وسط مدينة أوكسفورد الطلابية الهادئة وعلى مقربة من العاصمة لندن، توافد العشرات من المفكرين والكتاب والمثقفين والإعلاميين من حول العالم لمؤتمر مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية السنوي 15، تحت عنوان عالمنا واحد.. والتحديات أمامنا مشتركة، بالتعاون مع مركز حوار الحضارات في الأمم المتحدة وجامعة أكسفورد البريطانية والتي انطلقت أمس وحضرها سياسيون من حول العالم بينهم الرئيس التركي السابق عبدالله غول، ونائب الأمين العام لجامعة الدول العربية سامية بيبرز، ووزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، ووزير الثقافة الأذربيجاني أبوالفاس غراييف، والمفوض السامي لتحالف الحضارات ناصر النصر، وممثل بابا الفاتيكان أنطونيو مانيني، وفؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، وطاهر المصري رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، ومحمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي الأسبق، والرئيس البرتغالي السابق جورج سامبايو، ونائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، ونائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وغيرهم. حوار الأمم وتناولت كلمات الافتتاح عن السلام ووضع اللاجئين والمؤسسات الدولية ودورها، إضافة إلى قضايا البيئة والتنمية البشرية ومشاكل الفقر والإرهاب والتعصب ومستقبل الشعوب في العالم. افتتح الندوة رئيس جامعة اكسفورد نيكولاس رولينز، الذي أكد على أهمية التبادل الثقافي بين الحضارات والأمم المختلفة، وأثنى على الجهود العربية والدولية التي تدعم السلام والتسامح بين الثقافات، ثم تحدث ناصر النصر المفوض السامي لحوار الحضارات التابع للأمم المتحدة والذي تناول موضوع الشراكة بين المؤسسة والأمم المتحدة في حوار الحضارات. نتائج العولمة. وتحدثت ممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية السفيرة سامية بيبرس التي أكدت على نتائج العولمة التي حملت الجوانب الإيجابية وآثارها، والتحديات التي تحاصر المنطقة العربية كالإرهاب والعنف وعدم المساواة وانعدام العدالة والتفرقة العنصرية، وأشارت إلى المشاكل البيئية التي تمثل واقعا يتطلب الكثير من الإحاطة والمعالجة والاهتمام، انطلاقا من مشكلة الاحتباس الحراري وإعادة التدوير وحل مشكلة تراكم النفايات وغيرها. وتناول ممثل بابا الفاتيكان أنطونيو مانيني في كلمته أهمية تعزيز مبادئ السلام في الأديان والتعايش بين البشر، وضرورة حل مشاكل الهجرة والتحديات الإقليمية، وضرورة الجمع بين البشر وتأييد التضامن فيما يؤكد العدالة والمساواة. مستوى إنساني وزير الثقافة الأذربيجاني أبو الفاس غراييف شدد على مهمة الدول في تقديم الأمن والسلام لشعوبها، خاصة في الوضع الراهن الذي يواجه الكثير من الكوارث على المستوى الإنساني، أما الرئيس التركي السابق عبدالله غول فقد ركز في كلمته على أهمية الجهود الدولية والإنسانية التي تسعف الكوارث الإنسانية المحيطة، وأضاف: يسعدني أن أرى المنظمات التي تهتم بالدراسات والحوارات الناشطة في التواصل مع العالم لحل مشكلات التي تواجهنا، وخاصة التي تتعلق بالشباب واللاجئين والتطوير الحضاري والبيئة وأكد على ضرورة التحدث عن المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي بكثير من الشفافية والمصداقية التي توصل إلى عالم أكثر تفاهماً. أعرق الجامعات عبد العزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية قال في كلمته ان دورتنا هذه تقام في أعرق جامعات العالم، وأن ما يصدمنا الآن هو انقسام العالم والشرق والغرب..وحتى الآن نعاني منها.. وأشار البابطين إلى ان العالم اجمع في قارب واحد، ونوه البابطين انه من اجل مستقبل باهر ويتمتع الجميع فيه بالعيش والسلام واجتماعنا اليوم من اجل هذا المفهوم ومحاولات تحقيقه..وقال البابطين ان اليوم نجتمع والحروب حولنا والتي تسعي لتدمير العالم ونتج عنها ما تراه من ارهاب ودعا البابطين الدول والأمم المتحدة ان تقوم بدورها تجاه الإرهاب ونهاية الحروب والاهتمام بقضية اللاجئين وتكريمهم والسماح بالهجرة الرسمية. جذور وأضاف البابطين إن من مسؤوليتنا أن نحاصر الإرهاب وأن نجفف منابعه وأن نتعامل مع جذوره لا مع ثماره، وأن تتعاون الأمم المتحدة والدول الكبرى لإيقاف هذه الحروب المدمرة، وأن تسهم جميع الدول في توفير الملجأ والمأمن والحياة الكريمة للاجئين وأن تكون طرق اللجوء مشروعة بدلًا من الطرق السرية المهلكة. وأن نمنح الحرية لآخر شعب لا يزال تحت ربقة الاحتلال وهو الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الطغيان البشع والعنصرية المقيتة، وحرية هذا الشعب تحدٍّ أخلاقي لضمير العالم ولصدقية الدول في احترام حقوق الإنسان.