×
محافظة جازان

اجتماعي / تنمية الشقيري في محافظة ضمد تحتفي بالعيد

صورة الخبر

يقول المصور السينمائي المــــصري المعـــروف سعيد شيمي في كتابه «الضوء هو الحياة» الصادر ضــــمن مطـــبوعات صندوق التنمية الثقافية والذي يكرسه للحـــديث عن فنان الصورة طارق التلمساني وتحليل أعماله: «لقد أخـــذتني الحيرة... كيف أكتب عن صديق وزميل له أسلوبه المتميز في فنه؟ ولكنــي في النهاية قررت الكتابة عنه في شكل مختلف فقد كان لنشأته أكبر الأثر في حبه لفن السينما». ولد طارق التلمساني عام 1950 بالقاهرة وحصل على ليسانس الألسن عام 1973 كما حصل على ماجستير في العلوم السينمائية من معهد السينما في موسكو، ليعود إلى مصر عام 1981 ويصبح واحداً من أهم مديري التصوير في السينما المـــصرية حيث استطاع أن يخلق خطاً متميزاً خلال فترة قــصيرة مــن خــلال الأفلام التي قام بتصويرها. سينما منذ الطفولة ويقول شيمي عن التلمساني: «لقد كان مولعاً بفن السينما منذ طفولته وذلك بفضل نشأته وسط أسرة سينمائية، فوالده هو مدير التصوير حسن التلمساني وعمه المخرج كامل التلمساني وأتيحت له مبكراً الاحتكاك بعالم صناعة الأفلام عندما كان يذهب مع والده أثناء التصوير ويرى كيف يتم العمل ولكنه لم يفكر أبداً أن يكون مجال عمله بالسينما». ويكمل شيمي: «عمل التلمساني في بعض الأفلام التي صورها والده كمساعد له ولكنه أحس أنه يجب أن يخرج من حصار التلمسانية وأن يعبر عن نفسه وعن أسلوبه وأفكاره أيضاً على رغم حبه للسينما التسجيلية والتي كانت مدرسته الأولى. ويرى الشيمي في سياق الكتاب أن طارق التلمساني يفضل الأسلوب السلس البسيط اللصيق بالواقع ولا يميل إلى الاستعراض أو الإبهار في التصوير، فهو يجيد فن التعامل مع الكاميرا في شكل يجعلها تتأثر بالمشاعر الإنسانية التي تلتقطها في مواقع التصوير، ويدخل بها في عمق المكان وتفاصيله. ويعرف كيف يجعل الصورة تنطق بالجمال والمتعة، فالصورة تلعب دوراً حيوياً في الإيحاء بكل المعاني لتبرز مقدرة سينمائية متميزة كشكل من أشكال الأدب السينمائي وكما لو كان طارق التلمساني يحرك الكاميرا بقلبه. مشوار طارق في العام 1991 خطا طارق التلمساني أولى خطواته نحو التمثيل - وليس نحو التصوير الذي سيعرف لاحقاً كواحد من أبرز ممارسيه في السينما المصرية -، في فيلم «امرأة آيلة للسقوط» أمام يسرا، كما قام بعد ذلك، في تجربة إخراجية لم تكن متوقعة، بكتابة قصة وسيناريو وحوار وإخراج فيلم «ضحك وجد ولعب وحب» من بطولة عمر الشريف ويسرا وعمرو دياب وكان ذلك عام 1993. ويبدو أن التمثيل قد استهواه إذ نــــجده خلال المرحلة التالية يشارك بأداء أدوار في العديد من الأعمال الفنـــية مثل أفلام: «السلم والثعبان»، و»قضية أمن دولة»، و«استغماية»، إضافة إلى طرقه باب التمثيل التلفزيوني في مسلسلات مثل: «مسألة مبـــدأ»، «لقاء على الهوا»، «محمود المصري»، «لحظات حرجة»، «أوقات فراغ»، و»جبل الحلال». غير أن الأهم من هذا كله في مسار طارق التلمساني السينمائي الإبداعي أنه قام بتصوير 35 فيلماً سينمائياً روائياً و30 فيلماً تسجيلياً وقصيراً إضافة إلى تصويره مسلسلين للتلفزيون المصري. ومن المعروف أنه نال العديد من التكريمات والجوائز المحلية والعالمية. فبالنسبة إلى خوضه مجال الأفلام التسجيلية والقصيرة فقد نال جائزة أحسن تصوير من مهرجان الإسماعيلية الدولي عام 1984 كما نال كذلك شهادة تقدير عن فيلم «إيقاع الحياة» من المهرجان نفسه في دورة العام 1986. أما في مجال الأفلام الروائية الطويلة، فقد حاز التلمساني جائزة أحسن تصوير من جمعية الفيلم في العام 1986 عن فيلم «الطوق والإسورة» من إخراج خيري بشارة، وفي العام 1988 نال جائزة أساسية من مهرجان عنابة الولي في الجزائر عن فيلم «أيام الرعب» من إخراج منير راضي. و هو نال أيضاً عن الفيلم نفسه جائزة غرفة صناعة السينما في مصر لينال، في العام 1992 من المهرجان القومي للسينما المصرية الجائزة الكبرى عن فيلم «الراعي والنساء» لعلي بدرخان، وفي العام نفسه نال أيضاً جائزة أحسن تصوير من مهرجان جمعية الفيلم عن فيلم «البحث عن سيد مرزوق» لداود عبد السيد. وفي العام التالي، من الجمعية نفسها نال جائزة عن فيلم «آيس كريم في جليم» من إخراج خيري بشارة. وحصل على جائزة مهرجان الإسكندرية الدولي في العام 1994 عن فيلم «الباشا» لطارق العريان. كما نال جائزة أخرى في العام 1996 من مهرجان (M-Net). لينال من المهرجان نفسه في العام 1988 جائزة عن فيلم «عرق البلح» تحفة المخرج الراحل رضوان الكاشف. كما نال عن الفيلم نفسه جائزة مهرجان الإسكندرية الدولي أيضاً. وفي العام 2000 نال جائزة المهرجان القومي للسينما المصرية عن فيلم «جنة الشياطين» ومن مهرجان قرطاج السينمائي الدولي عن فيلم «بحب السيما» في العام 2004 وهذان الفيلمان الأخيران من إخراج أسامة فوزي، وبعد ذلك نجد التلمساني ينال شهادة امتياز من قناة النيل للمنوعات عن فيلم» قص ولزق» لهالة خليل في العام 2006 ثم جائزة من الجمعية المصرية لفن السينما عن فيلم «ادرينالين» في العام 2010. والحال أن هذا الاستعراض لأسماء الأفلام التي حققت لطارق التلمساني نجاحاته الكبرى وجوائزه، يقول لنا كم أن هذا الفنان الذي يتمتع بشباب دائم، كان مساهماً أساسياً في أبرز الأفلام التي حققتها أجيال متعاقبة من المبدعين المصريين خلال ما لا يقل عن ثلث قرن من السنين، ناهيك بأن واقع أن واضع هذا الكتاب عن طارق التلمساني هو سعيد الشيمي، أمر له دلالة لا تخفى، وبخاصة لمن يعرفون أن الشيمي نفسه، يمكن احتسابه في المنطق المهني، واحداً من أبرز «منافسي» التلمساني في المهنة نفسها - التصوير السينمائي -، إذ يجب ألا ننسى هنا أن الشيمي بدوره، وهو مجايل للتلمساني تقريباً، يعتبر من كبار مدراء التصوير المصريين الذين ساهموا خلال أكثر من ثلث قرن في نهضة هذا الفن وتقنياته في مصر!.