أكد مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي بالإنابة، سمير إمطير الدرابيع، أن منظمة الأمم المتحدة أسهمت بشكل كبير في تنمية الكثير من الدول، وتحسين الحالة المعيشية للشعوب من خلال أهداف الألفية، مشيراً إلى أنها أصبحت مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لمساعدة الدول والشعوب. وأشار الدرابيع إلى أن الدول أصبحت أكثر وعياً بالدور الذي تقوم به الأمم المتحدة من خلال البرامج واللجان المنبثقة عنها، مؤكداً على دور المنظمة في حفظ الأمن والسلام في العديد من المناطق. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الدرابيع مساء أمس الإثنين (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، بفندق الدبلومات، وذلك قبل انطلاق حفل الأمم المتحدة بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيسها، إذ أقيم الحفل عند الساعة السابعة من مساء أمس، تحت شعار «أمم متحدة قوية من أجل عالم أفضل». وتخلل الحفل عرض فيلم ترويجي عن فيلم وثائقي عن العلاقات التاريخية بين البحرين وسيتم إطلاقه في 16 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، تزامناً مع الاحتفال بالعيد الوطني المجيد. كما شمل الحفل معرضاً ضم 30 صورة توثق علاقات البحرين بالأمم المتحدة. وقال الدرابيع إن الأمم المتحدة أسهمت في حفظ السلام في العديد من المناطق، وتم نشر قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في مناطق شهدت نزاعات وصراعات، منوّهاً إلى أن «الأمم المتحدة لا تحفظ السلام فقط، بل تعمل على مكافحة الأمراض، ومنها ما تم القضاء عليه من خلال التطعيمات، مثل الحصبة». وأضاف «نجحت المنظمة في مسائل التنمية، وهناك أجهزة مختصة أصبحت تعمل بشكل خاص لكل ما يتعلق بالتنمية»، مبيناً أن هناك عدد من الإخفاقات إلا أن مسيرة النجاح والتطوير مستمرة في المنظمة. وأفاد بأن عملية التنمية المستدامة تطورت بشكل كبير عمّا كانت عليه سابقاً، وخصوصاً أن هناك لجاناً إقليمية ودولية تساعد الدول على تحقيق التنمية، وكذلك لجان داخل المنظمة، منها المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يقوم ببلورة جميع القضايا الاجتماعية والاقتصادية. ورداً على سؤال «الوسط» عن أهداف التنمية المستدامة، رأى أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي إجابته عن سؤال آخر بشأن استراتيجية الأمم المتحدة في التعامل مع الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية، أوضح أن الصراعات تتمحور في سورية واليمن وليبيا، واصفاً منطقة الشرق الأوسط بأنها «أصبحت معضلة من أقدم المعضلات». وذكر أن المشكلة التي تواجه المنظمة حيال الصراعات في المناطق المذكورة، تتمثل في عدم توصل الأطراف المعنية بالأزمة ومجلس الأمن إلى توافق بشأن حل هذه الصراعات، موضحاً أن الأمم المتحدة لا يمكنها التدخل في وضع الحلول، أو التحكم في قرارات مجلس الأمن، بل إنها جهة تنفيذية للقرارات التي تصدر عن المجلس، وتعمل على صياغة الاتفاقات التي تخوّل الأمم المتحدة للمساعدة على تنفيذ الاتفاقات. وأردف قائلاً: «نحن لا ننظر إلى الصراعات فقط، بل إلى الظروف الناجمة عن الصراعات، ومنها الفقر والأمراض والنزوح إلى مناطق أخرى، ولذلك تعمل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين على مساعدة النازحين والفقراء، وهي تعمل على وضع خطط بعيدة المدى لاستمرار هذه الحالات». ونبّه مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي بالإنابة، إلى أن الأمم المتحدة تتبع الحياد في التعامل مع أية قضية، وأن مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة يلتزمون بما يوكل إليهم من مهام، ولا يستطيع أي مبعوث العمل بمفردة، بل هناك متابعة دورية من الأمين العام لعمل المبعوثين. وخلص إلى أن الأمم المتحدة لا تفرض رأياً على أحد، بل تستمع إلى جميع الآراء ووجهات النظر.