بعد أن عجزت طيور الظلام عن اختراق الوحدة الأمنية والوطنية في مناطق عدة من المملكة، ذهبت إلى مواقع أخرى، حيث لا يعتقد العالم بأن الدناءة وصلت بهم إلى هذه الحدود، والذهاب إلى مدينة نجران التي يصمد أهلها أمام حرب تحرير اليمن من الأطماع الحوثية التي مازالت كل يوم تحاول تعكير صفو أمننا في مناطقنا الآمنة. إن ما حدث يوم أمس من جريمة يدينها جميع أبناء الوطن الواحد، وما زادت هذا الوطن إلا تلاحماً بين القيادة والشعب تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده الذين يحرصون بشكل دائم على بعث روح الطمأنينة والأمان في نفوس المواطنين بعيونهم الساهرة على راحة الوطن. ما تعرض له مسجد المشهد بحي دحضة بنجران ليلة أمس، حينما قام الإرهابي بتفجير نفسه على باب المسجد حينما اكتشف أمره قبل دخول المسجد ما هو إلا دليل على أن هذا الإرهاب لا يفرِّق بين مدينة وأخرى، بين طائفة وأخرى بل يستهدف جميع أبناء الوطن فقد قام قبل أشهر بتفجير مسجد قوى الأمن في أبها وسبقه في المنطقة الشرقية من استهداف لدور العبادة الآمنة، وهذا ما يعني أن هذا التنظيم أخذ يتخبط في مساراته بعد الضربات الاستباقية التي يوقعها رجال الأمن في أعضاء هذا التنظيم والمتعاطفين معه، وما كانت فاجعة نجران يوم أمس إلا استمراراً للفواجع التي وقعت في أبها والأحساء والدمام والقديح خلال الشهور الماضية، وهذه الفواجع أصبحت تزيد من لحمة أبناء الوطن الواحد في اتحادهم وقوتهم في التفافهم حول قيادتهم لضرب كل من تسول له نفسه بأن يعتدي على شبر من تراب هذا الوطن. إننا اليوم أمام مفترق طريق نجمع فيه على وحدة الوطن من شماله لجنوبه وشرقه إلى غربه بقياداته الحكيمة التي مازالت تضرب بيد من حديد لكل من تسوِّل له نفسه أن يعبث بأمن ووحدة تراب هذا الوطن. رحم الله شهداء نجران وجميع شهداء الواجب الذين ضربتهم رصاصات الغدر والإرهاب كي نستطيع أن ننام بشكل آمن في وطن الأمن والأمان.