دخلت المنافسة بين مرشحي الحزب الجمهوري مرحلة جديدة، من المنتظر أن تعيد تشكيل المشهد الانتخابي والمرشحين الأوفر حظاً لنيل تمثيل الحزب في السباق إلى البيت الأبيض، برز فيها رهان الحزب الجمهوري على تحويل الانتخابات الأميركية إلى صراع أجيال، يواجه خلالها مرشح جمهوري شاب هيلاري كلينتون المخضرمة، مرشحة عن الديمقراطيين. وتمثلت العلامة الفارقة الأبرز في هذه المرحلة بالتراجع المفاجئ للمرشح الأبرز دونالد ترامب أمام المرشح الأسود، بن كارسن، في ولاية ايوا التي تعتبر مفتاحا أساسيا في تسمية مرشحي الرئاسة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقدم كارسن بـ30 في المئة من الأصوات مقابل 18 في المئة لترامب. وتعزز هذه النتيجة وجهة نظر المراقبين الذين ينظرون بعين الشك الى تقدم نجم تلفزيون الواقع على بقية المرشحين الجمهوريين في استطلاعات الرأي ويطرحون علامات استفهام حول صوابية اختياره مرشحا جديا للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري. وتعتبر وجهة النظر هذه أن ثمة ما هو تكتيكي وما هو استراتيجي في الحملة الانتخابية الجمهورية، بهذا المعنى فإن بروز ترامب وكارسن كمرشحين من خارج النادي السياسي للحزب وتقدمهما في استطلاعات الرأي في الفترة الانتخابية السابقة يندرج في اطار ما هو تكتيكي، بينما الرهان الجمهوري الفعلي يركز على مكان آخر وتحديدا فئة المرشحين الشباب من أمثال ماركو روبي سيناتور فلوريدا، والسيناتور تيد كروز. وتوقفت صحيفة نيويورك تايمز قبل يومين عند نتائج استطلاع للرأي استند إلى بيانات مبيعات الصور والشعارات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين، حيث سجلت مبيعات صور روبيو تقدما كبيرا على كافة المرشحين بنحو 40 في المئة. ولاحظت الصحيفة أن هذا النوع من استطلاعات الرأي يعكس بدقة أكثر حقيقة توجهات الناخبين لأن الأمر هنا يتجاوز مجرد اعلان التأييد بل يتعداه الى المساهمة المالية في حملة المرشح. وكان ملفتا في اليومين الماضيين انتشار أنباء عن أزمة مالية تواجه الحملة الانتخابية لحاكم فلوريدا السابق جب بوش وتذمر ممولي الحملة من أداء نجل الرئيس الأميركي السابق وهبوط سجله في استطلاعات الرأي. ويترافق هذا التقدم الشبابي في سباق المرشحين الجمهوريين على وقع ما سيشهده الكونغرس هذا الأسبوع لجهة انتخاب السيناتور الجمهوري وارن بول رئيسا لمجلس النواب الأميركي خلفا لجو بونر، الذي أجبرته التكتلات الجمهورية المحافظة على الاستقالة من منصبه الشهر الماضي. وران بول يعتبر أيضا من القوة الشبابية الصاعدة داخل الحزب الجمهوري، وهو كما روبي وكروز يحظى بتأييد التيار اليميني في الحزب الذي عبرت عنه في السنوات الماضية حركة حزب الشاي. إذاً، يتحضر الجمهوريون لمرحلة جديدة من حملتهم الانتخابية ضد الديمقراطيين لاستعادة البيت الأبيض. العنوان العريض لهذه المرحلة هو اعادة توحيد أجنحة الحزب والسير بالمرشحين الشباب الذين يمكن الرهان عليهم لخوض المنافسة ضد كلينتون. ويفضل كثير من الجمهوريين سيناريو المواجهة النهائية بين كلينتون المخضرمة وروبي الشاب لأنهم يعتبرون ان حظوظ أصغر سيناتور في الكونغرس الأميركي بالفوز ستكون كبيرة جدا لأنه يمثل شرائح واسعة من الشباب الأميركي ويتبنى خطاباً سياسياً حديثاً يجذب الأميركيين وبإمكانه إضفاء طابع صراع الأجيال على المعركة الرئاسية المقبلة.