الحديث والافكار والاحلام عن تطوير التعليم مازالت مستمرة.. والاطروحات تلاحق بعضها البعض.. خاصة ان هذه القضية هي البداية الحقيقية للنهضة في مجتمعنا السعودي وسيرته في مشوار التنمية المتواصلة والمستدامة.. وتحقيق قدر كبير من الافكار يعطي لهذه الاحلام قدرة على التنفيذ. لذلك فإني لا ازال احلم في نظام جديد للتعليم يحقق قدرا كبيرا من تطور المجتمع والنمو الاقتصادي وخلق اجيال قادرة على تحمل المسؤولية بعد التخرج مسلحاً بافكار وقدرات ومهارات تستطيع بها ان تحدث التطور في جميع مواقع الانتاج والخدمات. ولعلني اشير الى ما اتخذته وزارة التعليم ان مصير التعليم يتوقف على التقويم التعليمي المستمر في اطار انشاء هيئة تقويم التعليم من خلال وضع برنامج للتطور المهني الاخصائي لتقويم الاداء المدرسي من اجل اعداد ابنائنا تربويا وتعليما، في غمار التغيرات المتسارعة في المجال التعليمي وان مفتاح الحاضر والمستقبل هو جودة التعليم ولا يمكن لاية امة من الامم ان تتبوأ مكانة مرموقة في النظام العالمي الا اذا تمتعت بقاعدة علمية وتكنولوجية متينة وتنفيذ معايير جودة التعليم. ولذلك وفي اطار ما تقوم هيئة التقويم التعليمي السعودي اقول ان اول الغيث قطرة (كما يقولون) مؤكدا انه لا يمكن ان ينجح التقويم التعليمي وتنمو الا على تطبيق معايير الجودة التعليمية المعترف بها دولياً حيث تغذي الفرد والمجتمع بخصائص ديناميكيات عصر جديد، هو عصر الثورة التكنولوجية التي تعتمد اساساً على العقل الذي يمثل العماد الاول في هذه الثورة ويمثل طاقة رفيعة لا تنضب فالمجتمع التعليمي الفاعل سيكون منظومة تعليمية تستأثر فيه خدمات المعلومات بأكبر نصيب من القوة البشرية، وبالتالي فالطالب الفاعل (الانسان) سيكون متعدد المهارات واهم من ذلك الطالب القادر على التعليم الدائم والذي يقبل بإعادة تدريب نفسه وتأهيلها غير مرة من خلال حياته العملية. لهذه الاعتبارات وفي ضوء استراتيجية هيئة التقويم التعليمي السعودي ان يكون جل اهتمامها في تطور التعليم ونظامه التربوي على الاخذ بمفهوم جودة التعليم وانها ستكون سر نجاح تقويمها بتحقيقه شكلا ومضموناً يجمع عناصر العملية التعليمية بما يحقق التكامل والتفاهم مما يتيح لطلابنا دخول طائرة المنافسات العالمية التعليمية. ولان الامر كذلك فإن حلقات (جودة) التعليم يجب ان تطال المواضيع التالية، لاننا لا نستطيع صنع الغد بانتظار (الحفظ) و(التلقين) و(الدروس الخصوصية) والانكفاء على الامتحانات لذلك اطرح المواضيع التالية: 1- البرامج التعليمية يجب ان تكون على مستوى التخصصات والعلوم بما في ذلك المضامين والاهداف واساليب وطرق وادوات التعليم والتعلم والتدريب بما يحقق للطلاب الربط النظري والتطبيق بما ينعكس في النهاية على شخصية الطالب وقدرته التنفيذية والابداعية. 2- تنفيذ اساليب ومقاييس التعليم المستمر. 3- ضرورة مشاركة الادارة التعليمية بكل بكل مستوياتها ما يحقق المشاركة في المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار بدءاً من المعلم والمدرس الناشئ في المدرسة. 4- وضع مواصفات المنشآت والمؤسسات التعليمية بما في ذلك الجوانب المعمارية والتجهيزات المعلمية ومرافق الانشطة مما يجعل العملية التعليمية تحقق المتعة والمنفعة معاً. 5- ضرورة اتباع اساليب التخطيط المرحلي ومواصلة اساليب وبرامج تطور المدرسين. وخلاصة القول فإن توظيف (جودة) التعليم في وسائل العلم هو الذي يحقق اهداف التقويم التعليمي السعودي وهذا ما عكسه تقرير منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي عن جودة التعليم حول العالم.. وهذا ما يؤكده الاتجاه الحديث لوزارة التعليم ليؤكد ان اول الغيث قطرة ثم ينهمر وان التعليم العام في بلادنا يشهد انطلاقة تساير معطيات ومتطلبات واقعنا المعاصر سواء على المستوى السعودي او الاقليمي او العالمي. حقاً هكذا نواكب التطور التعليمي الجيد.