وسط مجموعة من عازفي العود يبرز عبد الرحمن ماجد الخفاجي .. فهو اصغرهم سنا لكنه اتقن مهارات العزف على العود على يد مدرسهم محمد العطار. ويقول عبد الرحمن إن اهتمامه بالعود بدا وهو في الخامسة من عمره عندما رأى شقيقه الأكبر يعزف على هذه الآلة. ويضيف عبد الرحمن "من كان عمري خمس سنوات حبيت الة العود كنت فوق وسويت قوطية وعودة ووتر بعدين بابا اشترالي عود ووداني يم استاذ عامر علي العواد اتعلمت عود وشهرين طلعت من يمه بعدين اجيت يم استاذ علي العطار صار لي سنه ادرس يمه." وروى والده ماجد الخفاجي التفاصيل ذاتها عن قيام عبد الرحمن بعمل عود لنفسه. وقال "حسيت به ميال للموسيقى وذواق في سن الخامسة قبل دخوله للمدرسة. اني فد يوم جيت من العمل فسألت على عبد الرحمن فقالوا لي لي عبد الرحمن فوق يم اصدقائه يلعب فصعدت لقيته(وجدته) ماسك قوطية(علبة) ومثبت عليها خشبة وده يحاول يثبت الوتر عالخشبة يعني يصنع عود فجيت قلت له بابا لا تنجرح. القوطية (العلبة) تجرحك قال لي بابا هذا عود اني سويته وراح أعزف عليه، فد شوية فسألته قلت له بابا أنت تحب العود قال اي وفعلا يعني رحت اداينت مية ادينت مية ألف عراقي ورحت اشتريت له عود." حرص الخفاجي على تنمية موهبة ابنه في العزف على العود. لكن باعتباره متوسط الحال كان يرغب في أن تساعد الحكومة ابنه على دعم مستقبله الموسيقي بدرجة أكبر. وقال "اتمنى من وزارة الثقافة والناس المعنيين أن يأخذون بيد عبد الرحمن لأنه هذا موهبة ويمثل بلد فأني بصراحة دقيت أكثر من باب ومع الاسف ما لقيت ( لم أجد) قبول و لا أحد أحتضن أبني وراح اضطر اداين مبلغ حتى أكمل أموري وأخذ عبد الرحمن أوديه لمصر إلى بيت العود العربي تحت أشراف ألأستاذ الكبير نصير شمة حتى يتتلمذ هناك." وقال محمد العطار استاذ عبد الرحمن إنه عندما التقى بالعازف الصغير أدهشه ان يرى طفلا في هذه السن الصغيرة يعزف الحانا صعبة ومعقدة. واضاف "بصراحة اتفاجئت بهذا عمره يعزف قطع كبار الاساتذه أغاني للسيدة أم كلثوم فاحتضنته بالدورة المجانية الي انعملت وكان هو من ضمن الخمسة الي تخرجوا وطبعا عبد الرحمن مميز عن الكل حتى الاكبر منه بهاي الدورة واني شخصيا مهتم بهاي الموهبة لان بصراحة راسم له فد مستقبل راقي وانشاء لله يمثل اسم بلد كامل ويكون مؤسس ويكون اله بصمته الخاصة." وانضم عبد الرحمن في الفترة الأخيرة إلى مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد وهي مدرسة تمكنت من البقاء على مدى سنوات وسط الاضطرابات وظلت ملاذا آمنا للفنانين. وهو الآن تلميذ بالصف الرابع بالمدرسة وعضو في فريق موسيقي. وقال علي خصاف نائب قائد الفرقة السمفونية العراقية "شفته قبل سنه أو سنتين يعني هسة (الأن) تتطور بشكل كبير جدا وهسة يجي (يأتي) مع فرقة شباب ويعزف هذا فد انجاز كبير له وبعدين الأنجاز الأهم الي هو هسة وضع الخطوة الصحيحة والاكاديمية العلمية الصحيحة الي هي صار في مدرسة الموسيقى والباليه يعني هذا راح يدرس بشكل علمي اكاديمي تحت اشراف اساتذة." وفر أغلب الموسيقيين العراقيين الموهوبين من البلاد خلال فترة حكم صدام حسين خوفا من القمع بسبب آرائهم السياسية وعانوا من قلة التمويل والتعرض للقهر إذا رفضوا تمجيد الزعيم في اعمالهم الفنية. وكان العازف الشهير نصير شمة من بين هؤلاء. فر من العراق عام 1993 متجها إلى تونس بعد ان تحدث علنا عن انتهاكات حقوق الانسان والافتقار للديمقراطية في عهد صدام فسجن. وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث اسس مدرسة للعود تحمل اسم بيت العود العربي في عام 1999 في القاهرة. ويامل عبد الرحمن البالغ من العمر عشر سنوات أن يتبع خطى شمة في العزف في المحافل الدولية وفي مختلف ارجاء العالم.