يشهد موسم سوق القطارة التراثي في مدينة العين، الذي افتتحته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الأسبوع الماضي، إقبالاً ملحوظاً من قبل الزوار من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، الذين أبدوا اهتماماً خاصاً بالمنتجات التقليدية المعروضة في السوق، مثل الملابس التقليدية والفنون المتعلقة بها مثل التلي، كما أن منتجات النساء المختلفة من السدو والخوص قد نالت اهتمامهم، خصوصاً ما تم تطويره ليتم استخدامه بشكل حديث. تحظى الحرف والصناعات التقليديّة بتمثيل واسع في فعاليات موسم سوق القطارة من خلال مشاركة عدد من الحرفيين والحرفيات في إنتاج السلع التقليديّة بأنواعها المختلفة أمام الجمهور، كما ستوفر هذه المناسبة لزوار السوق فرصة التجول في السوق الشعبي الذي يعكس واقع الحياة الاجتماعيّة والثقافية والاقتصاديّة قديماً في المجتمع الإماراتي، ومن ثم تُسوّق بعض الحاجات التي لايزال الإقبال عليها مستمراً في عصرنا الراهن. ويتيح موسم سوق القطارة التراثي فرصة للأطفال لممارسة الألعاب الشعبية التراثية، وممارسة بعض الفنون المحلية وغيرها من الأنشطة التي تناسب هذه الفئة العمرية. وتعرض الأسر المنتجة منتجاتها في سوق الجمعة المقام قرب سوق القطارة الشعبي وفق النسق التقليدي للأسواق القديمة، وقد تم تشييد السوق من سعف النخيل في محاكاة لسوق الجمعة الشعبي، الذي كان يقيمه الأهالي قديماً يوم الجمعة من كل أسبوع، ويعرضون فيه منتجات يدوية متنوعة. في خطوة للحفاظ على الأسواق التقليدية في التراث الإماراتي، والتذكير بدورها في تلبية الاحتياجات المتنوعة للسكان قديماً، إضافة إلى أهميته في إبراز دور الأسر المنتجة في المحافظة على العديد من الصناعات والحرف التقليدية، وتوفير منافذ لبيع وتسويق منتجاتها، مما يؤمن لها دخلاً مناسباً يحفزها على مواصلة العمل بالحرف التقليدية. ويستمر السوق في العمل في أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع حتى شهر مايو 2016. وقد تخلل هذا الأسبوع العديد من الفعاليات الموسيقية الفنية، حيث أحيت فرق الفنون الشعبية بعض فنون الأداء الأصيل مثل الحربية واليولة والعيالة، كما أنّ الزائر للسوق منذ اللحظة الأولى يعيش الأجواء التراثية، حيث البساطة وكرم الضيافة ورائحة البخور والقهوة العربية التي تعبق بالمكان، إلى جانب الملابس التراثية بألوانها الزاهية، والمحال التي تعرض هذه المنتجات، والتي لاتزال تحتفظ حتى اليوم بشكلها التراثي القديم. وتتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي، والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية، وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار.