الميلاد ) وخلال العصور القديمة، خدم وادي الموجب كحد فاصل جغرافي وسياسي رئيسي بين ممالك موآب و عمون. وتصنف المنطقة على أنها بقعة تجارية للملح والزيت في حين يعتمد القرويون على الزراعة كمصدر للدخل. ويستمتع الزائر للمكان برؤية التنوع البيولوجي ويعد الوادي موئلاً آمناً للأنواع النادرة من الحيوانات كالذئب السوري والضبع المخطط والوشق وأنواع أخرى من الحيوانات الجبلية ويضم الموجب 250 نوعاً من الحيوانات الآكلة للحوم. كما أنه يحتوي على أكثر من 400 نوعاً من النباتات وعلى أكثر من 186 نوعاً من الطيور والتي تشمل الطيور المهاجرة بين إفريقيا وأوروبا. تلك الجبال الشاهقة الارتفاع والمياه السريعة التدفق تشكل عوامل جذب لمحبي المغامرات حيث يستقبل الوادي سنوياً عدداً كبيراً من الزوار الذين يأتون لممارسة رياضات متنوعة كتسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة والتخييم والسباحة في أخاديده. وتعد سفوح الأراضي الجبلية قليلة النباتات مع وجود غطاء نباتي مشابه لذلك في السهوب على سطح الهضاب. وتتسرب المياه الجوفية في أماكن تقع على طول شاطئ البحر الميت، كينابيع زارا الساخنة. ويجد الرعاة من المنحدرات الأقل حدة في الوادي مكاناً مناسباً لرعاية المواشي كالأغنام والماعز. ونظراً لتباين الطبيعة في الوادي وما تعكسه من انسجام خلاب، أطلقت الجمعية الملكية لحماية البيئة على الوادي اسم وادي الموجب ومحمية الموجب على الطبيعة المحيطة به والتي تبلغ مساحتها حوالي (215) كيلومترا مربعاً. ويوجد في هذه المحمية الساحرة سبعة وديان بعضها دائم الجريان وبعضها الآخر موسمي فيما يعد وادي الموجب أعرضها وأغزرها مياه وأكثرها بهاء. إلى جانب ذلك، يوجد في المحمية أعداد كبيرة من ينابيع المياه المعدنية الساخنة وينابيع المياه العذبة الباردة، وتتميز مياه الوادي بدرجة عالية من النقاء. وتغطي المحمية التي تأسست في عام 1985 مساحة 212 كم وتحيط بالبحر الميت بأقل من 416 متراً تحت مستوى سطح البحر، مما يجعلها المحمية الأكثر عمقاً على سطح الأرض.