تعد المصليات المدرسية من الأماكن التي تستلهم منها الطالبات الغذاء الروحي من خلال المداومة على أداء الصلاة في وقتها المخصص، بحضور منسوبات المدرسة، في أجواء تعزز الجانب العبادي وتقوي صلة الطالبة بربها. ولما للمصليات المدرسية من أثر في تقويم الطالبات سلوكيا وقيميا اهتمت ادارة التعليم بهذا الجانب ودعت منسوبات المدارس إلى تفعيله وفق آلية منضبطة تحقق الهدف من ترسيخ القيم والاهتمام بالعبادات مما يساهم في تعزيز الأمن النفسي والفكري للطالبات. نموذج ناجح وعرضت مديرة الابتدائية الثانية بالقاعدة فوزية الشهري نموذجا ناجحا في تفعيل المصلى المدرسي، حيث حولت القاعة الكبرى في المدرسة إلى تجمع منظم لأداء الصلاة حيث إن المصلى المخصص في المدرسة لا يتسع لطالبات المدرسة، وتعبر الشهري عن سعادتها وهي تروي المشهد الرائع للطالبات وهن ينتظمن في صفوف مرتبة لأداء الصلاة جماعة والمشاعر الجميلة التي وجدتها من الطالبات والمعلمات والسكينة التي أحاطت منسوبات المدرسة. فيما قالت المشرفة التربوية بمكتب الخبر نورة المالكي: إن حياة الإنسان لا تستقيم في ابتعاده عن ربه، لذلك يجب غرس تعظيم هذه الفريضة في نفوس الناشئة؛ لحمايتهن من الانحراف والأفكار الدخيلة. كما قالت المشرفة التربوية نوف السبيعي: إن المعلمة في مقام التمكين ولديها القدرة على تربية الأجيال وتقويمها وأشارت إلى أن المدارس التي تقام فيها الصلاة تقل فيها المشاكل لشعور منسوبيها بالمسؤلية والاتصال بالله -عز وجل-. جهود المدرسة وتمنت المشرفة التربوية خيرية آل طلحان تفعيل المصلى المدرسي بالصورة التي تعزز قيمة الصلاة، وقالت يجب تكاتف جهود المدرسة من أجل خلق علاقة جيدة بين الطالبة والمصلى المدرسي وتمنت إعطاء هذا الوقت حقه بحيث يتم إغلاق المقصف المدرسي فترة الصلاة، كما اقترحت استخدام الأذان عوضا عن الجرس للإعلان عن دخول وقت الصلاة. وقالت مديرة القسم النسائي بجمعية قافلة الخيرية وفاء القروني: إن تربية الأجيال على الالتزام بالصلاة يخلق لديهم حس المسؤولية التي ستكبر معهم، وتكون منار هداية وبناء للمجتمع، فالمجتمع الذي يشعر أبناؤه بمسؤولية تجاه تعاليم دينهم وأركانه ولن تستطيع الأفكار الهدامة العبث بهم فالدين طريق للهداية والسلام والمحبة، وأشارت إلى اهتمام الجمعية بافتتاح الروضات القرآنية التي تتخرج منها الطالبة وقد حفظت جزءا من القرآن وتربت على تعاليمه. ونوهت المشرفة التربوية خلود الدوسري إلى أنه ليس من الضروري أن تكون المصليات المدرسية بشكل جاذب وإن كان من المفترض أن تتم العناية بها لغرس قيمة الصلاة، فالصلاة بحد ذاتها هي التي يجب أن تربى كشعيرة هامة وأن تؤدى بغض النظر عن المكان. وقالت المشرفة التربوية بمكتب شرق الدمام باسمة الراشد: إن قيم الحياة التي يجب أن تربى عليها الطالبة كثيرة ومن أهمها الصلاة التي ستقودها إلى الانقياد لأوامر الله -عز وجل- والاستقامه على شرعه. وعلقت المشرفة التربوية بمكتب شرق الدمام نوال الحريران على موضوع الاستقامة، وقالت يجب حث الطالبات على الصلاة في المدرسة حتى لا تتعود على التفريط وتأخيرها عن وقتها، وأضافت يجب على المعلمات أن يكن قدوة للطالبات في هذا الجانب. وعبرت المشرفة التربوية ندى الدوسري عن غبطتها لما تجده المصليات المدرسية من مبادرة من فاعلي الخير في العناية بها وإعادة تهيئتها لتكون مكانا يليق بهذه الشعيرة العظيمة. وتحدثت الطالبتان عزيزة العبيدي وسمية القاسم من الثانوية التاسعة بالدمام عن مشاعر الارتياح والسعادة التي وجدنها في المصليات المدرسية والحلق القرآنية التي دخلنها اختيارا، وقالتا إن الحلق القرآنية أثرت كثيرا في شخصيتهما وتعاملهما في الأسرة، كما تشعران بالسعادة وهما يساهمان في تعليم أسرتيهما القراءة الصحيحة للقرآن الكريم. من جانبها، حذرت مديرة إدارة التوعية الإسلامية بتعليم الشرقية مجداء القحطاني من التساهل في أداء الصلاة في الوقت المخصص لها، وطالبت المدارس بضرورة تعويد الطالبات على الصلاة جماعة، وتهيئة المصلى المدرسي ووضع آلية إدارية لضبط سير الطالبات في سكينة ونظام، والعودة إلى فصولهن في جو إيماني يعزز الجانب الروحي لدى الطالبات، ويعزز قيم الاستقامة والنظام وتعظيم حق الله عز وجل. وانتقدت القحطاني ترحيل الوقت المخصص للصلاة إلى نهاية الدوام مما يقلل من أهميتها ومتابعتها لدى الطالبات كركن من أركان الإسلام وحثت على تبني جميع منسوبات المدرسة مسؤولية الصلاة. وأضافت القحطاني أهمية الدور الذي يشغله المصلى في تعزيز القيم وقالت إن المصليات ستكون عونا للطالبات على التمكن من التلاوة الصحيحة وتجويد القرآن، وأشارت إلى اكتمال تشغيل 80 حلقة قرآنية مقننة ومتابعة من إدارة التوعية الإسلامية بشكل إلكتروني، وعبر زيارات دورية، حيث يتم تدريب القائمات عليها نهاية كل عام دراسي بالتعاون مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لتعليم الطالبات القراءة المجودة الصحيحة للقرآن الكريم لمن ترغب منهن. وأكدت مجداء القحطاني بدء الإدارة بتفعيل خطة التوعية الإسلامية الرامية إلى العناية بكتاب الله عز وجل، والإثراء المعرفي وتعزيز الأمن الفكري والقيم والأخلاق، وأشارت إلى أن استقامة الكون تبدأ من استقامة الإنسان في سلوكه وعبادته وأسرته ومجتمعه وتعامله مع الأمم الأخرى، وحثت مسؤولات التوعية الإسلامية على استخدام كافة الوسائل الموصلة لتعزيز القيم وتمكينها ومتابعة البرامج المقدمة في المدارس، سواء من خلال مشاريع داخل المدرسة: كالإذاعة، والدروس العلمية، واستخدام استبانات قياس الأثر القبلية والبعدية، ونوهت إلى أن المواد العلمية تسلم للمدارس بعيدا عن الاجتهادات الشخصية حيث أعدت حقائب لكل برنامج.